الإصلاح يجتهد في العداء لأنصار الله مقابل نيل رضا السعودية ولكن دون فائدة.. كيف جاء الرد؟
يحيى محمد – المساء برس| يجتهد حزب التجمع اليمني للإصلاح في العداء لحركة أنصار الله – “الحوثيين” كما يسميهم خصومهم – بأكبر قدر ممكن وبشتى الوسائل موظفاً لذلك ماكينته الإعلامية في هذه الفترة تحديداً ويريد بذلك أن يقول لمن قرروا الاستغناء عن خدماته بأن الإصلاح هو عدو الحوثي الأول وأن أنصار الله بالنسبة للحزب هو العدو الأول والأخير.
كل ذلك مقابل نيل رضا السعودية، لكن رغم تبني الإصلاح كل هذا الجهد والعناء لإثبات عدوانيته لأنصار الله وحلفائهم إلا أن تلك الجهود تذهب دون فائدة، ففي الوقت الذي يجهد الإخوان المسلمون باليمن أنفسهم لإثبات للسعودية أنهم معها ويقفون إلى جانبها ويعتبرون أنفسهم بندقية بيدها إلا أن الأخيرة – أي الرياض – مصممة على السير في قرارها الأخير الذي بموجبه ستبقي على تمسكها بالإمارات مقابل تخليها عن إخوان اليمن – الإصلاح – والسير في تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع من خلال استبعاد حزب الإصلاح عن سلطة الشرعية المنفية معظمها بالرياض، واستبدال سيطرة الحزب على الشرعية بسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي – ذراع الإمارات -.
| قبل السعودية محاولة نيل رضا الإمارات |
وقبل أن يصل الحال بالإصلاح إلى محاولة نيل رضا السعودية بأي شكل، كان قد فعل ذلك مع الإمارات، وحاول نيل رضاها وبعث أكثر من رسالة لأبوظبي يلمح فيها بأن بإمكانه أن يكون بديلاً للمجلس الانتقالي الجنوبي إذا قبلت الإمارات، وأن ما سينفذه الانتقالي لصالح الإمارات يمكن للإصلاح أن يفعله أيضاً إذا ما ألغت أبوظبي فكرة إبعاد الإخوان عن “الشرعية” واستبدالهم بالانتقالي.
| آخر رد سعودي على الإصلاح |
رغم محاولات الإصلاح نيل الرضا السعودي من خلال تصعيد وتيرة العداء لأنصار الله تلقى الحزب صفعة أخرى من السعودية التي نشرت في وكالة أنبائها الرسمية “واس” تصريح ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد أمس والذي قال فيه إن “الإمارات تقف بقوة مع السعودية في خندق واحد”، وأن “الإمارات والسعودية شراكة الخندق الواحد في مواجهة التحديات المحيطة والهدف الذي يجمعنا أمن السعودية والإمارات واستقرار المنطقة، يجمعنا مصيرنا ومستقبلنا”.
كما قال بن زايد أيضاً إن “التحديات التي تواجه الدول مستمرة سواء تحديات صغيرة أو متوسطة أو صعبة والدولة التي تريد أن تبني نفسها ويكون لها مسار مثل مسارات الدول المتقدمة عليها أن تتجاوز الصعاب والتحديات الكبيرة”، مضيفاً إن “مشاركة الإمارات في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والتصدي للتحديات جعلها أقوى وإصرارها أكبر وإدراكها أوسع في مواجهة الصعاب”.
وكانت عبارة “الصعاب والتحديات الكبيرة” التي وردت في تصريح بن زايد قد برزت مؤخراً في كبار وسائل الإعلام السعودية الرسمية قبل الأهلية والتي جاهرت علناً بأن أكبر الصعاب والتحديات أمام التحالف السعودي الإماراتي في اليمن هو حزب الإصلاح – الإخوان المسلمين في اليمن – ورد ذلك في أكثر من صحيفة سعودية على رأسها صحيفة “عكاظ”، التي اتهمت علناً الإصلاح بخيانة التحالف وضرورة إبعاده عن المشهد السياسي.
لم يجد الإصلاح بداً من إعادة تصعيد عدائه لأنصار الله ليقول للسعوديين “انظروا كيف نعادي الحوثيين من أجلكم”، على أمل أن تجد محاولة تودد الإصلاح الأخيرة طريقها إلى كسب ونيل الرضا السعودي من جديد، لكن يبدو أن هذه المحاولات بلا فائدة، فالسعودية لا تكتفي بالصمت فقط بل ترد على الإصلاح بصفعة تلو الأخرى وتعيد التأكيد بأن السعودية لن تتخلى عن الإمارات وأن هدفهما في اليمن متفق عليه، بما في ذلك مصير مشاركة الإصلاح في “الشرعية”.