مراقبون غربيون: الحوثيون استطاعوا بتصنيعهم العسكري المحلي تغيير الموازين بالمنطقة
صنعاء – ترجمات – المساء برس| اعتبر مراقبون غربيون أدلوا بتصريحات لصحف أمريكية وأوروبية رصدها “المساء برس” حول ما آلت إليه الأوضاع السياسية والعسكرية بين اليمن والسعودية مؤخراً بأن الصناعات العسكرية اليمنية التي برع فيها الحوثيون وقواتهم العسكرية هي السبب في تغيير موازين القوى وأن القوات اليمنية تحولت من الدفاع إلى الهجوم بشكل لافت.
ورصد “المساء برس” عدداً من التقارير والمقالات التي نُشرت في الصحف الغربية كـ”وول ستريت جورنال، وبلومبيرغ، وواشنطن بوست، والجارديان” تضمنت تحليلات لما شهدته الأوضاع في الجزيرة العربية خلال الشهرين الماضيين، وإجمالاً فقد أجمعت هذه التحليلات والتقارير أنه وبعد خمسة أعوام من الحرب “تحولت استراتيجية الحرب اليمنية بقيادة الحوثيين من الدفاع إلى الهجوم”، وأن الهجوم لا يقتصر على الداخل اليمني الخاضع لسيطرة التحالف، بل وصل إلى العمق السعودي وذلك باستهداف المنشآت الحيوية عبر مختلف الطرق والآليات التي تملكها القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء.
واعتبر مراقبون التصريحات والتهديدات الأخيرة لرئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مهدي المشاط ضد السعودية بشأن الغارات الجوية السعودية التي استهدفت مدنيين في عدة مناطق يمنية والتي شنها التحالف بعد أيام قليلة فقط من إعلان المشاط وقف الهجمات على السعودية مقابل الرد بالمثل، اعتبرها المراقبون الغربيون إنها مؤشر إضافي يؤكد مدى انقلاب الموازين مع انتقال الحوثيين من الدفاع عن أنفسهم إلى مرحلة الهجوم على السعودية بشكل عنيف.
وأضاف المراقبون أن تهديد المشاط مجدداً للسعودية بأن صبر صنعاء سينفذ وأن أيامه محدودة جداً، وأيضاً اعتباره الغارات السعودية التي أتت بعد إعلان مبادرة صنعاء ووصفه لها بأنها “تجاوب غير مسؤول من السعودية تجاه مبادرة صنعاء”، اعتبرها المراقبون أنها نابعة عن مصدر قوة وأنها تدل على أن اليمنيون بقيادة الحوثيين واثقون من قدراتهم العسكرية وأنهم جادّون في تهديداتهم كما هم جادّون في مبادرتهم الأخيرة المعروضة على السعودية، لافتين إلى أن على الرياض وصانعي القرار في التحالف السعودي عليهم أخذ تصريحات القيادة السياسية في صنعاء على محمل الجد وانتهاز “فرصة مناسبة كهذه للخروج بماء الوجه من المستنقع اليمني”.
وحسب المراقبين أيضاً فإن معادلة المعركة تغيّرت في اليمن، وقد ورد في أكثر من صحيفة غربية أن “الحوثيين استفادوا من إطالة أمد الحرب والحصار المفروض عليهم بتطوير قدراتهم العسكرية وبالتصنيع العسكري المحلي والذي وصل إلى حد استخدام الطائرات المسّيرة ضد المنشآت والمصالح الحيوية السعودية، في حين أن السعودية استخدمت كل وسائل القصف الجوي المتطور واستنفدت كافة طاقاتها وقدراتها ولم تحقق إلا النزر اليسير من أهداف تدخلها في اليمن”.
تحليلات المراقبين والمتابعين الغربيين لتطورات المشهد في المنطقة، أشارت إلى أنه ونتيجة لقدرة اليمنيين وعلى رأسهم الحوثيين على تطوير قدراتهم العسكرية وتمكنهم من التصنيع العسكري المحلي بأنفسهم، فقد أصبحت الكفة في الميزان العسكري راجحة لصالحهم، لكونهم – وخصوصاً جماعة أنصار الله – لم يخسروا كثيراً في هذه الحرب بقدر ما حققوا الكثير من المكاسب العسكرية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية على الصعيدين المحلي والخارجي، في الوقت الذي لم تجنِ السعودية وتحالفها من هذه الحرب سوى كسب سمعة سيئة لدى المجتمع الدولي وإظهار نفسها بأن القوة العسكرية التي تملكها لا تساوي شيئاً أمام ما تملكه اليمن من كفاءات عسكرية وقدرات قتالية وإبداعات تصنيعية قادرة على إنتاج شيء يمكنه ردع الترسانة العسكرية السعودية التي يدير جزءاً كبيراً منها خبراء وعسكريون غربيون برواتب مغربية تدفعها الرياض.
آخر ما نشرته الصحافة الغربية بشأن التطور العسكري اليمني لدى أنصار الله “الحوثيين”، هو ما نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية التي اعترفت في تقرير لها اليوم السبت أن اليمن ورغم كونه أفقر بلد في العالم، ويتعرض لحرب سعودية، إلا أنه تمكن من صنع قدرات عسكرية لا تستطيع صناعتها الكثير من البلدان الأكثر ثراءاً.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الحوثيين رغم عزلهم إلا أنهم تمكنوا من الوصول إلى كل أنواع الأشياء الجيدة، فصاروخ “قدس١” لديه محرك تشيكي تي جي ١٠٠، وفقاً للتقارير، وهذه المحركات أيضا مثالية للطائرات بدون طيار، حسب الصحيفة.
وأضافت “جيروزاليم بوست” إن اليميين أصبح لديهم مجموعة متنوعة ومثيرة للاهتمام من الطائرات العسكرية بدون طيار تستخدم لمواجهة واحدة من أغنى البلدان في العالم، في إشارة إلى السعودية.
وقالت الصحيفة أيضاً إن كثافة استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ بشكل متزايد في الهجمات على السعودية هو دليل على أن الحوثيين قادرين على تشغيل خط إنتاج صناعي متطور للطائرات بدون طيار، مشيرة إلى أنه “حتى وإن كانت هذه الطائرات أو بعض قطعها الداخلية تأتي من إيران عن طريق التهريب إلا أنه من غير الواضح كيف يمكن تحقيق هذا التهريب بالنظر إلى حالة الحصار المشدد عليهم منذ سنوات”.