بعد زيارته لصنعاء.. رئيس مجموعة الأزمات الدولية ينصح واشنطن بالتفاهم مع الحوثي
نيويورك – المساء برس| نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً لرئيس مجموعة الأزمات الدولية روبرت مالي والذي زار اليمن مؤخراً على رأس وفد من مجموعة الأزمات الدولية والتقى بالقيادة السياسية لسلطة صنعاء وقيادات رفيعة في جماعة أنصار الله، وقد وجه رئيس الأزمات الدولية نصيحة لواشنطن والرياض بأن الأفضل لهما التفاهم مع الحوثيين.
وقال مالي في مقاله بالصحيفة الأمريكية إن السعودية لديها الكثير مما تخسره من ضربات صنعاء في حين لم يعد لدى اليمنيين ما يخسرونه إلا القليل في حال استمرت الحرب، داعياً واشنطن إلى فتح حديث مباشر مع الحوثيين.
وقال مالي إنه وجد عداءً شعبياً واسعاً ضد التحالف السعودي الإماراتي في اليمن بالإضافة إلى استياء وغضب من مواقف المجتمع الدولي المتناقضة بشأن جرائم التحالف في اليمن وهجمات القوات اليمنية على السعودية.
وأكد رئيس مجموعة الأزمات الدولية أن عزل صنعاء عبر إغلاق مطارها الرئيسي وكذا إغلاق المنافذ البرية مع السعودية والموانئ البحرية باستثناء ميناء واحد من قبل التحالف يحمل عواقب وخيمة على سكانها، كما أكد أن تجاهل التحالف لسلطة صنعاء له تكاليف سياسية أيضاً.
وتضغط صنعاء باستمرار لدفع التحالف السعودي إلى رفع الحصار عن الشعب اليمني وفتح مطار صنعاء نظراً للحاجة الملحة لذلك خاصة لنقل المرضى المحتاجين لتلقي العلاج في الخارج.
وخاطب مالي حكومتي واشنطن والرياض بأن عليهما إدراك أن “الحوثيين يحملون مفاتيح الحرب أو تمديدها”، مشيراً إلى ما خرج به من انطباعات استياء من قبل حلفاء أنصار الله بسبب اعتبار المجتمع الدولي الهجمات على السعودية أنها تحدث بعد إملاءات إيرانية، ونقل عن من التقاهم من حلفاء الأنصار قولهم “وكأننا لسنا في مواجهة حرب تقودها السعودية للعام الخامس، حتى يتم تفسير هجماتنا على السعودية أنها بإملاءات إيرانية”.
| استقرار داخلي بمناطق الحوثيين |
ووصف رئيس مجموعة الأزمات الدولية الوضع في المناطق التي تديرها سلطة صنعاء وجماعة أنصار الله بأنها تحظى بوجود استقرار داخلي وأن الزائر لصنعاء يلاحظ أيضا إحساسًا مفاجئًا بالاستقرار الداخلي، “حيث يبني الحوثيون أشبه ما يكون بدولة بوليسية”، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من وجود الفارق الهائل في القوة العسكرية بين الحوثيين وبين التحالف السعودي إلا أنها – أي جماعة أنصار الله – وقفت أمام تحالف من الدول الغنية والقوية المدعومة والمسلحة من الغرب.
وقال مالي إنه وجد أن خصوم الحوثيين المحليين في حالة مكسورة والخطوط الأمامية القتالية مجمدة، مشيراً إلى أن أنصار الله ليسوا مستعدين للتفاهم مع الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي أو حلفائه الآخرين كونهم لا يملكون القرار وهم “مرتزقة” حسب وصفهم، لكنهم مستعدين للتفاوض مع السعوديين الذين يحركون هادي ومن معه، أو الحديث مع الولايات المتحدة رأساً لأنها من تتحكم بالسعودية.
وقال إن للحوثيين خارطة طريق معدة وأنهم يعدون بوقف الهجمات على السعودية والانسحاب من داخل الأراضي جنوب المملكة وإقامة علاقاة جيدة مع السعودية طويلة الأمد وأن هذه العلاقات ستكون أقرب وأقوى من العلاقات مع إيران وأن هذه الوعود مقابل ان تكف السعودية حربها على اليمن ورفع الحصار، مشيراً إلى أنهم – قيادات صنعاء – في نفس الوقت يحذرون بشكل جدي السعودية من مغبة استهتارها بهم واستمرارها في الحرب.