لانهيار الوضع: التجار اليمنيون بالشمال يوقفون الاستيراد عبر ميناء عدن والمطلوب فتح ميناء الحديدة
صنعاء – المساء برس| علم “المساء برس” من مصادر خاصة عزم كبار التجار الموردين للبضائع التجارية والسلع الغذائية لعموم المحافظات اليمنية وقف الاستيراد عبر ميناء عدن بسبب انهيار الأوضاع في المحافظات الجنوبية وما أدت إليه الصراعات بين الأدوات المحلية التابعة لكل من السعودية والإمارات من “أعمال عنصرية وجرائم قتل تطال أبناء المحافظات الشمالية”.
وقالت المصادر إن كبار التجار الموردين ومعظمهم من المحافظات الشمالية، “يعلنون إخلاء مسؤوليتهم أمام الشعب اليمني عن توفير السلع والمواد الغذائية الأساسية والأدوية”، وأنهم يحملون الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المسؤولية الكاملة حيال نقص الغذاء والدواء لتغطية هذا العجز الذي يقول التجار بأنه من المؤكد أنه سيحدث.
ومقابل وقف الاستيراد عبر ميناء عدن، قالت المصادر إن التجار قرروا عدم الاستيراد إلا عبر ميناء الحديدة مطالبين الأمم المتحدة القيام بمسؤوليتها والضغط على التحالف لإعادة فتح ميناء الحديدة أمام سفن الحاويات التجارية الموقف منذ إعلان التحالف الحصار على اليمن عام 2016م.
وومنذ تشديد الحصار على اليمن في 2016 لا يستقبل ميناء الحديدة سوى الناقلات التي تحمل المشتقات النفطية المستوردة إلى اليمن، وكذا الناقلات التي تحمل المواد الغذائية المقدمة من المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.
قرار التجار المنتمين إلى المحافظات الشمالية بوقف الاستيراد عبر ميناء عدن، جاء بعد أن وصل المشهد العام في المحافظات الجنوبية إلى “تصفية أبناء المحافظات الشمالية من الأبرياء وغير المرتبطين بأي طرف من طرفي الصراع في الجنوب لمجرد الاشتباه أو بحسب الهوية”، ومن ذلك ما حدث نهاية أغسطس المنصرم من إعدام سائق شاحنة ومساعده وهما من أبناء محافظة صنعاء بعد وصولهما محافظة لحج حيث يعملان في نقل البضائع التجارية من ميناء عدن إلى العاصمة صنعاء، ووفقاً للمعلومات فإن سائق الشاحنة ومساعده تم قتلهما من قبل المليشيات الموالية للإمارات، حيث تمت عملية القتل بالقرب من مقر قيادة لوائين عسكريين تابعين للمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات بعد أن تم نقلهما على متن طقم عسكري يتبع الانتقالي، بالتزامن مع نهب الشاحنة ونقلها إلى مكان مجهول.
وقد شهدت المحافظات الجنوبية مؤخراً تصعيداً كبيراً في الأعمال الإرهابية منها “التنكيل بالأسرى وإعدامهم بطرق وحشية ومداهمات للمنازل واقتحامها وتنفيذ اعتقالات قسرية إما بالاشتباه أو بالهوية”، وقد مورست تلك الأعمال من قبل القوات التابعة للشرعية والإصلاح ومن قبل القوات التابعة للمجلس الانتقالي الموالية للإمارات، في سياق الصراع الدامي بين الطرفين.
وفي السابق ظل قطاع التجارة الخاص معرضاً للخسائر الكبيرة بسبب استمرار حصار التحالف السعودي لليمن ومنعه استخدام الموانئ اليمنية للاستيراد باستثناء ميناء عدن بالإضافة إلى الخسائر التي يتكبدها التجار بسبب تأخير وصول الناقلات البحرية المحملة بحاويات البضائع عرض البحر بسبب عدم منح التحالف لهذه السفن تصاريح الدخول الأمر الذي يدفع إلى ارتفاع تكلفة تأمين نقل البضائع وارتفاع تكلفة إيجار السفن، كما يواجه التجار صعوبات أيضاً أثناء نقل البضائع من عدن إلى المحافظات الشمالية بسبب الجماعات المسلحة والمليشيات المتعددة الموالية للتحالف والمنتشرة على طول الطريق التي يمر فيها سائقوا شاحنات نقل البضائع والذين يتعرضون للابتزاز ويُجبرون على دفع إتاوات للنقاط الخاصة بهذه الجماعات المسلحة.