لإفشال جهود غريفيث المستأنفة.. ما وراء التصعيد الخطير للتحالف بالحديدة
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد| التوقيت الذي اختارته قوات التحالف السعودي الإماراتي لتصعيد العمليات العسكرية في الحديدة كشف النقاب عن الهدف الحقيقي من هذا التصعيد، الذي يتزامن مع استئناف الأمم المتحدة وجهود مبعوثها الأممي لتنفيذ اتفاق السويد وإلزام طرف الرياض بذلك.
ويبدأ المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث جولة جديدة لاستئناف تنفيذ اتفاق السويد بشأن مدينة الحديدة غرب اليمن، هذه المرة تبدأ الجولة من العاصمة الروسية موسكو حيث من المتوقع أن يصل غريفيث غداً الثلاثاء إلى روسيا والتي سينطلق غريفيث منها لإعادة إحياء جهود عملية السلام في اليمن.
ومن المتوقع أن يلتقي غريفيث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونائبه سيرجي فيرشينين، وبعد لقاءاته الأولى في موسكو سيعود المبعوث الأممي إلى الإمارات وسلطنة عمان، غير أن تحركات غريفيث لا يبدو أنها باتت مستساغة لدى التحالف السعودي الإماراتي الذي سبق وأن أعلن في قناة العربية السعودية، الأسبوع الماضي، نقلاً عن من وصفتها القناة بمصادر رفيعة داخل حكومة “الشرعية” المنفية بالرياض والموالية للتحالف، أنها تدرس الانسحاب من اتفاق السويد، رغم أن وسائل إعلام “الشرعية” ذاتها لم تنشر أي شيء من هذا القبيل.
وقبل ذلك كانت حكومة “الشرعية” وبدفع من الرياض، قد تقدمت إلى الأمم المتحدة بطلب تغيير المبعوث الدولي بعد أن اتهمته الحكومة المنفية بالتعاون مع حكومة صنعاء والتخاطب معها رسمياً والانحياز إلى جانبها من خلال اعترافه واعتراف الأمم المتحدة بعملية الانسحاب التي نفذها طرف صنعاء من موانئ الحديدة من جانب واحد ووصف غريفيث لها بالخطوة الإيجابية من قبل أنصار الله نحو تنفيذ اتفاق السويد وعملية السلام في اليمن، وهو الأمر الذي لم يرق للتحالف السعودي، غير أن الأمم المتحدة رفضت طلب حكومة هادي وخاطبها أمين عام الأمم المتحدة أنه ومجلس الأمن كذلك متمسكون بالمبعوث الأممي مارتن غريفيث ويثقون فيه وفي قدراته وحياديته.
من هنا يرى مراقبون إن التصعيد العسكري للتحالف في الحديدة، وإن لم يصل هذا التصعيد إلى مرحلة استخدام الطيران الحربي للتحالف، إلا أنه تصعيد خطير بالنظر إلى حجم العمليات العسكرية والزحوفات المنفذة وكثافة النيران المنطلقة من أفواه بنادق التحالف جنوب المدينة وأطرافها بالساحل الغربي لليمن، هذا التصعيد وفق مراقبين سياسيين في صنعاء، والذي يأتي قبل يومين فقط من استئناف المبعوث الأممي جهوده الدبلوماسية التفاوضية التي يبدأها من موسكو لإعادة إحياء الاتفاق ودفع التحالف لتنفيذه من طرفهم، هو خطوة استباقية يسعى التحالف من خلالها إلى إفشال جهود غريفيث من بدايتها.
ووفقاً للمراقبين المطلعين على طبيعة عمليات التحالف العسكرية في الساحل الغربي منذ بداية الحرب على اليمن وحتى الآن بالتزامن مع طبيعة التعاطي الإعلامي للتحالف مع هذه العمليات، فإن تعاطي إعلام التحالف السعودي للمستجدات العسكرية الأخيرة بالحديدة ومنها زحوفات “الجبلية” وما صاحب هذا التعاطي الإعلامي من عكس للحقائق والزعم أن ما حدث تصعيد من قبل قوات حكومة صنعاء وجماعة أنصار الله، هو جزء رئيسي من خطة التصعيد العسكري للتحالف السعودي هدفه خلق مبرر لهذا التصعيد على أنه يأتي رداً عسكرياً على هجوم من الطرف الآخر، ومن المتوقع، حسب المراقبين، أن يتبع هذه الخطوة، استمرار التحالف في عملياته العسكرية وربما أيضاً دخول الطيران الحربي على خط عمليات التصعيد واستئناف الغارات الجوية والضربات الصاروخية القادمة من البوارج الحربية التابعة للولايات المتحدة وبريطانيا والسفن السعودية والإماراتية العسكرية في البحر الأحمر، وذلك من باب – وبذريعة – أن التحالف لم يعد ملزماً باتفاق السويد وأن الاتفاق انتهى بعد الادعاء والزعم إن طرف صنعاء قام بنقض الاتفاق وأن من حق التحالف استخدام كافة الأسلحة في عملياته العسكرية بالحديدة.
لكن صنعاء فيما يبدو باتت مستعدة لكل ما يسعى له التحالف السعودي من ترويج ادعاءات وروايات عبر وسائل الإعلام تبرر له استئناف تصعيده العسكري على الحديدة وتبرر له نقض اتفاق السويد، ومن ذمن هذه الاستعدادات لصنعاء، تلويح القيادي بجماعة أنصار الله وعضو مجلس الرئاسة محمد علي الحوثي بعرض كافة الرسائل المتبادلة بين صنعاء وطرف الرياض أو بين صنعاء والأمم المتحدة بشأن اتفاق السويد وتنفيذه وجميع المخاطبات من بداية الاتفاق وإعلانه في ديسمبر العام الماضي وحتى الآن والتي من شأنها كشف حقيقة من يعرقل تنفيذ الاتفاق ومن يرفض تنفيذه ومن يسعى لعكس ذلك ويقدم التنازلات ومن يتخذ الذرائع والحجج لإطالة الوقت أكبر فترة ممكنة ومن يحاول تنفيذ أي التزامات حتى وإن كانت من جانب واحد لإبداء حسن نيته ورمي الكرة في ملعب الطرف الآخر وإحراجه أمام المجتمع الدولي.