صنعاء تدعو الخارج لوقف التعامل مع هادي وحكومته وتحذر التحالف: أيام المبادرة محدودة جداً
صنعاء – المساء برس| مع انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة لدورتها الـ74، دعت قيادة السلطة اليمنية في صنعاء التي يرأسها مهدي المشاط، الأمم المتحدة إلى وقف التعامل مع حكومة المنفى الموالية للرياض والتي يرأسها عبدربه منصور هادي الخاضع للإقامة الجبرية في العاصمة السعودية الرياض.
واعتبر المشاط في كلمة بثها التلفزيون اليمني الرسمي بمناسبة الذكرى الـ57 لثورة 26 سبتمبر 1962م، استمرار الأمم المتحدة في التعامل مع “مرتزقة لا وجود لهم على الأرض” والتعاطي معهم كممثلين للشعب اليمني “يمثل خدشاً متعمداً لكبرياء اليمن”، داعياً إلى “وقف التعامل مع هادي وحكومته غير الشرعية واحترام إرادة الشعب”.
كما طالب المشاط في كلمته الأمم المتحدة بتمكين صنعاء وسلطتها من التعامل المباشر مع الخارج باعتبارها “الممثل الحقيقي للشعب اليمني”، وذكّر الأمم المتحدة “بخطورة ما يتعرض له اليمن كعضو في الأمم المتحدة من عدوان وحصار وتجويع”، لافتاً إلى أن ذلك “انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة وكل القوانين والمواثيق الدولية، كما أشار إلى أن “استمرار العدوان مثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والإنساني وتهديداً خطيراً للسلم والأمن”.
وتحكم سلطات صنعاء معظم المناطق اليمنية التي يعيشها معظم سكان الجمهورية المتمركزين في الجزء الشمالي الغربي من خارطة اليمن.
وهدد المشاط التحالف السعودي بأن أمام صنعاء أيام محدودة جداً فقط للصبر ولتقييم مدى تعاطي الطرف الآخر – طرف التحالف – مع مبادرة صنعاء التي أعلنها المشاط في خطابه عشية الـ21 من سبتمبر الأسبوع الماضي والتي أعلن فيها وقف الهجمات اليمنية على الأراضي السعودية بكل أشكالها بانتظار مبادرة مماثلة من السعودية.
وقال المشاط في كلمته “قدمنا من المبادرات والمواقف الداعية والداعمة للسلام ما يكفي لإثبات حرصنا وتمسكنا بالسلام”، مؤكداً على أن “تعاطي الطرف الآخر مع المبادرة … لم يكن مسؤولاً أو مشجعاً حتى الآن”، وأن “ارتكاب العدو للمجازر أمر ينذر بتعنته”، في إشارة إلى الغارات الجوية للتحالف التي نُفذت بعد إعلان مبادرة صنعاء بيوم واحد واستهدفت أسرة كاملة مكونة من 15 شخصاً بينهم نساء وأطفال.
وفي الوقت الذي أكد فيه المشاط تمسك صنعاء بالمبادرة التي قال إنها “إكمالاً للحجة واحتراماً لدعوات السلام المتجددة”، إلا أنه أكد أيضاً أن التمسك بالمبادرة من قبل طرف صنعاء “مرهون بالتزام الطرف الآخر”، وفي لهجة تهديدية لفت المشاط إلى أن “الصراع قد بلغ من التعقيد إلى مستوى لا يمكن حله من طرف واحد”، مضيفاً بالقول “جاهزون للسلام بقدر جاهزيتنا لخوض مراحل الوجع الكبير وأمامنا أيام محدودة جداً للصبر وللتقييم … ننصح أنفسنا وخصومنا بأن نمضي نحو السلام وأن نلتقد هذه المؤشرات الإيجابية”.
وفيما يتعلق بالدعوات التي تتبناها أطراف سياسية موالية للتحالف السعودي والتي تتهم حركة أنصار الله بالعداء لثورة 26 سبتمبر والنظام الجمهوري، قال المشاط إن “ثورة 26 سبتمبر أثبتت أنه لا شيء أخطر على الثورات من رهن القرار وفتح الباب واسعاً أمام التدخلات الأجنبية”، في إشارة إلى الأطراف اليمنية التابعة للتحالف السعودي.
كما أكد المشاط إن “اللصوص واللئام الذين فرضهم الخارج على ثورة 26 سبتمبر وعلى الشعب باعوا الثورة والجمهورية وداسوا على المبائد والتضحيات”، مشيراً إلى أن هؤلاء “اللصوص” حسب وصفه، والذين “فُرضوا على ثورة 26 سبتمبر وجدناهم اليوم يباركون حمم النار على من يفترض أنه وطنهم وشعبهم”، لافتاً إلى أن مواجهة الحرب التي تشنها دول التحالف على اليمن هو ما “يعيد الاعتبار لكل الثورات اليمنية”.