علاقة شقيق عبدالوهاب الآنسي بأنصار الله.. وهروب قادة بالشرعية من الرياض إلى صنعاء
صنعاء – تقرير – المساء برس| رجحت مصادر سياسية رفيعة في صنعاء صحة الأنباء التي تحدثت عن تمكن عدد من قيادات حكومة المنفى “الشرعية” من الهروب من السعودية ومغادرتها نهائياً نحو عدد من الدول بينها اليمن ومنهم من وصل إلى العاصمة صنعاء “بعد بتنسيق مع سلطة المجلس السياسي الأعلى وجماعة أنصار الله” حسب قولها.
وأكدت المصادر إن شقيق عبدالوهاب الآنسي أمين عام حزب الإصلاح هو شخصية مقربة من جماعة أنصار الله، غير مستبعدة أن يكون لشقيق الآنسي دور كبير في الترتيب لعودة العديد من القيادات العسكرية والسياسية التي كانت موالية للشرعية والتحالف ومتواجدة في السعودية ودول أخرى وعودتها إلى صنعاء خلال الفترة الماضية.
| بينهم عبدالوهاب الآنسي.. قيادات بالشرعية تتمكن من الهروب من السعودية بعضها عاد لصنعاء |
في وقت سابق اليوم نقل “المساء برس” خبراً لموقع “عرب أميركا” والذي بدوره نقل تفاصيل الخبر عن مصادر في حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، مفاد الخبر أن قيادات من حكومة المنفى غادروا الرياض بصورة نهائية، مشيرة إن هروب قيادات الشرعية جاء بعد تسريب تسجيلات كشفت النقاب عن مفاوضات شديدة السرية بين قيادات من حزب الإصلاح تابعة للشرعية مع قيادات جماعة أنصار الله لتشكيل تحالف يمني ضد التحالف السعودي الإماراتي.
ونقل الموقع عن المصادر اليمنية بالشرعية قولها إن المغادرين توجهوا نحو عدد من الدول هي قطر وتركيا ومصر واليمن، وبشأن الواصلين إلى اليمن قالت المصادر إن بعضهم وصلوا إلى صنعاء وبعضهم إلى مأرب وآخرين إلى الجوف.
| مفاوضات شديدة السرية يقودها الآنسي مع أنصار الله |
المثير في المعلومات التي نشرتها صحيفة “عرب أمريكا” الإلكترونية والصادرة من الولايات المتحدة الأمريكية نقلاً عن مصادرها بالشرعية أن من بين الذين غادروا السعودية وعادوا إلى اليمن أمين عام حزب الإصلاح عبدالوهاب الآنسي، حيث أفاد مصدر للصحيفة الإخبارية أنه بات في مكان آمن داخل اليمن من دون أن يحدد المصدر طبيعة المكان أو المحافظة التي وصل إليها الآنسي، لكن المصدر أكد أن الآنسي يقود حالياً مفاوضات سرية مع أنصار الله حول “سبل مواجهة خطر إعادة تشطير اليمن”.
| شقيق عبدالوهاب الآنسي مقرب من أنصار الله أم قيادي بالجماعة؟ |
ولفتت المصادر إلى ما كان يتردد من أنباء خلال الأعوام الماضية والتي بدأت تحديداً بعد أشهر قليلة من بداية الحرب السعودية الإماراتية على اليمن من أن شقيق عبدالوهاب الآنسي ليس شخصية مقربة من أنصار الله بل يعد قيادياً بارزاً في الجماعة وأن كلاً من حزب الإصلاح وأنصار الله فضلا التكتم على هذه المعلومات.
وأشارت المصادر إلى أنه “من المرجح جداً أن يكون عبدالوهاب الآنسي – إذا صحت أنباء هروبه من الرياض – فالمرجح أن يكون قد اتجه إلى صنعاء خصوصاً وأن شقيقه يعد من المقربين من أنصار الله أو ربما من القيادات الفاعلة كما يُقال”.
| الإفراج عن نجل الآنسي بعد 8 أشهر فقط من اعتقاله |
وذكّرت المصادر بإفراج قيادة السلطة في صنعاء التي كانت تتولاها اللجنة الثورية العليا التي قادها أنصار الله وحلفائهم لإدارة الدولة، عن نجل عبدالوهاب الآنسي الذي ظل موقوفاً لدى السلطات الثورية منذ التدخل السعودي الإماراتي العسكري في اليمن وحتى تم الإفراج عنه بعد 8 أشهر فقط من اعتقاله، لافتة – المصادر – إلى أن الإفراج عن نجل الآنسي حينها قد يكون مؤشراً لوجود خط اتصال بين أنصار الله والإصلاح وأن الأخير لا يزال يحتفظ بخطوط رجعة في علاقته مع أنصار الله يمكن استخدامها وقت الحاجة.
| الإصلاح وإبقائه خطوط رجعة مع أنصار الله |
وبالنظر إلى ما يتعرض له الإصلاح وقياداته في “الشرعية” من صفعات واحدة تلو الأخرى من قبل التحالف بعد أن اتخذ من الحزب ومن هادي قفازات لشرعنة تدخله العسكري في اليمن أمام المجتمع الدولي على الأقل، تُرجح المصادر السياسية في صنعاء أن يكون الوقت قد حان بالنسبة للإصلاح لاستخدام خطوط الرجعة التي أبقى عليها قائمة مع أنصار الله، خاصة مع تزايد المخاطر على وحدة الجغرافيا اليمنية الساعية لتمزيقها وإن بشكل غير رسمي من قبل أبوظبي وبالتوافق مع الرياض، وهو الأمر الذي سيقود إلى فقدان الإصلاح كل أوراق بقائه ككيان سياسي داخل اليمن.
| جهود إقليمية لجمع أقوى مكونين حقيقيين فاعلين على الأرض في اليمن |
في نوفمبر العام الماضي كشف دبلوماسي يمني رفيع في المملكة المتحدة عن جهود تركية وقطرية تبذلها الدولتان لتحقيق تحالف استراتيجي بين أنصار الله مع حزب الإصلاح باعتباره ثاني أقوى مكون تنظيمي سياسي في اليمن.
وكشف الوزير المفوض – سابقاً – في الخارجية اليمنية التابعة لحكومة “الإنقاذ” عبدالله سلام الحكيمي والمتواجد في مدينة شيفيلد بالمملكة المتحدة البريطانية، في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه قناة “الميادين” اللبنانية بخصوص اللقاء المفاجئ الذي جمع كلاً من عبدالوهاب الآنسي ومحمد اليدومي بولي العهد الإماراتي محمد بن زايد في الشهر ذاته، كشف عن أن حزب الإصلاح استفاد من الحرب كثيراً وتمكن من إنشاء إمبراطورية مالية من خلال سيطرته في محافظة مأرب على منابع النفط والغاز والسيطرة على بنوك وغيرها، كما أنه القوة الرئيسية التي تقاتل مع التحالف وهو الأكثر قوة والأكثر تنظيماً وتأثيراً، وأن الزيارة المفاجئة لقيادات الحزب محمد اليدومي وعبدالوهاب الآنسي للإمارات واللقاء بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد إلى جوار وزير الخارجية البريطاني، تأتي في إطار “تسرب أخبار عن وجود نوع من التفاهمات أو المفاوضات ما بين التجمع اليمني للإصلاح وحركة أنصار الله برعاية تركية قطرية وربما إيرانية أيضاً تهدف إلى وحدة الصف اليمني”.
وقد اعتبر الحكيمي إن هذا التقارب “يعني خروج الإصلاح إلى الصف الآخر أو إلى الخندق الآخر المواجه للرياض وأبوظبي وهو ما سوف يؤدي إلى قلب الموازنات رأساً على عقب وسوف يؤدي إلى خلط الأوراق، وهذا ما لا تريده الإمارات والتحالف بشكل عام”.