لماذا يتوجب على الرياض أخذ تهديدات صنعاء الجديدة على محمل الجد؟
صنعاء – المساء برس| أطلق المتحدث باسم وزارة الدفاع اليمنية التابعة لحكومة صنعاء والموالية لجماعة أنصار الله تهديدات جديدة ضد السعودية معلناً عن إدخال أهداف متحركة وأهدافاً أخرى تفوق في حساسيتها وأهميتها الاستراتيجية بالنسبة للسعودية ما كانت تمثله أنابيب ومنشئات النفط.
التهديدات التي أطلقها متحدث قوات صنعاء العميد يحيى سريع اليوم في مؤتمر صحفي بصنعاء، سبقها إطلاق تهديدات مماثلة قبل نحو شهرين، وسبق أن نفذت قوات صنعاء تلك التهديدات بحذافيرها، وتبين أنها لم تكن مجرد تصريحات وحرب إعلامية كما هو الحال عليه بالنسبة للتحالف السعودي الإماراتي على مدى أكثر من 4 سنوات من الحرب ومنها على سبيل المثال تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بداية الحرب بأن قواته ستنهي مهمتها العسكرية في اليمن في غضون أيام قليلة وأن “الشرعية” ستعود إلى سدة الحكم في صنعاء في غضون أسابيع، في حين دخل اليمن عامه الخامس ولا زالت الحرب مستمرة على اليمن وقوة سلطة صنعاء العسكرية لم تضعف بل زادت أضعافاً مضاعفة وشهدت تطوراً نوعياً هو الأول في حدوثه على مستوى تاريخ اليمن المعاصر.
تهديدات يحيى سريع، يجب على السعودية أخذها على محمل الجد لما لها من مصداقية وواقعية، وسبق لسلطة صنعاء وقواتها العسكرية أن نفذت تهديداتها السابقة ووضعت السعودية والإمارات في مواقف محرجة جداً أمام المجتمع الدولي بأكمله.
| قدرات القائمين على الصناعات الحربية بصنعاء فاقت توقعات القيادة العليا |
يقول مراقبون سياسيون في صنعاء إن القدرات العسكرية اليمنية فاقت توقعات قيادات الدولة في صنعاء على رأسهم صانعي القرار السياسيين، أما بالنسبة للقيادات العسكرية فإن ما يصدر عنها من أحاديث غير رسمية – جانبية هنا وهناك – فهي ليست مستغربة من التطور المتسارع للقدرات العسكرية اليمنية، ذلك لأنها تدرك ما لديها من كوادر بشرية سابقة وتم إضافة كوادر شابة جديدة إليها لتشكل مجموعة بشرية متكاملة تملك عقولاً ومهارات وحظيت باهتمام كبير جداً من قبل القيادة العسكرية العليا التي قدمت لها كافة الاحتياجات المادية والمتعلقة بإنتاج الأسلحة المختلفة وبقدر المستطاع.
إضافة إلى ذلك فإن الفريق الهندسي والفني والبرمجي في دائرة التصنيع الحربي بوزارة الدفاع بصنعاء وجد في قيادة سلطة صنعاء ما كان يفتقده سابقاً في عهدي الرئيسين السابقين هادي وعلي صالح، ونقصد بهذا الفريق، من كان موجوداً في السلك العسكري من قبل ومن تم إضافتهم منذ بداية الحرب وحتى الآن من الكوادر الشابة الجديدة التي لم تكن ملتحقة بالسلك العسكري على الإطلاق وتم استقطابها من كل مكان نظراً لما تمتلكه من مهارات وقدرات ابتكارية جرى توظيفها في الجانب العسكري واستغلالها ولا زالت إبداعات هذا الفريق تتسع وتزداد يوماً بعد آخر.
| الجانب الاستخباري في القدرات العسكرية لصنعاء |
ما نشره الإعلام الحربي للقوات اليمنية بصنعاء يونيو الماضي من مقاطع فيديو لاستهداف مطار أبوظبي العام الماضي باستخدام طائرة مسيرة من طراز (صماد3) وسبق لسلطات صنعاء إعلانه في حينه وأنكرت أبوظبي حدوثه حينها، كشف للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي تفوق المخابرات العسكرية اليمنية على المخابرات السعودية والإماراتية، حيث تمكنت الاستخبارات اليمنية من الوصول إلى داخل مطار أبوظبي والتقاط صور فيديو توثق لحظة استهداف المطار بالطائرة المسيرة اليمنية الصنع، وهذا يعني أن القدرة الاستخبارية اليمنية لسلطة صنعاء بإمكانها الوصول إلى أماكن مهمة وحساسة جداً داخل أبوظبي.
وبالمثل أيضاً فإن القدرات الاستخبارية اليمنية بات بإمكانها الوصول إلى أي مكان داخل السعودية، مثلما هو الحال بقدراتها في الإمارات، وهذا يعني أن تهديدات المتحدث باسم قوات صنعاء ليست مجرد تصريحات وهي تهديدات جدّية ومن الممكن جداً أن نشهد تنفيذها في أي وقت، ولهذا نقول إن على الرياض أخذ تهديدات صنعاء على محمل الجد، والبحث عن طريق للتوصل إلى اتفاق نهائي مع سلطة صنعاء يضمن خروج السعودية من الحرب بماء الوجه وبضمان من قبل صنعاء بسلامة حدودها مستقبلاً، ودون ذلك فإن مراقبون يؤكدون أن الرياض ستدخل في نفق مظلم لن تخرج منه إلا بعد انقلاب الوضع عسكرياً من الداخل السعودي وتفكك الأسرة المالكة واتجاه تيار واسع نحو الاستيلاء على الحكم بحجة إنقاذ السعودية من غرقها بالحرب في اليمن وللحفاظ على ما تبقى من المملكة من الدمار الذي تعرضت له بفعل سياسة محمد بن سلمان التي يحركها صديقه في أبوظبي محمد بن زايد كيفما يشاء.