الشرعية تعلن نقل عاصمتها المؤقتة من عدن إلى شبوة.. ماذا يعني ذلك؟
الرياض – المساء برس| أعلنت حكومة المنفى “الشرعية” على لسان وزير النقل صالح الجبواني نقل عاصمتها المؤقتة من عدن إلى مدينة عتق مركز محافظة شبوة، وذلك بعد أكثر من شهر من سيطرة الجماعات المسلحة الموالية للإمارات على مدينة عدن ومدن جنوبية أخرى مجاورة وطرد من تبقى من مسؤولي الشرعية الموالين للرياض.
وأعلن الجبواني في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر “سوف تدير الحكومة عملها مؤقتاً من عتق عاصمة شبوة حتى تحرير عدن ثم صنعاء”، مشيراً إلى أنه “سيُفتتح المطار ليكون محطة دولية، وسنعيد تشعيل الميناء من جديد”.
وقبل أكثر من شهر سيطر المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات ومليشياته المسلحة والتي من بينها جماعات سلفية ومتطرفة، على مدينة عدن والضالع ولحج وأجزاء واسعة من أبين مسقط رأس الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي في مقابل تمركز قوات “الشرعية” وإلى جانبها قوات سعودية في شبوة الغنية بالنفط والغاز والتي تمر عبرها أنابيب الغاز المسال إلى منشأة ميناء بلحاف الاستراتيجية.
ولم يعد في اليمن أي مسؤول حكومي يتبع سلطة “الشرعية” مقيماً في اليمن بعد سيطرة الانتقالي على عدن، حيث قامت القوات السعودية المتواجدة في عدن بنقل من تبقى منهم إلى العاصمة الرياض ولا يزالون حتى اللحظة هناك.
وكانت الرياض قد قادت مفاوضات بين الشرعية والمجلس الانتقالي، غير أنه لم يتبين إلى ما أفضت إليه المفاوضات في الوقت الذي تسربت أخبار بفشلها ورفض الشرعية القبول بشروط الانتقالي التي تحاول السعودية والإمارات تمريرها.
لكن اعترافات الوزير الجبواني اليوم تؤكد ما سبق وكشفه الصحفي الجنوبي فتحي بن لزرق في وقت سابق من هذا الشهر بشأن التوصل إلى اتفاق بين السعودية والإمارات وأدواتهما (الانتقالي والشرعية) يقضي بإبقاء عدن والمدن المجاورة لها تحت سيطرة المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات وإيقاف استخدام الشرعية لمطار أو ميناء عدن، بمقابل نقل الشرعية لعاصمتها إلى مدينة عتق بمحافظة شبوة ونقل بعض المؤسسات الحكومية التابعة لها إلى شبوة وحضرموت بمدينة المكلا الساحلية واستخدام مطار سيئون بحضرموت كمطار رئيسي وميناء المكلا بدلاً عن ميناء عدن.
وكانت الشرعية قد أعلنت عدن عاصمة مؤقتة لها العام 2015 بعد أن تم طرد مسؤوليها من العاصمة صنعاء بعد ثورة شعبية ضدها قادتها حركة أنصار الله الحوثيين بسبب تغول التدخلات الخارجية في البلاد على مرأى ومسمع من مسؤولي حكومة هادي آنذاك.
ويرى مراقبون إن نقل الشرعية لعاصمتها المؤقتة للمرة الثانية، وفشلها في إدارة المناطق التي سبق وأعلنت أنه تم تحريرها منذ 4 أعوام من الحوثيين يعد اعترافاً بالهزيمة والفشل واعترافاً بصوابية تحرك الحوثيين وحلفائهم ضد هذه الحكومة المنفية خارج البلاد، وإثباتاً منها أنها ليست أهلاً لأن تحكم اليمن، وأن تمسك التحالف السعودي الإماراتي بها هو لاستخدامها كمشرعن للتدخل العسكري في البلاد وتنفيذ أجندات تتعلق بالأطماع التوسعية الجغرافية واستغلال الثروات الباطنة كالنفط والغاز والموقع الاستراتيجي المهيمن على واحد من أهم المضائق المائية في العالم.