مقتل قائد القوات السعودية وعدد من ضباط الشرعية في حضرموت جنوب اليمن بعبوة ناسفة
حضرموت – المساء برس| قُتل قائد القوات السعودية المتواجدة في محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن اليوم الخميس بهجوم من جهة مجهولة استخدم فيه عبوة ناسفة استهدفت موكباً عسكرياً مكوناً من عدد من الضباط السعوديين واليمنيين التابعين للشرعية الموالية للتحالف السعودي.
وقالت مصادر أمنية في المكلا مركز المحافظة إن قائد القوات السعودية في حضرموت المقدم بندر العتيبي و6 ضباط وجنود يمنيين يتبعون “الشرعية” قتلوا في هجوم بعبوة ناسفة استهدف موكبهم، بالإضافة إلى جرح 13 جندياً آخرين معظمهم سعوديين، مشيرة إلى أن الجنود السعوديين الجرحى تم نقلهم إلى السعودية عبر طائرة عسكرية بعد الهجوم.
وعلى الرغم من أن الهجوم لم يتم تبنيه من أي جهة إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى جهتين رئيسيتين، الأولى الجناح المسلح لحزب التجمع اليمني للإصلاح الموالي للتحالف السعودي الإماراتي والذي يقاتل معظم أعضائه في الحدود الجنوبية للمملكة السعودية في الوقت الذي يتعرض فيه الحزب لحرب باردة تشنها كلاً من الإمارات والسعودية تهدف لإزاحته عن المشهد السياسي والعسكري في حكومة “الشرعية” المتواجدة خارج اليمن ومعظمها خاضع للإقامة الإجبارية داخل السعودية.
أما الجهة الثانية والتي من المتوقع أن تكون منفذة الهجوم فهو تنظيم القاعدة الإرهابي والذي كان يقاتل بدعم مالي وعسكري إلى جانب قوات التحالف السعودي الإماراتي ضد قوات صنعاء وجماعة أنصار الله ومؤخراً كان التنظيم الإرهابي على ارتباط وثيق بالقوات الإماراتية المتواجدة جنوب اليمن والمسيطرة على معظم المحافظات الجنوبية.
ويعتقد مراقبون إن الهجوم الذي استهدف قائد القوات السعودية في حضرموت، إذا كان تنظيم القاعدة أو داعش هما أو أحدهما من نفذا الهجوم فإنه ليس من المستبعد أن تكون الأوامر قد صدرت من قبل القيادة الإماراتية، خاصة مع تصاعد التوتر في العلاقات بين الإمارات والسعودية بسبب تقاطع مصالحهما في المناطق الجنوبية لليمن في عدد من الملفات الحساسة منها مناطق سيطرة وهيمنة كلاً من الرياض وأبوظبي ودور كل طرف ونطاقه ومدى تعارضه مع مصالح الآخر.
وحسب المراقبين فإن تقاطع المصالح الإماراتية السعودية جنوب اليمن لا يعني أنهما ليسا على توافق على عدد من العناوين الرئيسية كدور حزب الإصلاح الذي يهيمن على “الشرعية” وهو ما بدا واضحاً من خلال الأحداث التي شهدتها محافظات عدن وأبين وشبوة منذ مطلع أغسطس الماضي وحتى الآن.
ويعتبر هذا الهجوم هو الأول من نوعه من ناحية الشخصية المستهدفة، حيث لأول مرة يقتل ضابط سعودي في حضرموت منذ بدء الحرب على اليمن في 2015، علماً أن التواجد السعودي في اليمن يتركز على ثلاث مناطق رئيسية هي مأرب وحضرموت والمهرة رغم أن الأخيرتين لم يكن لجماعة أنصار الله وقوات صنعاء أي تواجد عسكري فيها منذ بداية الحرب التي شُنت على اليمن بذريعة استعادة الشرعية ورئيسها عبدربه منصور هادي إلى الحكم في صنعاء وإنهاء سيطرة القوات العسكرية اليمنية التي اصطفت مع أنصار الله ضد التحالف السعودي على المناطق الشمالية الغربية لليمن وهي المناطق ذات الكثافة السكانية العالية جداً وتمثل نحو 70% من سكان اليمن.
كما تجدر الإشارة إلى أن الهجوم يأتي بعد أيام من إعلان القوات اليمنية في صنعاء تنفيذها أكبر عملية عسكرية باستخدام الطائرات المسيرة على المنشآت النفطية السعودية السبت الماضي أدت إلى توقف إنتاج النفط السعودي بنسبة أكثر من 50%.