عسكريون أمريكيون: حذرنا السعوديين من البداية بأنهم سيخسرون في اليمن وتدخلهم كان حماقة
واشنطن – ترجمات – المساء برس| وصف أحد الضباط الأمريكيين المتقاعدين القرار السعودي بالتدخل العسكري في اليمن عام 2015 بالحماقة، وقال مارك بيري في تقرير نشره موقع “ذا أمريكان كونزيرفتف” إن الضباط الأمريكان شعروا بالصدمة حين علموا بخبر التحرك العسكري السعودي في اليمن وإنهم حذروا السعوديين أنهم سيقودون بلادهم للإفلاس.
وفي إشارة إلى ما آلت إليه الحرب في اليمن وكيف وصلت نيرانها إلى السعودية وعصبها الاقتصادي عبر إحراق مصافي أرامكو، قال الضابط الأمريكي “كنا واضحين وقلنا لهم: لن تنتصروا وستقودون بلدكم للإفلاس وتدخلون مستنقعاً وكنا محقين في ذلك وهذه هي النتيجة”.
وتحدث الضابط الأمريكي إن القادة العسكريين الأمريكيين تلقوا نبأ الهجوم العسكري السعودي على اليمن بنوع من الاحتقار لإدراكم حجم قوة الحوثيين، مشيراً إلى أن بعض الضباط البارزين في واشنطن قالوا إن الحوثيين هم وكلاء عن إيران ولكن بالاسم فقط وليس على أرض الواقع”، وأنهم في الحقيقة هم أعداء حقيقيون لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي تحاربه أمريكا في كل مكان بالعالم، وأضاف: “لدرجة أن بعض الضباط في قيادة الجيش الأمريكي دعوا إلى دعم الحوثيين طالما وهم يحاربون التنظيم الإرهابي جنوب الجزيرة العربية”.
وقال الضابط الأمريكي إن المسؤولين العسكريين الأمريكان سبق وأن حذروا من أن انتصار الحوثيين بعد التدخل العسكري السعودي المدعوم من واشنطن في اليمن سيعزز من إمكانية إقدامهم على تقوية علاقتهم بإيران “وهو أمر لم تكن واشنطن تريده في المقام الأول”، مشيراً إلى أن هذا هو ما يحصل اليوم وهو نتيجة طبيعية للسير وراء السياسة العسكرية الأمريكية السابقة المتماهية مع أفكار قادة النظام السعودي المتهورة.
وأضاف التقرير الأمريكي إنه “رغم الشك السعودي في الولايات المتحدة ومدى دعمها لهذه الحرب خاصة وأن هناك أصواتاً كانت تنادي بعدم صوابية الحرب السعودية باليمن منذ البداية، إلا أن الجيش الأمريكي زاد من جهوده وقدم للتحالف الذي تقوده السعودية الدعم الاستخباراتي واللوجيستي وكذا النصح إلى الضباط الإماراتيين الكبار الذين كانوا يقودون القوات المعادية للحوثيين على الأرض. إلا أن النزاع وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية علق في وحل اليمن، ولم يكن لدى مرتزقة الإمارات القدرة المشابهة للمجموعات الحوثية وقياداتها المتماسكة، ومن هنا بدأ المتمردون باستهداف حقول النفط السعودية بصواريخ سكود. وبدأ حلفاء السعودية بالخروج من التحالف وكانت الإمارات آخرهم حين سحبت قواتها في يوليو. وفي الوقت الذي عانى مرتزقة الإمارات من خسائر فادحة على الحدود السعودية بدأ الحوثيون بتوطيد علاقاتهم مع إيران، وهو ما توقعه قادة البنتاغون منذ بداية الغزو عام 2015. وأثارت مصاعب السعوديين مخاوف في واشنطن”.
وأشار التقرير إلى أن فريق الأمن القومي الأمريكي بعد أشهر من وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض بدأوا بلقاء خبراء الشرق الأوسط “للبحث عن طرق لإخراج السعوديين من ورطتهم”، مضيفاً إن اللقاءات التي قادها مستشار الأمن القومي في حينه الجنرال أتش ماكماستر ترافقت مع تقارير أمنية تقول إن التدخل السعودي في اليمن يعرض استقرار الحكومة السعودية للخطر على المدى البعيد.
ولفت التقرير إلى أن البيت الأبيض توصل لنتيجتين هما “الوضع ليس جيداً للعائلة المالكة بالسعودية” وأن على واشنطن “فتح حوار مباشر مع الحوثيين”، لافتاً إلى وفد وزارة الخارجية الأمريكية برئاسة ديفيد شنكر إلى الرياض مطلع سبتمبر الجاري للضغط على السعوديين للانضمام إلى المحادثات المنظورة بين أمريكا وأنصار الله في سلطنة عمان.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن صنعاء سبق وأن أعلنت على لسان مسؤولين وقيادات في أنصار الله أن الدعوات الأمريكية لحوار مباشر مع أنصار الله في عمان، قوبلت بالرفض بسبب قيام التحالف السعودي بقصف مركز لاحتجاز الأسرى التابعين للتحالف السعودي في مدينة ذمار وسط اليمن وأدى لمقتل قرابة الـ200 أسير ممن كانوا يقاتلون في صفوف التحالف في المحافظات الجنوبية، وهو ما قُرأته القيادة السياسية في صنعاء على أنه تصعيد عسكري وإشارة لعدم القبول بأي جهود سياسية لوقف الحرب.