هادي يبرر للسعودية الإطاحة به وبالشرعية من عدن مقابل زيادة مخصصاته المالية
الرياض – المساء برس| التقى ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي والخاضع للإقامة الجبرية حسب تصريحات السفارة اليمنية في الرياض، في مدينة مكة المكرمة، وجاء اللقاء بعد يوم واحد من الإطاحة بـ”مؤسسات الشرعية وقواتها وحزب الإصلاح” في عدن بدعم من السعودية والإمارات لصالح المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي.
وحسب وسائل الإعلام التابعة لـ”الشرعية” والتحالف فإن هادي “شكر الملك السعودي على مواقفه ومواقف المملكة الحازمة والرافضة للمساس بوحدة اليمن وأمنه”.
ورمى هادي بالتهمة فيما يخص أحداث عدن التي انتهت بسقوط “الشرعية” ومؤسساتها المدنية والعسكرية بيد المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، رمى بالتهمة إلى إيران، حيث قال إن “مواقف السعودية تجسد تعاون البلدين في مواجهة المشروع الإيراني في المنطقة”، وأضاف هادي إن “أيادي المشروع الإيراني في شمال وجنوب اليمن تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة”.
ويقول مراقبون إن اتهام هادي لإيران بالوقوف خلف أحداث عدن هو اعتراف بأنه أول من استدعى التدخل الإيراني في اليمن، كون من نفذ المخطط في عدن هي الإمارات بموافقة السعودية والتي قررت الانحياز إلى الجانب الإيراني في الصراع الدائر في المنطقة وإن شكلياً وتجنباً لحدوث ما لا يحمد عقباه في أبوظبي ودبي، وبما أنها أيضاً ثاني مكون رئيسي في التحالف العسكري ضد اليمن الذي شرعن له هادي واستدعاه حسب اعترافاته، فإذا كان ما فعلته الإمارات في عدن بموافقة السعودية هو مخطط إيران فإن من شرعن لدخول الأجنبي لتنفيذ هذا المخطط هو هادي وشرعيته ومسؤوليه والأحزاب الموالية له.
حديث المراقبين يتطابق مع حديث ناشطي حزب الإصلاح والمؤيدين للشرعية على وسائل الإعلام التلفزيونية منذ بداية المعارك في عدن حتى سقوط “الشرعية”.
تدخل التحالف السعودي الإماراتي عسكرياً في اليمن في مارس 2015 بذريعة استعادة حكومة الشرعية اليمنية وإعادة الرئيس هادي إلى الحكم وإنهاء “الانقلاب الحوثي” ضد الشرعية والسيطرة على العاصمة صنعاء.
المحللون السياسيون الذين يتبنون الحديث باسم “الشرعية” على قنوات التلفزيون العربية والأجنبية، يقولون إن “الشرعية” هي من أدخلت التحالف إلى اليمن وهي من طلبت دخول التحالف لإعادتها إلى السلطة، واليوم “الشرعية” ذاتها هي أول من استهدفها التحالف، وأن الأخير بتخطيطه لما حدث في عدن أسقط “الشرعية” من الحكم، وهي الشرعية التي تدخل في اليمن عسكرياً لأجلها ولإعادتها إلى السلطة، وبالتالي فإن مبرر التدخل العسكري للتحالف في اليمن قد انتفى ولم يعد مشروعاً أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
اليوم السعودية تجاهر في دعمها للمجلس الانتقالي وتوظف وسائل إعلامها للترويج للانتقالي وتبني خطابه أكثر من أي جهة أخرى، وهو ما تبين من خلال التصريحات التي نشرتها وسائل إعلام الرياض على لسان مصدر مسؤول بالتحالف، والذي قال إن قوات الانتقالي بدأت بالانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها في عدن.
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي لا تزال فيه قوات الانتقالي في عدن مستمرة في إفراغ معسكرات الشرعية من الأسلحة التي كانت موجودة فيها بالإضافة إلى استمرار حملة المداهمات للمنازل والمقرات التي كان يتواجد فيها مسؤولون عسكريون أو مدنيون في الشرعية وكل من ينتمي لحزب الإصلاح، بالإضافة إلى تصفيات جسدية لا زالت مستمرة في عدن منذ سيطرة الانتقالي على المدينة وحتى الآن تتم ضد أشخاص معينين كانوا مرصودين في قائمة الانتقالي.
النتيجة:
استلم المجلس الانتقالي عدن ولن يخرج منها وسيتوسع في سيطرته على باقي المحافظات الجنوبية بانتظار أن يحصل على حصة الأسد من الحكومة الجديدة التي ستشكلها الشرعية، أما بالنسبة للرئيس هادي فقد وافق على ما تريده السعودية والإمارات في الجنوب، على الرغم من أنه لم يعد رقماً يُذكر بالنسبة للتحالف.
ومقابل صمته على ما حدث، كشف وزير الرياضة بحكومة الإنقاذ في صنعاء وأحد المحسوبين على جماعة أنصار الله، حسن زيد، إن مراضاة السعودية لهادي وشرعيته لما حدث لهم في عدن، كانت بأن وعد الملك سلمان، هادي، بتأديب عيدروس الزبيدي وبن بريك وتوقيف مصروفهما لمدة شهرين.
وفي منشور تهكمي وساخر، كتب زيد في صفحته على الفيس بوك إن سلمان وعد هادي بزيادة مخصصاته ومخصصات أبنائه ومنحهم الإقامة الدائمة على نفقته الشخصية، وأضاف “وبحسب المصادر فإن عبدربه منصور هادي خرج من اللقاء راضياً وقد نسي ما حدث”.
وعلى الرغم من أن منشور المسؤول بحكومة صنعاء كان ساخراً وتهكمياً إلا أنه كان موافقاً لحقيقة ما حدث إلى حد كبير وفق المراقبين الذين تحدثوا لـ”المساء برس”.