معهد كارينغي الأمريكي:أكثر من مئة وخمسين هجومًا للتحالف استهدف مدنيين خلال 2018م
واشنطن-المساء برس| في مقابلة لمعهد كارينغي الأمريكي مع كريستين بيكرلي الباحثة السابقة في هيومن رايتس ووتش و المديرة القانونية للمساءلة لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوق يمنية مستقلة, تناقش كريستين حقوق الإنسان في اليمن وتخشى أن البلاد قد لا تكون قادرة على إعادة البناء.
وتم سؤالها .. 1-هل تحسنت حالة حقوق الإنسان في اليمن أو تفاقمت في العام الماضي؟
واجابت ان الوضع يزداد سوءاً في كل يوم يمر وسيكون من الصعب إعادة بناء اليمن. هناك طريقة لوصف ذلك ففي عام 2018 احدى منظمات حقوق الإنسان منظمة مواطنة لحقوق الإنسان اليمنية التي أعمل بها وثقت أكثر من مئة وخمسين هجومًا من قوات التحالف ضربت مدنيين أو أهداف مدنية بالإضافة الى تجنيد للأطفال واستخدام الألغام . بشكل يومي هناك تأثير على المدنيين من استمرار الحرب فكلما طال امد الحرب تم تدمير البنية التحتية في البلاد ويصبح الوضع في البلاد أسوء وأعتقد أن الكثير من اليمنيين يفكرون هل سيصبح من الممكن إعادة البناء او سيصبح الوضع اسوء مما هو عليه الان.
2-هل يؤثر انسحاب الإمارات من النزاع اليمني على حقوق الإنسان؟
أعتقد أن الشيء الوحيد الذي يجب تذكره مع الأخبار حول سهولة الانسحاب هو أن الامارات كانت تعمل منذ ثلاث سنوات على تمكين العناصر المسلحة المحلية بما في ذلك بعضها الذي لم نصنفها نحن وحدنا بل الأمم المتحدة مصنفة على انها قوات بالوكالة وتلك القوى لديها قوة هائلة على الأرض في اليمن وما زالت تفعل، بغض النظر عما تفعله القوات الإماراتية نفسها تلك الجماعات هي قوات وكالة للإمارات
هذه الجماعات المدعومة من الامارات لا تزال تسيطر على مناطق واسعة من اليمن وما رأيناه في الأيام الأخيرة في عدن يشير الى ان الإمارات لها يد كبيرة فيما يحدث لذلك أعتقد أنه من البعيد جداً القول ان الامارات انسحبت من صراع اليمن. والسؤال الحقيقي الآن ما هو الدور الذي ستلعبه دولة الإمارات في الوقت الذي تتكشف فيه الأمور في الجنوب والشمال، وللأسف ما رأيناه خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية هو أن دولة الإمارات لم تحدد اهدافها بالتأكيد وفي الواقع دفعت بشكل متزايد الى استخدام العلاقات العامة للدعاية لها التي تختلف كثيرا عن الواقع على الأرض في اليمن من حيث ما يفعلونه.
3- هل ساعدت جهود الكونجرس الأمريكي لخفض إمدادات الأسلحة لأعضاء التحالف العربي حقوق الإنسان في اليمن؟
أعتقد أن أحد الأشياء التي كانت مدهشة حقًا في اليمن إذا كان بإمكانك قول أي شيء هذه الأيام هو أنك قد رأيت بوضوح شديد أن الضغط من دول مثل الولايات المتحدة بما في ذلك في الكونغرس الأمريكي له تأثير حقيقي على ما يحدث في اليمن لذلك واحدة من أفضل الأمثلة على ذلك أنه عندما كان هناك قدر كبير من الاحتجاجات الدولية بعد مقتل جمال خاشقجي كان لديك كل من الكونغرس الأمريكي وكذلك الدول الأخرى التي تمارس الضغط على السعوديين على وجه الخصوص لفعل شيء ما بشأن اليمن وهذا ليس السبب الوحيد ، لكنه بالتأكيد كان عاملاً في سبب اجتماع ستوكهولوم وتجمع الأطراف هناك.
لسوء الحظ ، فإن الضغط القادم من الكونجرس الأمريكي قد تضاءل بسبب الرسائل المضادة التي يتم إرسالها من قبل إدارة ترامب فيما يتعلق بقول افعلوا ما شئتم فعله لكننا لن نتراجع.
ما رأيته بوضوح شديد هو أن الضغوط في الكونغرس الأمريكي عندما يتعلق الأمر بمبيعات الأسلحة أو الدعم العسكري أو القضية القضائية في المملكة المتحدة، والقرارات التي اتخذتها دول أوروبية أخرى ، فإن السعوديون والإمارات يولون اهتمامًا بالتأكيد وأعتقد أنه من الواضح جدًا أنه عندما يزداد هذا الضغط ، ترى ردودًا بالإضافة إلى مزيد من الاهتمام الذي يوضع على أشياء مثل التحقيقات أو الطريقة التي يتم بها شن الحملة الجوية أو حتى السلام.
المشكلة هي أننا لم نر الضغوط كافية لإنهاء الصراع ووضع حد للهجمات غير القانونية وإيجاد تحقيقات موثوقة لتعويض الضحايا المدنيين وبالتالي فإن الأمل الصادق ليس فقط أن الكونجرس الأمريكي يحافظ على ضغطه ، لكن هذا الضغط سوف يجبر في النهاية يد ادارة ترامب على ممارسة ضغط حقيقي وملموس على السعوديين والإمارات على سبيل المثال عن طريق تعليق مبيعات الأسلحة بدلاً من تخطي الكونغرس وكذلك الدول الأوروبية الأخرى على سبيل المثال المملكة المتحدة تحذوا حذوها.
ومبيعات الأسلحة من وجهة نظرنا هي طريقة ملموسة لكنها ليست الطريقة الوحيدة للدفع للسلام، فهناك المساءلة والقانون الإنساني الدولي فهو أمر مهم وعندما ينتهكه الشريك باستمرار كما فعلت السعودية والامارات سيكون عقاب العالم واقعيا بما في ذلك على سبيل المثال وقف الأسلحة أو الدعم العسكري ونأمل أن يستمر هذا النوع من الضغوط.