غريفيث في أبوظبي والإماراتيون يلمحون له أن موقف الرياض لا يعبر عنهم
أبوظبي – المساء برس| التقى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بالمسؤولة الإماراتية المعنية بالشأن اليمني وزيرة الدولة بالإمارات لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي ووزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش.
تأتي زيارة غريفيث لأبوظبي على هامش جولته الجديدة لاستئناف الجهود الأممية لإعادة إحياء عملية السلام واستكمال تنفيذ اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة الذي توقف بعد رفض التحالف السعودي الإماراتي تنفيذ أي خطوة عملية على أرض الواقع مقابل الخطوة التي قامت بها سلطات صنعاء والمتمثلة بسحب قواتها من موانئ الحديدة من جانب واحد كدليل لإثبات حسن النية على سعي صنعاء نحو السلام في اليمن.
وحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية “وام” فقد جرى خلال اللقاء “بحث سبل المضي قدماً في الحل السياسي وضمن برنامج أممي واضح”.
ونقلت الوكالة عن قرقاش تأكيده “أن التحالف يسعى إلى حل مستدام يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة”، مشيراً إلى “ضرورة تطبيق بنود اتفاق ستوكهولم وإلى أهمية ضغط المجتمع الدولي لتطبيق الالتزامات الواردة في الاتفاق”.
وكان من اللافت عدم إيراد وكالة الأنباء الإماراتية على لسان أنور قرقاش أي اتهام لسلطة صنعاء أنها ترفض تنفيذ الاتفاق كما جرت العادة في تصريحات مسؤولي السعودية والإمارات وحكومة الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي المنفية خارج اليمن.
ويبدو من صياغة خبر الزيارة وجود اختلاف في صياغة الخبر باللغتين العربية والإنجليزية إذ لم تتضمن الصيغة الإنجليزية ذكر جماعة أنصار الله الحوثيين والقول إن اللقاء ناقش “التطورات الحالية وعلى رأسها الاستفزازات الحوثية المتكررة”، كما جاء في صيغة الخبر باللغة العربية.
وحسب مراقبين فإن الواضح من السياسة الإماراتية الحالية هو محاولة الخروج تدريجياً من التورط أكثر في الحرب باليمن، ومحاولة تصوير الإمارات أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة أن سياستها نحو اليمن مختلفة عن السياسة السعودية، وأن ما تسعى له الرياض وتعلنه ودفعها لاستمرار الحرب لا يعبر إلا عنها ولا يعبر عن رؤية ورغبة أبوظبي، ولهذا دعا قرقاش المبعوث الأممي إلى ضرورة ممارسة المجتمع الدولي ضغوطاً لتنفيذ اتفاق استوكهولم من دون توجيه قرقاش الاتهام للحوثيين بعرقلتهم التنفيذ أو الرفض كما تفعل السعودية وكما يرد في تصريحات المسؤولين السعوديين.
وبما أن جولة غريفيث هذه المرة تتركز على دفع الرياض لتنفيذ اتفاق السويد من طرفها كونها ترفض التنفيذ حتى اللحظة وتدفع بالشرعية لتبني مواقف رافضة لبنود الاتفاق رغم التوقيع عليها في مفاوضات السويد نهاية العام الماضي، وخاصة وأن طرف صنعاء قام بتنفيذ ما عليه من التزامات إعادة انتشار من الموانئ وبقي تنفيذ التحالف لانسحابه، فإن تصريحات قرقاش اليوم تأتي للتأكيد على أن أبوظبي تقف مع وتدعم تحرك المبعوث الأممي لدفع الرياض لتنفيذ اتفاق السويد من طرف قواتها.