معهد واشنطن يكشف بالتفاصيل سحب الإمارات لمعظم قواتها من اليمن

واشنطن – ترجمة خاصة – المساء برس| كشف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ومقره في العاصمة الأمريكية واشنطن، في تقرير جديد بشأن اليمن، عن سحب القوات الإماراتية لمعظم قوتها العسكرية من اليمن باستثناء قوات مكافحة الإرهاب فقط.
وقال المعهد في تقريره إن القادة العسكريين في الإمارات تحول شعارهم بالنسبة للحرب في اليمن إلى “إصلاح المشكلة أو الخروج”، وأن وجهة نظر العسكريين الإماراتيين القادة أن الخيار الأسوأ بالنسبة لأبوظبي يتمثل في الإبقاء على خطر الوقوع في مستنقع اليمن.
معهد الدراسات الأمريكي قال إن الإماراتيون بدأوا يعتبرون إن بقاءهم في اليمن أصبح مجرد نوع من الورطة وأنهم يريدون تجنبها، خاصة وأن الإمارات منذ أكثر من عامين لم يعد معها أي معركة مع قوات صنعاء وجماعة أنصار الله إلا فيما يخص معركة الساحل الغربي بالحديدة وهذه المعركة هي متوقفة نوعاً ما حالياً مع وجود المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، وبالتالي فإن بقاء الإماراتيين أصبح عبئاً إماراتياً ومعضلة كبيرة مهددة وخطيرة على أبوظبي ودبي.

| الانسحاب الإماراتي غير معلن رسمياً نظراً لحساسيات كبيرة مع السعودية |

ويقول تقرير معهد واشنطن الذي كتبته الباحثة إيلانا ديلزييه زميلة أبحاث في برنامج بيرنشتاين حول الخليج وسياسة الطاقة في المعهد وهي متخصصة في أبحاث الأسلحة النووية والانتشار ومكافحة الإرهاب والسياسة الخليجية، إنه من غير المرجح أن تعلن أبوظبي رسمياً عن انسحابها من اليمن بأي شروط نظراً لحساسية ذلك مع السعودية جارتها وشريكها الرئيس بالتحالف، هذه الحساسية، حسب المعهد، تصاعدت بعد الهجمات الأخيرة على البنية التحتية الحيوية للسعودية بما في ذلك خطوط الأنابيب والمطارات، ورغم عدم الإعلان الرسمي من الإمارات إلا أن مسؤولين إماراتيين كشفوا معلومات الانسحاب بشكل غير رسمي.

| تحليل خاص: يستنتج مما ورد بالتقرير وجود شعور سعودي بخيانة إماراتية بسبب اقتصار الضربات اليمنية على السعودية فقط |

وهنا يبدو أن المعهد الأمريكي أراد الإشارة إلى أن السعودية تتحسس وتشعر بوجود خيانة من قبل الإمارات نظراً لأن قوات صنعاء تستهدف فقط السعودية ولا تستهدف الإمارات إلا نادراً ونادراً جداً ومع التصعيد الأخير لقوات صنعاء بعد رفع برنامجها التسليحي في مجال الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الذكية، فقد اقتصرت الهجمات اليمنية على السعودية فقط دون التعرض للإمارات بأي هجوم.

| أماكن الانسحاب وحجم القوات المنسحبة |

وفقاً لتقرير معهد واشنطن فإن المصادر الإماراتية تقول إن أبوظبي سحبت كامل قواتها من مأرب وسحبت 80% من قواتها في الحديدة، وبدأت بسحب قواتها من عدن، وتركت الإشراف المحلي على المليشيات المسلحة التي أنشأتها ودربتها تحت عناوين (الأحزمة الأمريكية والنخب)، كما ينقل التقرير الأمريكي عن مصادر يمنية أن الإمارات سحبت على الأقل جزءاً من قواتها في عدن وبالمثل أيضاً جرى تخفيض عدد الموظفين الإماراتيين المتواجدين في قاعدة عصب بأريتريا على الضفة الشرقية للبحر الأحمر بواقع 75% وأن عملية التخفيض حدثت الشهرين الماضيين، وأن من بين من تم سحبهم من قاعدة عصب “الأفراد الذين دربوا المليشيات المسلحة اليمنية الموالية لأبوظبي”.
وحسب المعهد أيضاً فإن القوات الإماراتية في شبوة لم يتبين ما مدى حجم القوات المنسحبة، “على سبيل المثال، تزعم مصادر يمنية أنه لا يوجد انسحاب واضح في محافظة شبوة، حيث القتال مستمر في مناطق النفط في بيحان. علاوة على ذلك، فإن المرتزقة الذين تمولهم الإمارات، بما في ذلك ما لا يقل عن 10000 مقاتل سوداني مدعومين من قاعدة عصب، سيظلون على استعداد لدعم قوات الشرعية”.
وفيما يتعلق ببقاء الإمارات في حضرموت، يقول التقرير إن القاعدة الإماراتية في مطار المكلا “الريان” ستظل قائمة تحت سيطرة القوات الإماراتية، وتحت عنواين “استمرار مكافحة الإرهاب”، غير أن ما لم يذكره التقرير الأمريكي هو أن بقاء القوات الإماراتية في قاعدة مطار الريان بالمكلا شرق اليمن ليس بسبب استمرار محاربة تنظيم القاعدة، فالقاعدة التي كانت مسيطرة على حضرموت منذ 2015 وحتى منتصف 2016 على الأقل داخل مدينة المكلا، كانت على اتفاق واتصال مباشر مع قيادة القوات الإماراتية وحين خرجت القاعدة من المكلا، خرجت باتفاق مع القوات الإماراتية وبتنسيق مشترك غير معلن بين الطرفين وجرى تصوير المشهد حينها على أن الإمارات نفذت عمليات عسكرية في حضرموت لتحريرها من تنظيم القاعدة التي كانت أساساً تعمل حتى اليوم لصالح أبوظبي ويجري تحريكها من مكان إلى آخر داخل حضرموت ووديانها المترامية الأطراف باتصالات هاتفية سرية بين قيادة التنظيم الإرهابي وضباط الاستخبارات الإماراتية في قاعدة مطار الريان.

قد يعجبك ايضا