يعتقد أنها بشأن اليمن.. طهران تكشف عن رسائل سعودية بعثت بها عبر وسطاء لروحاني
طهران – المساء برس| كشف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، اليوم الإثنين، عن رسائل سعودية بعثت بها الرياض عبر وسطاء للرئيس الإيراني حسن روحاني، وفي الوقت الذي جرت فيه هذه الخطوة السعودية والوضع بين طهران والرياض يشهد توتراً متصاعداً، يعتقد مراقبون إن الرسائل السعودية يتوقع أنها تتعلق بشأن اليمن والحرب السعودية المستمرة منذ 4 أعوام ونصف.
ويبدو أن السعودية تبحث عن مخرج من المستنقع اليمني خاصة بعد الهزائم المعنوية والمادية والعسكرية التي تكبدتها المملكة مؤخراً منذ أن أعلنت صنعاء مرحلة تصعيدية في مواجهتها للتحالف السعودي الإماراتي وأعلنت عن بنك أهداف داخل السعودية بُدأ بـ(300) هدف ثم توسع أكثر وشمل منشآت صناعية واقتصادية وحيوية بالغة الأهمية.
الرسائل التي بعثت بها الرياض إلى الرئيس روحاني قالت المتحدث باسم حكومة طهران علي ربيعي إنها أرسلت عبر قادة بعض الدول، مضيفاً بالقول “إذا كانت السعودية تسعى بالفعل لتغيير السلوك فإن إيران ترحب بذلك”، مشيراً إلى أن طهران تشترط على الرياض وقف حربها باليمن تمهيداً لفتح باب الحوار مع الجمهورية الإسلامية.
وما يشير إلى أن الرياض لجأت للرضوخ وفضّلت عدم المقامرة العسكرية الخاسرة في حربها باليمن، وتبحث بالفعل عن مخرج لها من مأزقها في اليمن، هو تصريح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمس الأحد لقناة (سي بي اس) الأمريكية والذي قال فيه إن السعودية لا تريد أن يُتخذ مع طهران حل عسكري وأنها تفضل الحل السياسي، وهو ما اعتُبر من قبل عدد من المراقبين بأنه “طأطأة للرأس من قبل الرياض”، بعد التهديدات والاتهامات التي ظلت تطلقها ضد طهران منذ هجمات اليمن على منشأتي بقيق وخريص التابعتين لأرامكو النفطية السعودية شرق المملكة والتي أدت لتوقف أكثر من نصف إنتاج النفط الخام السعودي في وقت قالت فيه مؤسسات اقتصادية دولية أن عودة أرامكو للتعافي بعد الهجمات اليمنية عليها منتصف سبتمبر الجاري ستكون طويلة نظراً لحجم الأضرار الكبيرة التي دمّرت اثنتين من أكبر المنشآت النفطية في العالم.
ويأتي خفض السعودية من لهجتها التهديدة ضد طهران بعد أن عجزت عن تقديم أي أدلة تثبت ما ذهبت إليه واشنطن وتلتها الرياض من اتهام لطهران بأنها هي من استهدفت منشأتي أرامكو وليست القوات اليمنية التي يقودها أنصار الله “الحوثيون”، في حين وصف مراقبون إن الهروب السعودي والأمريكي لاتهام إيران كان سببه إظهار أن الفشل السعودي في التصدي للهجمات سببه أن العدو الذي استهدفها هو عدو قوي – أي إيران – وليس عدو ضعيف ومجرد مليشيات كما يصف السعوديون خصومهم اليمنيون، “فأن يعترف السعوديون أن من هزمهم هي إيران أفضل من الاعتراف أن من هزمهم هم الحوثيون” وفق مسؤولين رفيعين في قيادة سلطة صنعاء.
في سياق تهدئة السعودية مع إيران قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، الذي زار السعودية الأسبوع الماضي، قال في مقابلة لقناة “الجزيرة” إنه يعتقد أن المملكة تسعى للسلام في إشارة إلى التوتر المتصاعد بين الرياض وطهران في أعقاب هجوم على منشأتي نفط سعوديتين تتهم السعودية والولايات المتحدة إيران بالمسؤولية عنه.
وذكر عبد المهدي أن حل أزمة اليمن يمكن أن يكون مفتاح حل المشاكل في الخليج. وتحارب السعودية التي تدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، جماعة أنصار الله. وقال عبد المهدي إن السعودية وإيران مستعدتان للتفاوض.