بدءاً بمعسكر الجلاء.. هذا ما قدمته الإمارات للحوثيين لتأكيد حسن نواياها
كامل المعمري – وما يسطرون – المساء برس| الأحداث الاخيرة التي شهدتها محافظة عدن بمقتل القيادي في قوات الحزام الامني المدعوم اماراتيا ابو اليمامة وعشرات الجنود بعملية هجومية اعلنت صنعاء مسؤوليتها عنها تم الترتيب لها بإحكام اماراتيا بالدرجة الاولى.
ليس غير الامارات من يقف وراء الاحداث الاخيرة في معسكر الجلاء صحيح بأن صنعاء هي من تقف وراء استهداف المعسكر لكن الصحيح ايضا ان هناك تغير في الموقف الاماراتي من حرب اليمن يتطلب من الامارات اثبات نواياها الحسنة حتى لايتم استهدافها من قبل صنعاء.
الامور واضحة ولا يشوبها الغموض مطلقا فالإمارات تريد تمرير ورقتها الاخيرة بطريقة ذكية تضمن لها التحكم بالجنوب عبر ادوات يعتمد عليها قبل اعلان انسحابها النهائي وبشكل رسمي من حرب اليمن سيما بعد تحذيرات زعيم حركة انصار الله عبدالملك الحوثي التي قال فيها على الامارات ان تكون جادة في انسحابها من اليمن وهذا لمصلحتها الاقتصادية
التهور الذي اقدمت عليه قوات المجلس الانتقالي في عدن والضالع ولحج وغيرها بالاعتداء على الالاف من ابناء الشمال البسطاء ونهب ممتلكاتهم وقتل العديد منهم يكشف دون ادنى شك بأن ما حدث كان نتيجة أوامر، اماراتية والهدف من ذلك ليس حبا بالمجلس الانتقالي كما يتصور البعض
ولو كانت الامارات تريد ان تعتمد على قوات الحزام الامني لما دفعتها لممارسة هذه الافعال المشينة التي تشوه المجلس وتجعل من حوله ينفضون عنه ثم ان ازاحة هذه القوات وتشتيتها سيبعد التهم عن الامارات مستقبلا خصوصا ان هذه القوات مرتبطة بها ويعرف ذلك الجميع
لن تنتهي الامور في الجنوب عند هذا الحد فالأيام القادمة ستشهد المزيد من التهور من قبل قوات الحزام الامني التي ستصعد بالانقلاب، على حكومة هادي واعلان الانفصال وهذه ستكون بداية النهاية لتلك المليشيا لعدة اسباب اولها ان الوضع في الجنوب غير مهيأ مطلقا للانفصال
ثانيا ان الامارات لا تريد، ان تنتهي اللعبة عند هذا الحد، القوات المدعومة اماراتيا في جنوب اليمن ستبدأ بالتأكل من خلال افتعال الامارات لصراعات داخليه تدخل الجنوب في دوامة عنف لا يحتملها المواطن الجنوبي، وهنا يأتي دور المنقذ الذي تصنعه الامارات ليكون المسيطر الفعلي على عدن وابين والضالع ولحج، في مرحلة يكون المواطن فيها بحاجه الى تطبيع الاوضاع وعودة الاستقرار بغض النظر عن القوة المسيطرة.
عمار محمد عبدالله صالح الحليف الابرز للإمارات منذ سنوات والقائد الفعلي للقوات المتواجدة في الساحل الغربي وايضا في معسكر صلاح الدين بعدن وبإشارة من الامارات فان الوية العمالقة في الساحل الغربي والالوية الاخرى في عدن ستنشق عن قوات المجلس الانتقالي وستنضم تحت قيادة عمار وستبدأ مهمتها في احكام القبضة على عدن والمدن الاخرى في، وقت يكون فيه الخناق قد ضاق على المواطنين جراء ممارسات الحزام الامني ليكون المنقذ والبطل مقبولا بعد ان كان من المستحيل عودته والقبول به.
اجمالا هذه مجرد احتمالات وافتراضات لما قد يؤول اليه الوضع في الجنوب وقد لا تكون صحيحة فصنعاء ربما تقول الكلمة الفصل وتغير من كل الاحتمالات والسيناريوهات فصنعاء غيرت من مسار التحالف السعودي الاماراتي وافشلت كل مخططاتهم ولا اظنها غافلة عن المخطط الاخير الذي تنفذه الامارات ولمن يشك في ذلك عليه قراءة الاحداث منذ 2014.
ختاما فان صنعاء تعتزم تشكيل اربعة الوية عسكرية لتنفيذ مهام نوعية وبحسب المصدر العسكري فان قوام تلك القوات اكثر من، 20 الف مقاتل.
المصدر: مقال منشور للكاتب في موقع “الخبر اليمني”