بومبيو من الرياض يتراجع عن اتهام إيران وواشنطن ستكتفي بحشد إدانات وهجوم أرامكو لم يقتل أمريكيين
الرياض – المساء برس| قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إنهم باركوا نجاة الأمريكيين المتواجدين داخل منشأة أرامكو في بقيق وخريص اللتين تعرضتا للهجوم بالطائرات المسيرة السبت الماضي، واصفاً الهجوم بأنه لم يسبق له مثيل، وأن خطراً كهذا ليس مستغرباً بالنظر إلى حالة الحرب التي تعيشها المنطقة.
وقال بومبيو الذي يزور حالياً الرياض لبحث الرد على الهجوم الذي تعرضت له أرامكو من اليمن، “لقد باركنا أنه لم يكن هناك أميركيون قُتلوا في هذا الهجوم”، مضيفاً بأنه في حالة الحرب التي نشهدها في اليمن فإن ذلك يعني “أن نتوقع أن يحدث خطر ما في أي وقت”، كما قال “هذا هجوم على نطاق لم نره من قبل”.
وفيما يبدو أنه تخفيف من حدة اللهجة والتهديدات الأمريكية ضد إيران، قال بومبيو إن تواجده في الشرق الأوسط حالياً هو “لبناء تحالف لردع إيران”، كما أشار إلى أن “إدارة ترامب ستستخدم التجمع القادم لقادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة لحشد الدعم للعمل ضد طهران الذي ينكر تورطه في الهجوم السعودي”.
وقال بومبيو “أنا واثق من أننا سنتحدث في نيويورك كثيرًا حول هذا الأمر وأن السعوديين سيتحدثون أيضًا”، مضيفاً إن السعوديين سيشرحون ما حدث للعالم في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لأن ذلك الهجوم حدث على أرضهم، واصفاً الهجوم بأنه “عمل عسكري مباشر ضد السعودية وأنا واثق أنهم سيفعلون ذلك”.
وجاء وصف بومبيو بأن ما حدث لأرامكو هو عمل عسكري في الوقت الذي زعمت فيه الرياض أن قطع الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة اليمنية التي تضرب السعودية باستمرار، تدل – حسب الرياض – على أن طهران تقف خلف هجوم أرامكو الأخير والهجمات السابقة.
ويرى مراقبون إن تصريحات بومبيو من داخل السعودية تشير إلى أن أمريكا بدأت تخفف لهجتها تجاه إيران ولن تنفذ أي هجوم على إيران لا عسكرياً ولا سياسياً، وأن تصريحاتها العالية التي قفزت واشنطن بها بعد الهجوم مباشرة كان فقط لامتصاص غضب السعوديين الذين يدفعون مئات المليارات من الدولارات لواشنطن مقابل التكفل بحماية السعودية ومنشآتها الهامة باستخدام التقنيات العسكرية الأمريكية الدفاعية والهجومية، إلا أن ذلك فشل وعجزت الحماية الأمريكية من تأدية مهمة كشف وصد الطائرات المسيرة التي استهدفت أرامكو وتسببت بوقف أكثر من نصف الإنتاج من النفط السعودي.
ويبدو أن الأمر بالنسبة لواشنطن سينتهي عند مواصلة تحميل إيران المسؤولية وإلقاء التهمة عليها كما هو الحال منذ بداية الحرب على اليمن منذ مارس 2015م، ولن يتعدى الأمر إصدار إدانات من هنا أو هناك ستحاول واشنطن والسعودية انتزاعها من الدول المشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة فقط، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال تصريحات بومبيو من جدة غرب السعودية والتي قال فيها بأنه لا يهم إذا كان الحوثيون هم من استهدفوا أرامكو المهم هو أننا لم نكن نعرف أن لديهم هذه الطائرات المستخدمة في الهجوم.