تقرير: بومبيو إلى الرياض لبحث الرد على هجوم أرامكو.. صنعاء ترد: سنواصل ولا خطوط حمراء أمامنا

واشنطن – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
أسفرت اجتماعات بين البنتاغون والبيت الأبيض خلال الساعات الماضية في العاصمة الأمريكية واشنطن إلى مخاطبة البنتاغون الرئيس دونالد ترامب بأنه إذا كان لأمريكا رد في الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين التابعتين لأرامكو السبت الماضي فإن هذا الرد يجب أن يكون محدوداً.

| ابتزاز ترامب |

ترامب بدوره حاول استغلال الهجوم لابتزاز السعودية، مطالباً إياها بدفع المال مقابل حمايتها أكثر من الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدفها، وفي سياق تحقيق ترامب لمبتغاه قال أمس إنه يود “بالتأكيد” تجنب اندلاع حرب مع إيران، في الوقت ذاته ذهب إلى ترجيح أن تكون إيران مسؤولة عن الهجوم على منشأتي النفط في السعودية، ثم عاد ليؤكد مجدداً أن خيار الرد عسكرياً على إيران بناءً على مزاعم واشنطن أنها تقف خلف الهجوم هو خيار مستبعد تماماً، وذلك بقوله أن “الدبلوماسية لا تستنفد أبداً عندما يتعلق الأمر بإيران … الخيار الدبلوماسي ما زال قائماً مع طهران والإيرانيون يريدون عقد صفقة”.

| صفقة ترامب المزدوجة |

والحقيقة أن ترامب هو من يريد الخروج من التطورات الأخيرة بتحقيق صفقة مزدوجة، جانبها الأول هو عدم التصعيد ضد إيران وإبداء نوايا حسنة للسلام لكسب الشارع الأمريكي قبيل الانتخابات الرئاسية، أما الجانب الآخر من الصفقة فهو شفط مزيد من الأموال السعودية مقابل الحماية، وبالتأكيد فإن “الحماية” لا يندرج ضمنها رد عسكري ضد إيران لأن ذلك سيتعارج مع مساعي ترامب لتحقيق الجانب الأول من الصفقة المزدوجة، ولذلك: أولاً: لم يتهم ترامب إيران بأنها من نفذت الهجوم صراحة، وحتى السعودية لم تفعل ذلك لأنها لا تزال منتظرة القرار الأمريكي الأخير، وثانياً: ذهب بإلقاء اللوم على السعودية والتخلي عنها صراحة والتنكر لكل صفقات الأسلحة والأموال التي تنفقها الرياض على القوات والعتاد العسكري الأمريكي داخل السعودية وخارجها والمستخدمة جميعها في الحرب ضد اليمن بما في ذلك تشغيل منظومات الدفاع الجوي والسفن الحربية الثلاث المنتشرة في البحر الأحمر قبالة المياه الإقليمية اليمنية الغربية، وذلك ما عبر عنه ترامب صراحة حين نفى الالتزام بحماية النظام السعودي، وحين جدد طلبه للرياض بدفع المال، حيث قال “سنساعد السعودية ويتعين على السعوديين تحمل المسؤولية الأكبر في ضمان أمنهم ويشمل ذلك دفع المال”، مضيفاً “لم أعِد السعوديين بحمايتهم ولكننا سنساعدهم”.

| الرد.. احتمال وارد لكنه ضعيف |

لكن مراقبين يرون إن تصريحات ترامب وإن بدت هادئة وتعبر عن موقف أمريكي بارد وغير مقبل على رد على الهجوم على أرامكو، إلا أنها لا تعني أن واشنطن لن تتحرك ضد إيران أو حلفائها في المنطقة، وهو ما ألمح إليه وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر الذي هاتف نظيره السعودي محمد بن سلمان أمس الإثنين واتهم طهران بـ”تقويض النظام الدولي”، وحسب الإعلام الأمريكي في إسبر “شدد على أن بلاده ستعمل مع حلفائها للدفاع عن هذا النظام وإمدادات الطاقة، كما أضاف إسبر لبن سلمان إن وفد واشنطن برئاسة مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي الذي سيصل إلى الرياض خلال الساعات القادمة “سيدرس كل الخيارات المتاحة لمواجهة هذه الاعتداءات”.
لكن يبقى هذا الاحتمال بالرد ضعيفاً بالنظر إلى أن مؤشرات الخيارات السابقة التي يلعب عليها ترامب، أقوى. وأيضاً بالنظر إلى أن أي تصريحات أمريكية مهما كان سقفها ومهما كانت تهديداتها إلا أنها ستبقى مجرد تصريحات لامتصاص غضب السعوديين المنزعجين من فشل واشنطن في حمايتهم من الهجمات اليمنية.

| زوبعة واشنطن والرياض.. صنعاء تعقّب: لا خطوط حمراء |

تشير معظم التصريحات الصادرة عن المسؤولين في صنعاء إلى أنها تعتبر تصريحات كلاً من واشنطن ولندن والرياض التي ذهبت لاتهام إيران وإن بشكل غير مباشر بتنفيذ الهجمات ضد أرامكو، هي مجرد زوبعات، رغم ذلك فضّلت صنعاء الرد على ما وصفته بالصراخ والعويل السعودي والأمريكي، عبر إطلاق تهديدات أقوى وبلهجة أشد ضد السعودية، تمثلت في بيان رسمي صادر عن الناطق باسم أنصار الله ورئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام وتصريح صحفي أدلى به المتحدث باسم القوات العسكرية اليمنية العميد يحيى سريع لوسائل إعلام أجنبية.

فالأخير أكد أمس الإثنين إن الهجوم على أرامكو جرى تنفيذه من اليمن وباستخدام طائرات مسيرة يمنية الصنع تم تركيب محركات مختلفة عليها منها “عادي” ومنها “نفاث” وأن من قاموا بالعملية هي القوات العسكرية اليمنية التابعة لسلاح الجو المسير.
كما أكد سريع أن الهجمات على السعودية لن تتوقف وستضرب في أي مكان وفي الوقت الذي تحدده القيادة العسكرية والسياسية اليمنية إذا ما استمر التحالف السعودي في حربه على اليمن وحصاره.

أما المتحدث باسم أنصار الله ورئيس الوفد المفاوض عبدالسلام فقد قال في تصريحين مطولين لقناتي “الجزيرة” القطرية و”الميادين” اللبنانية إنه مهما ادعت واشنطن ومعها الرياض بأن الهجوم ليس يمني “ومهما ارتفع صراخهم وعويلهم” بشأن خطورة الهجمات وآثارها على إمدادات الطاقة العالمية فإن ذلك الصراخ لن يوقف القوات اليمنية في الدفاع عن نفسها وعن اليمن بمواجهة السعودية المستمرة في حربها ضد اليمن وفرضها حصاراً خانقاً.
كما شدد عبدالسلام على التأكيد أن القوات اليمنية المسلحة واللجان الشعبية ليس أمامها أي خطوط حمراء لأي هدف عسكري او اقتصادي أو حيوي داخل السعودية وغير السعودية، لافتاً أن الحالة الوحيدة التي ستقود إلى وقف الهجمات على السعودية هي وقف الحرب على اليمن ورفع الحصار.
كما أشار ناطق أنصار الله إلى أن التهويل والعويل السعودي والأمريكي على ما حدث لن يجدي نفعاً ولن يوقف القوات اليمنية من مواصلة هجماتها العسكرية “حتى يتوقف العدوان” حسب وصفه، متوعداً السعودية والإمارات بضربات قادمة ستكون أقوى وأقسى مما سبقها.

قد يعجبك ايضا