البنتاغون يعترف بـ”تطور نوعي وتقنيات عالية بات يملكها الحوثيون” ويؤكد: لم نتوصل لمصدر الهجوم
واشنطن – المساء برس| قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الهجوم على منشآت النفط السعودية “أرامكو” والتي نفذتها القوات اليمنية السبت الماضي واستهدفت منشأتي بقيق وخريص وأدت إلى توقف أكثر من نصف الإنتاج السعودي من النفط الخام والغاز، قال البنتاغون إن الهجوم استخدم بأسلحة متطورة ونوعية وتقنيات عالية لم يسبق أن كانت بمثل هذه الدقة.
وقال جوناثان هوفمان المتحدث باسم البنتاغون إن “سبب اعتقاد واشنطن أن الحوثيين ليسوا هم من شنوا الهجوم على أرامكو هو لأن مدى السلاح المستخدم في الهجوم وطبيعته لا ينسجمان مع هجمات الحوثيين السابقة”، مضيفاً إن “هجمات أرامكو تشكل تصعيداً كبيراً ولا بد من عودة الأطراف المعنية إلى المسار الدبلوماسي والسياسي”.
وأكد هوفمان إنهم سيأجلون تقييم السعودية قبل إلقاء اللوم صراحة على إيران لشن الهجوم على منشأتي أرامكو، وهو تأجيل مؤقت يكشف عن مواقف متباينة داخل الإدارة الأمريكية خاصة بعد أن ألقت وزارة الخارجية باللوم في الهجوم على إيران واتهمتها مباشرة دون وجود أي دليل على ذلك.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد تحدث إلى عدد من الصحفيين الذين جاؤوا معه من الولايات المتحدة إلى السعودية أثناء ما كانوا فوق الطائرة التي هبطت في مطار جدة – مقر إقامة جميع القيادات السعودية – وكان حديثه في سياق الدردشة مع الصحفيين وقبل أن يتم التصوير، كان بومبيو قد قال إنه “لا يهم إن كان الحوثيون هم الذين استهدفوا أرامكو أم لا نحن سنتهم طهران بتنفيذ الهجوم”.
وأضاف أثناء حديثه الجانبي مع الصحفيين إن “ما يجب التركيز عليه هو أن المعلومات المتوفرة لدى الاستخبارات الأمريكية هو أن التطور والتقنية التي بات يمتلكها الحوثيون اليوم لا تزال غير معروفة لدى أجهزة الاستخبارات الأمريكية”، حسب ما كشفته قناة (سي إن إن) الأمريكية في تقرير لها اليوم الخميس.
وبالعودة إلى تفاصيل تصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع “البنتاغون”، اعترف هوفمان بأنه “اعتبارًا من هذا الوقت، فإن جميع المؤشرات تفيد أن إيران مسؤولة بطريقة أو بأخرى عن الهجوم على المصافي السعودية”، لكنه امتنع عن التعليق على “ما إذا كان الجيش الأمريكي يعتقد أن الهجوم بالطائرات بدون طيار والصواريخ قد تم إطلاقه من إيران أم لا”، في الوقت ذاته أضاف المسؤول الأمريكي بالقول “بغض النظر عما إذا كان هجومًا إيرانياً مباشراً أو عبر وكلاء خارجيين، فقد كان هذا تصعيدًا كبيرًا للهجمات الماضية المتورطة بها بإيران”.
كما وصفت الدفاع الأمريكية الطائرات المسيرة التي استخدمتها القوات اليمنية التابعة لصنعاء في الهجوم على أرامكو السبت الماضي، بأنها متطورة جداً ومنسقة، وقال هوفمان “كان هذا عددًا من المقذوفات المحمولة جواً، وكان متطورًا جدًا ومنسقًا، وكان له تأثير كبير على السوق العالمية. نحن بحاجة إلى إعادة الأطراف إلى المسار الدبلوماسي لتجنب هذا النوع من العمل”.
كما سُئل العقيد في سلاح الجو باتريك رايدر، المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة عن المنظومات الدفاعية الأمريكية بالسعودية وفشلها بصد الهجمات وإذا ما كان لذلك أي تبعات في مناطق أخرى كأوروبا ودول أخرى تملك واشنطن فيها أنظمة باتريوت، وقد أجاب رايدر بالقول “ما أستطيع أن أخبركم به هو أن هناك تحليلات تجري الآن، لن أتحدث عن هذه التفاصيل أو تفاصيل منظومة الدفاع الجوي السعودية، سأقول فقط أنه تم مراجعتها وبشكل جدي”.
وفيما يخص بواعث القلق بشأن تمرير عقود بيع الباتريوت مستقبلاً وخصوصاً مع توجه الكونجرس لتقديم قانون بشأن بيع السلاح، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن هناك من البرامج ما ستتأثر بالفعل بعضها فيما يتعلق بقدرتنا في المضي في عقود البيع التي كان يجب إطلاقها وأيضاً النظر إلى مسألة المراقبة إذا ما أردت معلومات إضافية محددة حول هذه البرامج، نأمل أن يقتصر هذا التأثير على مدى أسابيع قليلة فقط علماً أنه بإمكاننا أن نعمل في هذا الإطار لكن إذا ما طالت المدة إلى أشهر فسوف تتأثر نشاطاتنا في مجال عقود مبيعات الأسلحة.
وأكدت واشنطن مجدداً عدم وجود أي معلومات لديها بشأن تنفيذ الهجوم ومن أين انطلقت الطائرات، حيث أفاد المتحدث باسم البنتاغون إن “قواتنا تقيم الوضع في الشرق الأوسط ونحاول معرفة من هو المسؤول عن هجمات أرامكو”، وأضاف بأن “المؤشرات الحالية أن إيران مسؤولة بشكل ما عن الهجمات على حقول النفط السعودية”.
وحمل البنتاغون مسؤولية تحديد مصدر الهجوم، السعودية، وقال المتحدث “نحن نواصل العمل مع السعوديين بينما يقومون بتقييم مصدر الهجوم والمسؤولية عنه لكننا لن نعتمد ونسير على ما ستؤول إليه نتائج التحقيقات السعودية”، مؤكداً إن هناك فرقاً أمريكية تدعم تحقيق السعوديين على الأرض “لكننا لن نتقدم بنتائجهم”.
ومرة أخرى خففت واشنطن من لهجتها ضد إيران بعد أن كانت توجه إليه الاتهام بشكل مباشر بتنفيذ هجمات أرامكو، حيث قال المسؤول الأمريكي إن “هدف واشنطن هو تجنب النزاع العسكري مع إيران والعودة إلى طاولة المفاوضات”، مضيفاً بأن واشنطن تريد أن تعود إيران إلى المسار الدولي والدبلوماسي”، وفيما يخص ردود الفعل التي ستقدم عليها واشنطن من الناحية العسكرية قال المسؤول بالبنتاغون “نحن نقدم الخيارات للرئيس وهو الذي يقرر في نهاية المطاف ما نقوم به”، مضيفاً إن لدى واشنطن “القوة الكافية في الشرق الأوسط لحماية قواتنا وردع أي هجوم ضدها”، وأن “القيادة الوسطى تبحث مع السعودية وسائل للحيلولة دون وقوع هجمات مماثلة”.