ثورة الجياع .. ثروات الجنوب بين ضعف “الشرعية” السعودية .. وسيطرت مليشيات الإمارات
هاشم الدرة-المساء برس| تفجير أنبوب نفط بلحاف مساء أمس الأربعاء وايقاف ضخ الغاز والنفط من صافر الى منشأة بلحاف النفطية. كشف حقيقة مفادها استحالة استقرار المنطقة التي تحت سيطرة التحالف السعودي الإماراتي لاستحالة اجتماع مصالح السعودية و”الشرعية” من جانب والإمارات و”المجلس الانتقالي” من جانب آخر.
شهدت المحافظات الجنوبية تصعيداً عسكرياً وصراعا من قبل قوات موالية للإمارات وقوات الشرعية حيث عمدت قوات النخبة التابعة للإمارات إلى الانتشار داخل مدينة عتق واستحداث نقاط أمنية انهارت على إثرها التهدئة بين القوات الحكومية والنخبة الشبوانية، وما عمليات تفجير أنابيب النفط والغاز في محافظة شبوة إلا تعزيزا لهذه الحالة التي تعيشها المحافظات اليمنية الواقعة تحت سلطة قوى التحالف والقوى المحلية المتصارعة.
هذه التناقضات ألقت بظلالها على الحالة المعيشية للمواطنين اليمنيين في تلك المناطق، والتي تزداد سوءا يوما بعد الآخر ..
اليوم .. تظاهر المئات من أبناء مدينة الحامي في محافظة حضرموت على تردي مختلف أنواع الخدمات الأساسية لأبناء المجتمع.
ورفع الأهالي شعارات “اتركوا الناس تعيش.. لا نريد منكم أحلام وأوهام”، محذرين من ثورة_الجياع التي انطلقت شرارتها من منطقة الحامي محافظة حضرموت.
وتتهم الشرعية ما تسميها بمليشيات الاحتلال الإماراتي بالسيطرة على الحقول النفطية والموانئ التي جعلت من مختلف ثروات المحافظة، موردا خاصا لتمويل ميليشياتها في مختلف المحافظات. هكذا تقول “الشرعية” ..وفي الجانب الآخر تتهم مليشيات الإمارات “الشرعية” بالضعف وعدم مقدرتها على إدارة البلاد لأن أعضاءها هم ذات اللصوص الذين ثار عليهم اليمنيون في الشمال والجنوب، ولهذا ترى أن الانفصال أصبح هو الحل الوحيد لاسترجاع ما يصفونه بدولة الجنوب، وإنهاء عقود من زمن الاستغلال الممنهج من قبل النافذين “الشماليين” والأحزاب الإرهابية وعلى رأسها حزب الإصلاح، المكون الرئيسي للـ”شرعية”.
الغريب في طرح انتقالي الإمارات حسب إعلام “الشرعية” وحزب الإصلاح هو أن مجلس الإمارات الانتقالي متحالف مع قمة هرم الفساد النظام السابق متمثلا في قيادات حزب المؤتمر الفارة من صنعاء والتي شنت حربا على الجنوب أكلت الأخضر واليابس. وبالتالي فكل ما يطرحه المجلس الانتقالي لا معنى له، ولا غاية إلا تنفيذ أجندة الإمارات القاضية بتقسيم الجنوب والسيطرة عليه وعلى ثرواته. وفقا لإعلام الـ”شرعية”.
هذا التناقض الفاحش بين القوى المحلية الموالية لكل من السعودية والإمارات، يكشف بجلاء وصول الحليفين الرئيسيين السعودي والإماراتي إلى مرحلة لا يمكنهم تغطية أطماعهم في اليمن، ومطالبة كل منهم بالنصيب الأكبر من كعكة اليمن ..
وللأسف الشديد، ما يزال الكثير من حلفاء الإمارات وحلفاء السعودية، لا يرون هذه الأطماع، والأصح أنهم يتظاهرون بعدم رؤيتها وعدم معرفتهم بها. لماذا ..؟!