خلفها قيادة القوات السعودية.. انقسام وخيانات وتجسس داخل قوات “الشرعية” في صعدة
مأرب – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
تتعرض قوات الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي المتواجدة في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، لهزة واختلالات داخلية أدت لحدوث انقسام كبير وصل حد محاولة تصفية قائد أحد المحاور العسكرية ومحاولة اغتياله على أيدي ضباطه ممن يرتبطون بشكل مباشر بقيادات سعودية عسكرية متواجدة داخل اليمن.
وعلم “المساء برس” من مصدر عسكري رفيع وموثوق في محافظة مأرب، بوجود خلافات كبيرة فيما بين قيادات “الشرعية” العسكرية لمحور علب بصعدة وأن هذه الخلافات بلغت حد محاولة اغتيال قائد المحور العميد ياسر مجلي أواخر يناير الماضي.
وقال المصدر إن مجلي جرى محاولة اغتياله من قبل أفراد اللواء التاسع الذي يقوده العميد أديب الشهاب والذي يتولى أيضاً منصب أركان حرب محور علب، أثناء نزول قائد المحور للتحري في قضية قتل في منطقة آل صبحان شمال صعدة.
| تكتلات داخل قوات الشرعية ضد بعضها البعض |
وأشار المصدر إلى أن أركان حرب محور علب مُتهم من قبل قيادات عسكرية أخرى بمحوري صعدة وعلب العسكريين، بزرع العنصرية والمناطقية داخل المحور، ومحاولة تصفية القيادات العسكرية غير المقربة منه وتعيين أشخاص آخرين بمناصب عسكرية بالمحور بناءً على ولائهم له وانتمائهم المناطقي، وينتمي العميد الشهاب إلى محافظة تعز، في حين ينتمي قائد المحور إلى محافظة صعدة.
وأكد المصدر أن الوضع الحالي لقوات “الشرعية” في المناطق الحدودية ومنها محوري صعدة وعلب هو “وجود تكتلات وشللية تعمل ضد بعضها البعض داخل المحور وألويته وبعض التكتلات مرتبطة بالتحالف مباشرة وربما تعمل لصالح القوات السعودية، فيما يعمل العميد الشهاب على دعم طرف ضد آخر وزرع مشاكل وخلافات بين ضباط وآخرين”، مضيفاً إن تقريراً بخصوص العميد الشهاب رُفع من قبل جهة عسكرية بالشرعية تحقق في الصراع الدائر بين قيادات الشرعية العسكرية في المناطق الشمالية وتضمن التقرير اتهاماً مباشراً للعميد الشهاب بالعمل على عرقلة وخلخلة صفوف قوات الشرعية في المحاور الشمالية.
| قصقصة الضباط المحسوبين على ياسر مجلي وتعزيز نفوذ الشهاب داخل اللواء 63 مشاة |
كما كشف المصدر لـ”المساء برس” عن محاولات العميد أديب الشهاب السيطرة على اللواء 63 مشاة الذي يقوده أيضاً قائد المحور ياسر مجلي وذلك من خلال قيام الشهاب بتعيين ضابط ارتباط اللواء التاسع الذي يقوده الشهاب ضابطاً للارتباط باللواء 63 ومحاولة تعيين سليمان النويهي بمنصب ركن القوى البشرية للواء 63 حيث سعى لترشيحه لهذا الموقع لدى قيادة قوات هادي في مأرب وقيادة التحالف هناك، كما أشار المصدر إلى أن رئيس أركان اللواء يعمل منذ فترة على تهميش الضباط المحسوبين على قائد المحور وأن الأمر وصل إلى استبدالهم بآخرين موالين له، وهو ما زاد من توتر الصراع بين الطرفين ومن معهما.
ولفت المصدر إلى أن هناك شكوك واتهامات بالخيانة تحوم حول أركان حرب محور علب، وأضاف “واضح أنه يعمل لصالح جهة وهذه الجهة هي من تدعمه وربما هي نفسها من تمرر قراراته والتغييرات التي يجريها من تلقاء نفسه داخل المحور ويتجاوز من خلالها قائد المحور”.
| تسريبات.. التخلص من بعض القادة العسكريين بالشرعية باستخدام آخرين مرتبطين مباشرة بقيادة القوات السعودية بمأرب |
كما كشف المصدر عن أن العميد الشهاب استطاع زرع عناصر تعمل لصالحه في مواقع قريبة جداً من قائد المحور وأن هذه العناصر تراقب مجلي وترفع يومياً بتحركاته وترصدها أولاً بأول، لافتاً إلى أن هناك قيادات داخل اللواء 63 تعمل لحساب الشهاب منها رئيس عمليات اللواء علي مرشد وعمار الاكحلي قائد الكتيبة الثانية وركن القوى البشرية سليمان النويهي بالإضافة إلى ركن العمليات الحربية لمحور علب محمود الهمداني.
وفي الوقت الذي رجح المصدر العسكري – مستنداً إلى تسريبات وحديث داخل أروقة قوات هادي بمأرب – أن يكون العميد الشهاب يعمل لحساب قيادة القوات السعودية في مأرب، لم يستبعد المصدر أيضاً أن يكون هناك أطراف داخل ألوية قوات الشرعية في المحاور الشمالية الحدودية تعمل لصالح قوات حكومة الإنقاذ بصنعاء وجماعة أنصار الله وتمدهم بمعلومات عسكرية دقيقة يتم استغلالها لتنفيذ هجمات صاروخية ضد “الشرعية” في الجبهات الحدودية، مشيراً إلى أن “هناك اتهامات من خصوم العميد الشهاب بتسريبه معلومات عسكرية للحوثيين كما أن هناك اتهامات أخرى بحدوث العكس، وبعض هذه التسريبات كانت في إطار تصفية حسابات وصراع بين الأطراف لمحاولة التخلص من بعضها البعض”.
المصدر أشار إلى أن قوات التحالف السعودي الإماراتي سبق وأن تخلصت من قيادات عسكرية يمنية بقوات “الشرعية” عن طريق توظيف قيادات عسكرية أخرى تنقل لها المعلومات وتكلفها بمهام تجسسية على قادة “الشرعية”، لافتاً إلى أنه من غير المستبعد أن يكون هناك توجه لقوات التحالف السعودي بمأرب بالتخلص من بعض قيادات الشرعية ومنهم العميد ياسر مجلي، لافتاً إلى أن مثل هذه التحركات للقوات السعودية ليس بالضرورة أن تكون صادرة من الرياض وبتوجيهات منها وإنما قد تكون قرارات انفرادية لبعض القيادات السعودية العسكرية المتواجدة في مأرب.