حقيقة إلقاء القوات السعودية القبض على زعيم داعش باليمن “التحالف يعتقل حلفاءه”
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
شكك محللون سياسيون يمنيون من مصداقية الأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام السعودية بشأن تنفيذ قواتها الخاصة في اليمن عملية عسكرية داخل الأراضي اليمنية انتهت بإلقاء القبض على زعيم تنظيم داعش الإرهابي في اليمن “أبو أسامة المهاجر”، وعلمت المساء برس أن أبو أسامة هو سعودي الجنسية.
ونشرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية على موقعها الإلكتروني مقطع فيديو قالت إنه للحظة القبض على زعيم تنظيم “داعش” في اليمن “الإرهابي الملقب بـ(أبو أسامة المهاجر) على يد القوات الخاصة السعودية”، ويظهر الإرهابي المزعوم في مقطع الفيديو وهو ينزل من على طائرة وتقتاده القوات الخاصة السعودية وسط حراسة مكثفة.
#فيديو | القوات الخاصة السعودية تلقي القبض على أمير تنظيم داعش في #اليمن الملقب بـ (أبو أسامة المهاجر) https://t.co/5t3eIvPjBE pic.twitter.com/yoQjg9XXHL
— صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) June 25, 2019
ونقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” عن المتحدث باسم قوات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن تركي المالكي قوله إن “القوات السعودية الخاصة ألقت القبض على زعيم تنظيم داعش الإرهابي في اليمن”، وأضاف إن القوات الخاصة السعودية ونظيرتها اليمنية نفذت عملية نوعية ناجحة بالداخل اليمني، تم على إثرها إلقاء القبض على أمير تنظيم (داعش) الإرهابي في اليمن الملقب بـ(أبو أسامة المهاجر) والقبض على المسؤول المالي للتنظيم وعدد من أعضاء التنظيم المرافقين له”.
| إنهاء خدمة وليس اعتقال |
وشكك مراقبون ومحللون سياسيون يمنيون من صحة ما أعلنه المتحدث باسم قوات التحالف، خاصة وأنه قال إن عملية إلقاء القبض على زعيم داعش كانت مطلع الشهر الجاري وتحديداً في 3 يونيو، وتساءل المراقبون عن الأسباب التي جعلت قوات التحالف تتكتم على عملية اعتقال زعيم داعش في حينه والإعلان عن ذلك اليوم وبعد مرور نحو 3 أسابيع من العملية المزعومة.
كما تساءل المراقبون عن كيفية إلقاء القوات السعودية القبض على زعيم التنظيم الإرهابي الذي يعمل في اليمن لصالح السعودية ذاتها، مشيرين إلى أنه من المعروف أن تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابيين كانا من ضمن الأدوات العسكرية الرئيسية التي استخدمتها الرياض والتحالف السعودي في حربها ضد اليمن منذ العام 2015، لافتين إلى أن الأصح والتوصيف الدقيق لما أعلنته السعودية مؤخراً هو إنهاء خدمة أحد المقاتلين التابعين للسعودية ضد القوات اليمنية وجماعة أنصار الله وحلفائهم وليس إلقاء القبض عليه.
تأكيداً لما سبق لوسائل الإعلام اليمنية الموالية لصنعاء الحديث عنه وتصريحات قيادات سلطة صنعاء وجماعة أنصار الله منذ بداية الحرب على اليمن بشأن مشاركة تنظيمات إرهابية في القتال مع قوات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، تأتي قناة الـ(CNN) الأمريكية بعد أربعة أعوام من الحرب للاعتراف بحقيقة وجود مسلحين إرهابيين يقاتلون مع التحالف السعودي في اليمن ضد قوات صنعاء، وتكشف التحقيقات أيضاً أن الأسلحة الأمريكية بما فيها المدرعات المضادة للألغام وصلت إلى أيدي تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن وأن هذين التنظيمين يقاتلان جنباً إلى جنب مع التحالف السعودي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن ضد جماعة أنصار الله وحلفائهم وضد القوات العسكرية اليمنية التابعة لحكومة صنعاء.
ووفقاً لما ورد في تحقيق قناة “سي إن إن” الأمريكية فإن التحقيق الذي أجرته صحفية تابعة للقناة على الأرض وقامت بتصوير مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية تثبت أن “السعودية وحلفاءها نقلوا أسلحة أمريكية الصنع إلى القاعدة ومليشيات في اليمن”.
وقالت تحقيقات سي إن إن إن “السعودية والإمارات استخدمتا الأسلحة الأمريكية لشراء ولاءات المليشيات أو القبائل اليمنية”، في إشارة إلى استخدامها للقتال معها ضد جماعة أنصار الله.
الأكثر من ذلك ومن تحقيقات القناة الأمريكية فإن التقارير السنوية الصادرة عن لجنة الخبراء والعقوبات التابعين للأمم المتحدة بشأن اليمن كشفت أن جماعات إرهابية تابعة لتنظيمي القاعدة وداعش في اليمن تقاتل مع التحالف السعودي الأمريكي في اليمن ضد جماعة أنصار الله، وأضاف التقرير الصادر عن لجنة الخبراء بداية العام 2018 أن السعودية سلمت أسلحة متطورة ومعدات عسكرية بكميات كبيرة لتنظيمات إرهابية في اليمن.
| تقرير ناشيونال إنترست عن تجنيد التحالف للقاعدة لصالحه في المهرة |
في التاسع من مايو الماضي تناولت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، تقريرا حول الحضور المترسخ للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن وماذا يعني هذا الحضور بالنسبة لسلطنة عمان، وقالت المجلة -في تقريرها إن “من بين الملفات التي ناقشها الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي خلال حضوره نهاية أبريل الماضي الجلسة التي عقدها بعض البرلمانيين الموالين للرياض في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، تقريرا لقادة القبائل حول الوضع الهش في محافظة المهرة، أقصى شرقي البلاد.
وقالت المجلة إن الجلسة البرلمانية انعقدت وسط توترات متنامية بين الإمارات وسلطنة عمان بشأن الحرب في اليمن، بما في ذلك قرار السعودية نشر خمسة آلاف جندي على الحدود اليمنية العمانية بالإضافة إلى إرسال الآلاف من مقاتلي الميليشيات، منهم منتمون إلى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والسلفيين المتطرفين.
وفيما يتظاهر أبناء المهرة ضد الوجود السعودي في نشطون منذ مطلع العام 2017 و حتى الان كما تدور احتجاجات ضد السعودية في جميع مديريات المهرة التسع، أصر المحتجون ورجال القبائل في المهرة على أن المعسكرات العسكرية يجب أن ترحل وتخرج منها المليشيات القادمة من خارج المحافظة.
وحسب تقرير المجلة الأمريكية، ففي البداية توصل التحالف مع القبائل إلى اتفاق للقيام بذلك – أي بسحب القوات الأجنبية والمليشيات الخارجة عن مكونات الدولة اليمنية – ولكن تم انتهاك الاتفاقية وكان يعمل بها جنود معظمهم من محافظة أبين حيث تم تدريبهم من قبل القوات السعودية والإماراتية.
وأضاف التقرير “وعندما وصلوا إلى المهرة، تم تقديمهم في زي عسكري كونهم من جنود خفر السواحل اليمني، لكنهم كانوا في الواقع أعضاء ميليشيات يعملون خارج الدولة اليمنية، وكان بعضهم تابعين لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب”.
| تحقيق “بي بي سي” مسلحو القاعدة في اليمن “على جبهة واحدة مع التحالف السعودي” ضد الحوثيين |
وفي فبراير 2016 حصلت قناة “بي بي سي” البريطانية على أدلة تفيد بأن “قوات من التحالف الذي تقوده السعودية باليمن قاتلت خلال إحدى المعارك الكبرى على نفس الجبهة مع مسلحين موالين لتنظيم القاعدة ضد الحوثيين”.
وقالت القناة في تحقيق ميداني هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب على اليمن “زار الفريق الذي يعمل على وثائقي جديد لبي بي سي الخطوط الأمامية قرب مدينة تعز حيث توجد قوات من الإمارات والسودان ومسلحين تابعين لتنظيم القاعدة يقاتلون الحوثيين، لكن في نقاط تماس منفصلة”.
| اعتراف تنظيم القاعدة بنفسه |
وفي واحدة من العمليات العسكرية التي نفذها تنظيم القاعدة في اليمن ضد قوات حكومة صنعاء، أعلن التنظيم عن تنفيذه هذه العملية وفي الوقت ذاته أعلنت وسائل الإعلام السعودية عن تنفيذ نفس العملية بنفس المنطقة ونسبت تنفيذ العملية إلى قوات الجيش اليمني التابع لهادي والتحالف السعودي في حين نشرت وكالة أعماق الإخبارية التابعة لتنظيم القاعدة تفاصيل العملية ونسبت تنفيذ العملية إلى عناصر التنظيم في محافظة البيضاء وسط اليمن.
| أبرز قادة تنظيم القاعدة يقتلون وهم في صفوف قوات الرئيس هادي “الشرعية” |
منتصف أغسطس العام الماضي قتل المسؤول المالي لتنظيم القاعدة في اليمن المعروف باسم “أبو فواز” بنيران قوات حكومة صنعاء أثناء مشاركته في عملية زحف لقوات تتبع الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي في مأرب وسط اليمن.
وفي تقرير نشره “المساء برس” حينها، وأكد مصدر عسكري في صنعاء إن القيادي في تنظيم القاعدة وهو المسؤول المالي للتنظيم غالب عبدالله الزايدي “أبو فواز” شارك في زحف شنته القوات الموالية لهادي على تبة المطار بصرواح في محافظة مأرب اليوم السبت وقتل أثناء تصدي قوات حكومة الإنقاذ الوطني واللجان الشعبية الموالية لأنصار الله لهذا الزحف، مشيراً إلى مقتل قيادات أخرى من قوات هادي أبرزهم القيادي عبدالحكيم المرادي، والقيادي عمار عبدربه المرادي.
كما أفادت معلومات من مصادر موثوقة إن الزايدي كان أحد أبرز المخططين لعملية اقتحام والتفجير داخل مستشفى العرضي في العاصمة صنعاء مطلع ديسمبر 2013 والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والمرضى والأطباء في عملية إرهابية استهدفت منشأة طبية عسكرية لم يسبق أن حدثت من قبل.
إقرأ أيضاً: 2 مليون دولار مقابل جبهة كتاف.. التحالف يستقدم مقاتلين من “داعش”