تقرير أمريكي.. اليمن سيكون سبباً لحرب بين السعودية والإمارات وحربهما باليمن فشلت تماماً
واشنطن – المساء برس| اعتبر مركز أبحاث أمريكي يهتم بالسياسة العالمية في تقرير نُشر مؤخراً بشأن اليمن، أن التدخل العسكري السعودي والإماراتي في اليمن تسبب أو قد يقود إلى الوصول إلى قطيعة بين السعودية والإمارات، بسبب عدم وجود رؤية وتخطيط محدد لهذا التدخل، مشيراً إلى أن هذا التدخل بات معقداً وطويل الأمد ويوسع من الفجوة الجيوسياسية.
ويقول المركز في التقرير الذي ترجمه “المساء برس” إن الصراعات فيما بين الحلفاء المشتركين بحرب اليمن أكبر من صراعهم ضد خصمهم الحوثي، مشيراً إلى أن أحداث أغسطس الماضي في عدن وبعض المحافظات الجنوبية الأخرى الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي أكبر دليل على ذلك.
ويلفت المركز النظر إلى أن هذه الصراعات فيما بين الحلفاء ضد بعضهم البعض سببها هو دخول كل دولة في هذه الحرب بأهداف مختلفة عن أهداف الدولة الأخرى، كالسعودية التي دخلت بأهداف مغايرة للأهداف التي تدخلت من أجلها الإمارات رغم أن الدولتان ترفعان شعار محاربة الحوثيين واستعادة الشرعية المتحالفة معهم إلى السلطة.
ويؤكد المركز إن الرياض لا تمانع في أن يوجد انقسام في اليمن وأن تكون هناك دولة مستقلة جنوب البلاد، لكنهم – أي السعوديون – يركزون على أن يكون هناك رئيس فاسد واحد لليمن ودولة فاشلة واحدة، وأن ذلك أفضل لها من أن يكون هناك يمن مقسم إلى عدة دول وهو ما يعزز التهديد الأمني للسعودية من فقدان السيطرة السعودية وانقلاب ذلك على الأمن السعودي ذاته خاصة من قبل القاعدة وداعش وأيضاً سلطة صنعاء التي يقودها الحوثيون، والذين تعتبر الرياض وجودهم خطراً يهددها لرفضهم الانصياع لإملاءات الرياض أو أي إملاءات خارجية، وهذه الرغبة السعودية – حسب التقرير – تأتي على عكس الرغبة الإماراتية التي لا يهمها ما قد يحدث في اليمن لأن أي مخاطر ستكون بعيدة عن الإمارات التي لا تشترك بحدود جغرافية طويلة مع اليمن كما هو الحال مع السعودية.
ويؤكد تقرير المركز البحثي بأنه “حتى لو كان للسعوديين والإماراتيين أهداف مشتركة في اليمن ، فإن مخاوفهم المتباينة بشأن الأمن القومي وآليات صنع القرار جعلت إقامة شراكة فعالة في اليمن شبه مستحيلة”.
وتحت عنوان “تجزئة أوسع.. تكلفة أكبر” قال التقرير إن اليمن “دفعت كلفة بشرية وأمنية وعسكرية هائلة بسبب المغامرات السعودية والإماراتية في البلاد، وهذه الخسائر تتصاعد فقط مع انشقاق التحالف السعودي الإماراتي”، مضيفاً إن المنطقة ككل مع الأذرع التابعة للرياض وأبوظبي باليمن ستواجه صراعاً أكبر في حالة ظهور مزيد من التصدع بين هذين الحليفين السابقين.
ويؤكد التقرير الأمريكي إنه منذ البداية كان من غير المرجح أن ينجح التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، مؤكداً بأن التحالف الآن قد فشل بشكل واضح، وإن أفضل خيار الآن لوقف الشروع في هذا التدخل العسكري المضلل هو أن يعمل التحالف للضغط من أجل السلام بنفس الوتيرة التي يعمل فيها لأجل الحرب.
ويضيف التقرير إن واشنطن يمكنها أن توجه التحالف السعودي الإماراتي في هذا الاتجاه “خاصة وأن هناك الآن جهوداً كبيرة نحو المفاوضات بين إدارة ترامب وإيران في أعقاب الهجوم على المنشآت النفطية السعودية”، مضيفاً بأنه ومن خلال القيام بذلك يمكن لهذه القوى الخليجية أن تفتح طريقاً لتخليص نفسها من حرب أثبتت أن هذه الدول غير قابل للإرهاق.