رداً على المالكي.. أسيوشيتد برس: اتفاقات سرية بين التحالف وتنظيم القاعدة باليمن
واشنطن – المساء برس| ادعى العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف السعودي ضد اليمن أن هناك علاقة بين تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية وجماعة أنصار الله “الحوثيين”.
وزعم المالكي في مؤتمر صحفي بالعاصمة السعودية الرياض اليوم الثلاثاء أثناء حديثه عن العملية التي وصفها بالنوعية والناجحة التي نفذتها قوات التحالف داخل اليمن وأدت إلى اعتقال قيادي بتنظيم القاعدة قالت السعودية إنه زعيم التنظيم ويدعى أبو أسامة المهاجر، زعم المالكي أثناء حديثه إلى “وجود علاقة قوية بين القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومليشيات الحوثي”، حسب وصفه، كما أضاف “خصوصاً بعد الانقلاب على الحكومة الشرعية في اليمن”.
ورداً على ادعاءات المتحدث باسم التحالف السعودي الإماراتي العسكري ضد اليمن، يعيد “المساء برس” التذكير بما كشفته وكالة الأنباء الأمريكية “أسيوشيتد برس” والتي كشفت عن تعاقدات واتفاقات سرية بين كل من السعودية والإمارات مع تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن.
وكشفت الوكالة في تحقيق نشرته في أغسطس العام الماضي، كشفت النقاب عن “اتفاقات سرية” عقدتها كل من السعودية والإمارات مع تنظيم القاعدة في اليمن، حيث دفعت الرياض وأبوظبي “أموالاً لتنظيم القاعدة مقابل خروجه من مناطق سيطر عليها التنظيم باليمن”، من بين هذه المناطق مدينة المكلا ومحيطها حيث ظلت التنظيم مسيطراً عليها من بداية الحرب في مارس 2015 حتى منتصف العام 2016 حيث خرج التنظيم من المدينة دون قتال وحل محله قوات إماراتية تحت مظلة “التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن”، وتبين لاحقاً أن صفقات سرية عقدتها أبوظبي مع تنظيم القاعدة عن طريق بعض القبائل لاستلام مبالغ مالية مقابل الخروج من المكلا، ما يكشف وجود علاقة سابقة بين التنظيم الإرهابي ودول التحالف السعودي.
وكالة الأنباء الأمريكية كشفت أيضاً النقاب عن أن العلاقة بين تنظيم القاعدة الإرهابي والرياض وأبوظبي تجاوزت حد التنسيق بين الطرفين بشأن المناطق التي يسيطر عليها التنظيم والمناطق التي تسيطر عليها قوات التحالف، حيث تعدى الأمر ذلك إلى “تجنيد قوات مدعومة من التحالف لمسلحين من تنظيم القاعدة للقتال ضد قوات حكومة صنعاء وجماعة أنصار الله الحوثيين وحلفائهم”.
ومن ضمن ما كشفته الوكالة أيضاً قولها “في الوقت الذي تدعم فيه الولايات المتحدة حلفاءها (السعودية والإمارات) لقتال تنظيم القاعدة باليمن، يتضح أن المهمة الأكبر هي كسب الحرب ضد الحوثيين، وبهذه المعركة يظهر مقاتلو القاعدة بالجانب الذي يقوده التحالف الذي تقوده السعودية؛ ومن ثم أمريكا”.
كما نوهت “أسيوشيتد برس” إلى الدور الأمريكي في الصفقات، متهمة واشنطن بأنها تعلم بوجود علاقة قوية بين حلفائها السعوديين والإماراتيين وتنظيم القاعدة في اليمن، وتعلم أن التحالف السعودي يقدم الأموال لتنظيم القاعدة من أجل قتال قوات صنعاء والحوثيين.
والأكثر من ذلك ما كشفته الوكالة أيضاً هو أن الولايات المتحدة قامت بشكل مباشر بتأمين انسحاب بعض مسلحي تنظيم القاعدة في اليمن بما في حوزتهم من الأسلحة التي حصلوا عليها من التحالف السعودي.
وأضافت الوكالة في تحقيقها أيضاً “تم الاتفاق على انضمام 250 من تنظيم القاعدة إلى الحزام الأمني، القوة المدعومة إماراتياً”، مشيرة إلى أن أحد القادة اليمنيين الموضوعين على قائمة الإرهاب الأمريكية بسبب علاقاته مع القاعدة، “لا يزال يتلقى الأموال من الإمارات لإدارة مليشياته”.
في تحقيق آخر مزود بالصور والفيديوهات أجرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية في فبراير الماضي، كشفت فيه عن وصول أسلحة أمريكية إلى تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن عن طريق القوات السعودية والإماراتية المشاركة في الحرب ضد المقاتلين اليمنيين التابعين لحكومة صنعاء.
وكشف التحقيق التلفزيوني الأمريكي عن أن “الإمارات والسعودية استخدمت الأسلحة الأمريكية لشراء ولاء الميليشيات والقبائل لتعزيز وجودها ونفوذها في اليمن”، ونشرت الشبكة صوراً وفيديوهات لعربات مصفحة MRAP مرسلة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى مقر القوات الإماراتية في مدينة المخا على الساحل الغربي لليمن، وأن هذه الأسلحة والمعدات باتت تملكها مليشيات مسلحة تابعة للإمارات أطلق عليها اسم “ألوية العمالقة” على الرغم من أن المقاتلين فيها من المتشددين السلفيين المنتمين لتنظيم القاعدة.
وإلى جانب هذين التحقيقين هناك تحقيق آخر لقناة البي بي سي البريطانية، بالإضافة إلى ما كشفته تحقيقات صحفية وتقارير لمنظمات دولية كبرى أكدت أن الطرفان “التحالف السعودي وتنظيم القاعدة بالجزيرة العربية” يقاتلان جنباً إلى جنب ويتلقى التنظيم الإرهابي في اليمن الدعم المباشر بالأموال والأسلحة من السعودية والإمارات لقاء تجنيدهم للقتال ضد قوات صنعاء.