نتألم على وطن وتبكون على خيانته
فاروق الكمالي – وما يسطرون – المساء برس|
كنا وما نزال نتألم طيلة خمس سنوات مع كل جريمة يرتكبها تحالفكم الأرعن في حق وطننا وشعبنا، بينما كنتم تظهرون كالذباب وفي وسائل التواصل الاجتماعي تغسلون قفازات أسيادكم من دمائنا، وتدعون أننا نقتل أنفسنا لنلصق التهمة بتحالفكم.
في جريمة فج عطان قلتم إنها صواريخ “سكود” كانت “المليشيا الحوثية” تريد إطلاقها على مملكتكم، فانفجرت بهم وبالمواطنين العزل. تكرر الأمر على مدى خمس سنوات وبعشرات جرائم الإبادة كان الجواب نفسه جاهزاً، في جريمة الصالة الكبرى، في مجزرة مدينة عمال محطة كهرباء المخا، في جريمة سوق حي الهنود بالحديدة، في جريمة قصف مخيمات النازحين في حجة، في جريمة مستشفى “أطباء بلا حدود”، في جريمة أطفال ضحيان، في جريمة عرس سنبان… حتى في تلك الجرائم التي كانت تطال معسكراتكم بطيران تحالفكم الأرعن في العبر وفي مأرب وفي شبوة وفي أبين وفي البيضاء وفي نهم… كنتم تخلقون مبررات لها إرضاءً لأسيادكم.
وحين قصف تحالفكم مقدمتكم المتحركة نحو عدن ثرتم في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الساحات التي بعتم منها الوطن، لكن رغم ذلك لم تظهر لكم سوءات تحالفكم الذي قتل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال وقطع سبل العيش ومنع دخول الأدوية ودمر كل المنشآت الاقتصادية في وطن لم تكونوا له الرجال بقدر ما وجدتم في الفنادق وطناً لكم.
مؤلم أن تعيشوا دون ضمير. مؤلم أن يذهب أحدكم للسفر من مطار عدن فيجد عدن بأكملها مغلقة في وجهه، بينما تستنكفون ولو مجرد الحديث عن ضرورة إعادة فتح مطار صنعاء بذريعة أنه يخدم “المليشيات الحوثية”، متجاهلين ما يكابده إخوانكم اليمنيون من معاناة جراء استمرار إغلاق المطار. مؤلم أن نشعر بوخز الضمير تجاه عذاباتكم وأنتم تتلقون اللطمة تلو الأخرى ولا تستطيعون إلى الشعور بذلك سبيلا.
أنكرتم واستبسلتم بالإنكار أن يكون تحالفكم مجرم حرب تعمّد قتل المدنيين واستقصد تدمير مشروع مياه وعيادة طبية ومركزاً صحياً ومركزاً للمعاقين… وحين تظهر الحقائق دامغة لجرائم تحالفكم الهمجي وبقايا صواريخه بأرقامها المتسللة، كنتم تعاودون تكرار أسطوانتكم المشروخة بأن “المليشيا الحوثية تستخدم المدنيين دروعا بشرية”.
المصدر: مقال منشور للكاتب في صحيفة “لا”