واشنطن بوست: إعلان صنعاء الأخير فرصة على ترامب استغلالها والحوثيون ليسوا دُمى لإيران
واشنطن – ترجمة خاصة – المساء برس| رغم التصعيد المتبادل بين طهران وواشنطن وتصعيد لهجة التهديد المتبادلة بين الطرفين، يذهب أنصار الله في اليمن إلى الإعلان عن وقف الهجمات على السعودية بمختلف أشكالها سواءً بالطائرات المسيرة أو بالصواريخ الباليستية والمجنحة، وهذا يقود إلى أن الحوثيين في اليمن ليسوا مرتبطين بإيران وبسياستها، هكذا وصفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، ما قالت عنها إنها فرصة يجب على ترامب التقاطها واستغلالها.
وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمكنها أن تغتنم هذه المبادرة إذا تصرفت بسرعة، ومن خلال مبادرة سلطة صنعاء فإن ترامب بإمكانه استغلالها “لحرمان إيران من الذريعة التي تستخدمها ضد السعودية”، مضيفة بأن استغلال هذه الفرصة سيمكن واشنطن من “تحقيق عزل الحوثيين عن إيران”، على اعتبار أنهم أداة بيدها كما تزعم إدارة البيت الأبيض.
وأكدت الصحيفة أن الحوثيين ليسوا دمى للنظام الإيراني كما يتم تصويرهم أحياناً، مشيرة إلى أنهم من اليمنيين الأصليين الذين عانوا سنوات طويلة من الاضطهاد من الحكومة المركزية في عهدي الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وعبدربه منصور هادي، وأن ذلك هو ما جعلهم يزحفون إلى العاصمة صنعاء في 2014.
وفي إشارة إلى أن الحوثيين ليسوا وحدهم من يتصدون للحرب التي تُشن ضد اليمن، قالت الصحيفة إن “سنوات من القصف السعودي بدعم من الولايات المتحدة أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين اليمنيين، لكنها لم تؤدِ إلى تخفيف قبضة الحوثيين على صنعاء أو ميناء الحديدة الرئيسي”.
وتطرقت الصحيفة إلى الرد السعودي على مبادرة صنعاء التي قضت بوقف الهجمات ضد السعودية بانتظار أن تقدم الأخيرة على خطوة مماثلة، تقول الصحيفة “غير أن السعودية نفذت قصفا الاثنين بغارة جوية أخرى أصابت مسجدا وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص، بينهم طفلان”، مشيرة إلى أن إدارة ترامب يجب عليها ألا تسمح لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتدمير خفض التصعيد الذي أعلنته صنعاء والذي من المحتمل أن ينجح في حال استغلت واشنطن هذه الفرصة.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن تتحرك الإدارة الأمريكية “لممارسة الضغط على السعودية لاختبار العرض الذي يقترحه الحوثيون من خلال إيماءة تعويضية تتمثل في السماح بإعادة فتح مطار صنعاء الدولي”، معيدة التذكير بما قالته الخارجية الأمريكية من عزمها عقد مفاوضات مباشرة مع قادة أنصار الله، حيث قالت “يجب أن تكون وزارة الخارجية الأمريكية منفتحة – كما سبق أن قالت – على حوار مباشر مع قادة الحوثيين”.