ماذا تبقى للـ”شرعية”؟ طردت من صنعاء ومن عدن ولم تقبل بها إلا الرياض!!
متابعات-المساء برس| تساءل ناشطون وسياسيون في اليمن عن وضع الشرعية المزري، حيث لم تعد مقبولة في صنعاء ولا في عدن، وبالتحديد كان السؤال الذي طرحه الجميع .. من هم الذين يريدون شرعية هادي ولماذا؟
هذا السؤال لم يستطع الإجابة عليه أحد ممن يتبنون الشرعية من الداخل والخارج، وفيما عدا جناح الرياض من حزب الإصلاح الأسير هو الآخر في أروقة فنادق الرياض وغرفها، فإن اليمنيين جميعا متفقون على أن شرعية هادي لم يعد لها مسوغ للبقاء لا على المستوى الشعبي ولا الدستوري.
المساء برس في هذه المتابعات رصدت بكائيات المتبنون للشرعية التي رصدت من قبل سنوات عديدة، بعد أن فر الرئيس عبد ربه منصور هادي المنتهية ولايته من صنعاء، لنراها اليوم بعد مرور أكثر من أربع سنوات على محاولة إعادته إلى صنعاء، ولكن هذه المرة هي بكائيات طرده من العاصمة التي اختيرت له مقرا مؤقتا له و لوزراء حكومته التي لم تقلها أرض ولا سماء اليمن، في الشمال والجنوب.
محمد موسى العامري مستشار الرئيس هادي قال في بكائيته: إن استمرار التمرد و الانقلاب على الشرعية في عدن إضعاف للشرعية و التحالف ولا يخدم سوى المشروع الحوثي الإيراني بالمنطقة.
وأضاف العامري الذي يرأس حزب الرشاد ذو التوجه السلفي أن الحكومة الشرعية تعول على الموقف السعودي الإيجابي مشيرا إلى أنه (الموقف السعودي) الفيصل في إعادة الأمور لوضعها الطبيعي”. انتهى كلام المستشار…
هذه البكائية تبين حقيقة واحدة لا غير وهي أن الشرعية معتمدة في بقائها وعودتها إلى طبيعتها على الموقف السعودي، وهو موقف دولة أجنبية، ولم يتحدث المستشار نهائيا عن الشعب اليمني في الشمال والجنوب الرافض لهادي وشرعيته. وهذه فضيحة ما بعدها فضيحة وتصريح مخزي يصدر من مسؤول في الشرعية.
وزير الإعلام في حكومة هادي معمر الإرياني قال: إن “أي تمرير أو تماهي مع انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا في العاصمة المؤقتة عدن بهذا الظرف يسقط مشروعية مواجهة الانقلاب الحوثي في صنعاء، ويسقط مبررات تدخل تحالف دعم الشرعية لمواجهة انقلاب المليشيا الحوثية على الحكومة اليمنية المنتخبة من كافة أبناء الجمهورية اليمنية بحدودها الجغرافية وسيادتها القانونية”.
وأضاف الإرياني – في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر- أن “ما قام به المجلس الانتقالي في عدن ليس انقلاب على الحكومة الشرعية وتهديد للنسيج الاجتماعي وضرب المشروع الوطني فحسب، فأهم واخطر نتائجه هي ضرب الموقف العربي المقاوم للمخططات الايرانية الرامية لزعزعة أمن واستقرار المنطقة وأداتها المتمثلة بالمليشيا الحوثية”. انتهى كلام الإرياني..
الإرياني تحدث عن حكومة شرعية منتخبه من الشعب، وهو يعلم كما يعلم الجميع أنه يكذب، وإلا فليقل لي من الذي نافس هادي في هذه الانتخابات، والمعلوم لدى الجميع أنه عين وفرض من قبل السعودية لمرحلة انتقالية وتم التوقيع على اتفاقية تعيينه في الرياض، من قبل اللقاء المشترك وحزب المؤتمر وحلفائه وهاذان لم يمثلا الشعب اليمني في أي مرحلة من مراحل اليمن السياسية المعاصرة على وجه الحقيقة. حيث أن هاذين المكونين هما السلطة التي خرج عليهما الشعب اليمني وقال لهم أرحلوا. واستمر في ثورته حتى طردت الشرعية ومتزلفيها الانتهازيين من كافة الأطياف السياسية. ولم يعد لهم موطأ قدم ولا حاضنة شعبية في اليمن نهائيا.
كما أن الإرياني تحدث عن خطر إيران على الأمن القومي على دول المنطقة، وقد غشيت عيناه عن أن الإمارات التي ظل يسبح بحمدها ويمجدها دهرا، انكفأت على عقبيها وراحت تطلب ود إيران، مؤكدة أن السلام في المنطقة لا يتم إلا بالتعاون مع إيران وليس بالحرب ضدها. فبكائية الإرياني لن تجد من يسمعها نهائيا حتى المملكة السعودية التي تبحث اليوم عن مخرج لها من ورطة هادي والمستنقع الذي وقعت فيه المملكة بسبب شرعيته التي حولت اليمن إلى أكبر كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر.
الإرياني وبكل غباء كشف أن كل ما يشغل حكومة هادي والشرعية هو سقوط مبرر التدخل السعودي الإماراتي في اليمن، وهذا يجيب على التساؤل المطروح سالفا، من هم الذين يريدون شرعية هادي ولماذا؟