هآرتس الإسرائيلية: بن زايد يتعرض لضغوط من قبل حكام الإمارات لمغادرة اليمن
ترجمة خاصة-المساء برس| ذكرت صحيفة هارتس الإسرائيلية أن العلاقات المتوترة بين أعضاء التحالف لم تترك أملًا كبيرًا في حل سياسي، مما يحبط الهدف الأمريكي السعودي المتمثل في هزيمة الحوثيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، لدية مهمة جديدة، إذ يحاول تجنيد الدول والقوات الصديقة في الشرق الأوسط لتشكيل تحالف من القوات البحرية للقيام بدوريات في المجاري المائية الاستراتيجية مثل الخليج الفارسي وباب المندب، منفذ البحر الأحمر.
المرشحون الفوريون للانضمام إلى مثل هذه المجموعة هم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وربما مصر. وقالت الصحيفة إن تشكيل ائتلاف لقوات الخليج الفارسي والبحر الأحمر قد يشير إلى أن الهجوم على إيران انتقاماً من الهجمات على ناقلات النفط في الخليج -المنسوبة إلى إيران -ليس في الحسبان. وحماية السفن هي جزء من الاستراتيجية الجديدة.
ونوهت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تعلمت دروساً في محاربة الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وحركة طالبان والدولة الإسلامية، حيث أن الضرب الشديد قد يعمل ضد الدولة الاسلامية ولكن ليس ضد الصواريخ المحمولة على الكتف أو الإرهابيين الذين يلقون لغمًا على بدن السفينة أو يطلقون الصواريخ على المطار.
وأضافت أن هذه الحروب أظهرت أيضًا أنه قد يكون من السهل تشكيل تحالفات بين القوى الكبرى، لكنهم جميعاً اضطروا إلى الاعتماد على القوات المحلية، عادة الميليشيات أو غير النظاميين الآخرين.
وذكرت الصحيفة أن اليمن تظهر الآن صورة مماثلة للمنافسات المحلية التي تجعل من الصعب محاربة الحوثيين. ظاهرياً، منطقة الحرب في اليمن تفصل بوضوح بين المؤيدين للغرب والقوات الموالية لإيران. ولكن في الواقع هناك ما لا يقل عن 30 جبهة في جميع أنحاء البلاد. في الشمال الأكثر توحداً، قوات الحوثيين، لقد استولوا على معظم الشمال، بما في ذلك العاصمة صنعاء
الميليشيات الجنوبية
بتشكيل التحالف العربي، تقرر أن تعمل الميليشيات المحلية تحت إشراف التحالف، برئاسة القادة السعوديين والضباط الإماراتيين، مع توفير الدعم للقوات الجوية في هذين البلدين.
السعوديون والإماراتيون يدربون الميليشيات ويدفعون رواتبهم ويشترون معداتهم، حيث أرسلت السودان ومصر قوات رمزية في البداية لكن مصر سرعان ما اكتفت بالدوريات البحرية و “المشورة”. ومنحت باكستان، التي انضمت إلى التحالف تحت الضغط السعودي، الطيارين السعوديين تدريباً جيداً والذين يشاركون في الغارات الجوية، لكنها لم ترسل قوات برية. في غضون ذلك، اندلع نزاع حول الاستراتيجيات بين السعودية والإمارات. السعوديون يريدون معظم الجهد الموجه نحو الشمال، من حيث يتم شن هجمات على قاعدتين جويتين سعوديتين.
بينما تولي دولة الإمارات أهمية أكبر للسيطرة على الجنوب، وخاصة ميناء عدن. ونتيجة لذلك، بدأت الإمارات، التي يحكمها الأمير محمد بن زايد، في دعم ليس فقط الميليشيات الجنوبية ولكن أيضًا القادة السياسيين في إطار المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزبيدي. وتضم الحركة الجنوبية حاليًا 26 عضوًا وتتلقى المساعدات والدعم من دولة الإمارات. هناك شكوك بأن الإمارات تريد إنشاء دولة مستقلة في جنوب اليمن، وبالتالي ضمان سيطرتها على باب المندب وحركة النفط في البحر الأحمر، وهو طريق يحمل 4 ملايين برميل من النفط يوميًا.
وأشارت الصحيفة أن الخلاف الاستراتيجي بين السعوديين والإمارات أدى إلى التصريحات خلال الأسابيع الأخيرة بأن الإمارات ستسحب قواتها جزئيًا من اليمن، ويبدو أن بن زايد سئم من الوضع اليائس في اليمن، الذي يهدد بلده.
وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الخليجية، فإن بن زايد يتعرض لضغوط من قبل شركائه، حكام الإمارات السبع، لمغادرة اليمن، على أساس المخاوف من أن المواجهة العنيفة بين الولايات المتحدة وإيران قد تجعل الإمارات هدفاً للهجمات الإيرانية.
كذلك، لا تريد الإمارات أن تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسعوديين، بينما السعودية في عين العاصفة السياسية الأمريكية، حيث بلغت المواجهة بين الرئيس ترامب والكونجرس حول مبيعات الأسلحة إلى الرياض ذروتها عندما تخطى ترامب قرار الكونجرس بتجميد صفقة بقيمة 8 مليارات دولار، إنه يواجه الآن تشريعات تهدف إلى عرقلة انتقاله.
في حين تشعر دول الإمارات بالقلق من أن مشاركتها العميقة في حرب اليمن ستجعلها هدفًا للعقوبات الأمريكية. لذا يفضلون أن تبدو الحرب في اليمن وكأنها حرب الأمير محمد بن سلمان الخاصة.
وأضافت الصحيفة أن شبكة العلاقات المتوترة بين ترامب والكونجرس وبين السعودية والإمارات، والتنافسات الداخلية بين الحكومة اليمنية المعترف بها والمجلس الانتقالي الجنوبي، والصراع بين مختلف الميليشيات التي تقاتل الحوثيين لا تترك إلا القليل من الأمل في حل دبلوماسي الحرب.
وإن الهدف الأمريكي السعودي المتمثل في إبعاد الحوثيين، وقطع ذراع إيران في اليمن، يبدو بعيدًا أكثر من أي وقت مضى لأنه لا يوجد اتفاق على هجوم أمريكي شامل مثل الهجوم ضد الدولة الإسلامية. لن يكون لهذا شرعية دولية، على عكس إيران، لا يُنظر إلى الوضع في اليمن على أنه تهديد دولي.
تعتقد الإدارة الأمريكية والكونغرس أنه حتى مع المزيد من المساعدات العسكرية للسعوديين والإمارات فلن يؤدي ذلك إلى نصر حاسم وأن الحل، إن وجد، يكمن في الأمم المتحدة. لكن كل ما تم تحقيقه حتى الآن هو وقف إطلاق النار في الحديدة الذي تم توقيعه في ديسمبر الماضي.
ولتحقيق النجاح، يجب على الأمم المتحدة أو أي وسيط آخر إعادة تعريف الحرب في اليمن، بحيث لا تبدو حرب بين إيران والولايات المتحدة والسعودية، بل حرب يجب فيها التوزيع العادل للتمثيل في الحكومة والموارد. لقد كانت هذه هي الأسباب الحقيقية لنضال الحوثيين ضد الحكومة قبل رسمها بالألوان الإيرانية.
وختمت الصحيفة بأن المشكلة هي أن أي حل يمنح الحوثيين بعض الإنجازات السياسية أو الاقتصادية سينظر إليه على الفور على أنه نصر إيراني، ومن المشكوك فيه أن توافق الإدارة الأمريكية على ذلك.