الإعلام السعودي ينفي تحقيق الإصلاح أي انتصارات بالجبهات ويصف معاركه بالوهمية ويشيد بالانتقالي
تقرير خاص – المساء برس| بدأت وسائل إعلام سعودية تشن هجوماً عنيفاً على حزب الإصلاح في الشرعية وهو هجوم مشابه لذلك الذي تقوده وسائل إعلام إماراتية ضد الإصلاح وإخوان اليمن، ومن ذلك ما نشرته اليوم صحيفة “العرب” اللندنية المحسوبة على الإعلام السعودي والإماراتي معاً، من اتهامات للإصلاح بمساعي تفكيك المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف بالحد الجنوبي للمملكة بهدف إضعافها وفتح المجال أمام صنعاء لتهديد السعودية أكثر، بالإضافة إلى ما نشرته صحيفة “عكاظ” السعودية، من اتهامات للإصلاح بخيانة التحالف وأن معاركه في الجبهات هي معارك وهمية والانتصارات التي يزعم تحقيقها بوسائل الإعلام لا أساس لها من الصحة.
وفي صحيفة “عكاظ” السعودية، شنت الصحيفة في مقال سياسي مطول بعنوان “إخوان اليمن.. فضائح في الجنوب وخيانات في الشمال“، هجوماً واسعاً على حزب الإصلاح واتهمته بخيانة التحالف واتهمت سياسييه وناشطيه وإعلامييه بالأغبياء.
وقالت الصحيفة إن “الإخوان في الشرعية اليمنية وتحديداً في الشمال لم يكونوا في مستوى الدعم البري والبحري والجوي المقدم لهم من التحالف، ولم يحققوا أي انتصارات في كثير من الجبهات، رغم ما يروجون له من انتصارات وهمية”.
ويرى مراقبون إن ما تنشره وسائل الإعلام التابعة للتحالف ضد من يفترض بأنهم أدوات وحلفاء الرياض وأبوظبي المحليين، بقدر ما هو كشف لفضائح الفرقاء داخل دائرة التحالف العسكري ضد اليمن، بقدر ما هو اعتراف من التحالف نفسه بأن ما يروج له هو أيضاً على وسائل إعلامه من انتصارات ضد قوات صنعاء، مجرد أخبار زائفة وكاذبة ولا أساس لها من الصحة، فخلال الخمس السنوات الماضية ظلت الشائعات والأنباء التي تنشرها وسائل الإعلام التابعة لحزب الإصلاح والموالية له تتطابق بشكل كامل مع ما تنشره وسائل إعلام السعودية والإمارات خاصة فيما يتعلق بالوضع العسكري والأخبار العسكرية في الجبهات سواء الداخلية أو الحدودية.
وبالعودة إلى ما نشرته “عكاظ”، وصفت الصحيفة السعودية جبهة الجوف الواقعة بيد الإصلاح بأنها “جبهة مشبوهة”، متسائلة بالقول: “أين جيش الشرعية من حسم المعارك في جبهات صرواح ونهم وصعدة ومواقع مهمة وحساسة على الساحل الجنوبي، إضافة إلى محافظة الجوف التي لا زالت بين مد وجزر لكي يبقى الدعم المادي والعسكري لهذه الجبهة (المشبوهة)”.
وفي تساؤل آخر، قالت الصحيفة إنه يثبت تورط إخوان اليمن بخيانات مفضوحة كثيرة ضد التحالف، قالت الصحيفة “لماذا أخفق جيش الشرعية الذي يقال أنه أصبح بمئات الآلاف في إنقاذ أهالي حجور من براثن الحوثيين الذين لا تتجاوز أعدادهم آنذاك المئات، ولماذا لم تتقدم ألوية الجيش الشرعي نحو صعدة وتدور في مواقع محددة لا زالت بعيدة عن المحافظة، ومن بين الأسئلة أيضاً: ما السر في بقاء معركة وادي آل أبو جبارة والفرع والبقع مفتوحة دون حسم، وما السر أيضاً في البقاء على مشارف جبال مران دون تقدم منذ أكثر من سنة وما قيل من قبل إعلامكم من أن السيطرة على هذه المواقع ستتم خلال أيام، ومضت على أقاويلكم سنوات؟”.
الأكثر من ذلك أن الصحافة السعودية لم تتوقف عند مهاجمة الإصلاح واتهامه بالخيانة ونفي ادعاءاته بتحقيق تقدم ميداني في المناطق الحدودية فقط، بل اتجه الإعلام السعودي هذه المرة إلى الإشادة بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، ووصفت “عكاظ” بأن الانتقالي نجح في فضح نوايا وخيانات إخوان اليمن “الذين عطلوا الجبهات وأساءوا للشرعية والتحالف لتحقيق أطماع السلطة الوهمية”.
وفي صحيفة أخرى تابعة للماكينة الإعلامية السعودية والإماراتية وهي صحيفة “العرب” اللندنية، اتهمت الصحيفة حزب الإصلاح بالسعي لتفكيك الجبهات الحدودية مع السعودية بقصد تهديد الرياض بفتح المجال أمام قوات صنعاء للتقدم نحو الداخل السعودي، جاء ذلك في تقرير نشرته الصحيفة في صفحتها الأولى بالكامل بعنوان “الإصلاح يفكك جبهة صعدة ليهدد السعودية“.
ونقلت الصحيفة أمس الإثنين، عن “مصادر خاصة” حسب ما جاء، قولها إن “التحالف العربي رصد خلال الأيام الماضية اتصالات بين شيوخ قبائل وقادة ميدانيين من حزب الإصلاح في محافظة الجوف باتت تدعو علانية إلى ضرورة الذهاب لاتفاق ثنائي مع الحوثيين وتسليم المناطق المحررة للمليشيات لتهديد الحدود السعودية”، مضيفة إن المصادر “كشفت عن سعي حزب الإصلاح لتفكيك جبهات محافظة صعدة الخمس، عبر مطالبات علنية من قيادات في الحزب لليمنيين المنخرطين في القتال بالانسحاب من مواقعهم والعودة إلى اليمن”، مستدلة على ذلك بدعوة حمود المخلافي القيادي في ما يعرف بـ”المقاومة” للمقاتلين اليمنيين في الحد الجنوبي للسعودية بالعودة إلى محافظة تعز، وما تلاها من دعوات لناشطي وسياسيي الإصلاح لنفس الشيء.
وقالت الصحيفة إن تحرك الإصلاح الأخير جاء بعد فشله في اجتياح عدن تحت غطاء “الشرعية”، متهمة في الوقت ذاته إن محاولة اجتياح عدن من قبل الإصلاح عبر الشرعية، تأتي بهدف “شق التحالف العربي من خلال الوقيعة بين السعودية والإمارات”.