المشاركة البريطانية القذرة بحرب اليمن.. 6300 بريطاني.. تفاصيل تقرير لـ”الجارديان”
لندن – المساء برس| “بريطانيا تقوم بالكثير في دائرة الحرب الوحشية المستعرة في اليمن منذ 4 سنوات، التي خلقت أكبر أزمة إنسانية في العالم؛ حيث تسقط القنابل من مقاتلات بريطانية يقودها طيارون مدربون في بريطانيا، ويجهزها داخل السعودية آلاف من الخبراء والمقاولين البريطانيين”.
بهذه المقدمة، لخصت صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على مشاركة بلادها في الحرب السعودية على اليمن، كاشفة أن هناك حوالي 6300 عسكري بريطاني داخل السعودية يساعدون الرياض في حربها، بموجب عقد موقع بين الحكومتين السعودية والبريطانية، وهو عقد يوفر الخدمات داخل البلد.
| ماذا يفعلون؟ |
وأضافت الصحيفة، في تقرير، أن هؤلاء العسكريين البريطانيين يتمركزون في قواعد العمليات الأمامية في السعودية؛ حيث يقومون بتدريب الطيارين السعوديين وإجراء الصيانة الأساسية ليلا ونهارا على الطائرات المستهلكة جراء الطيران آلاف الأميال عبر الصحراء السعودية إلى أهدافها في اليمن، كما أنهم يشرفون على الجنود السعوديين لتحميل القنابل على الطائرات.
وأشارت إلى أن هناك حوالي 80 من أفراد سلاح الجو الملكي البريطاني يتواجدون داخل السعودية، يعملون في صيانة الطائرات المقاتلة، أو كضباط اتصال داخل مركز القيادة والسيطرة، والذي يجري فيه اختيار الأهداف التي يتم قصفها داخل اليمن.
| قنابل بريطانية |
وسلطت “الغارديان” الضوء على الأسلحة البريطانية المشاركة في الحرب على اليمن، قائلة إن لندن وردت قنابل مصنوعة في شركتي “رايثيون” (فرع بريطانيا)، و”بي إيه إي سيستمز”، والتي تنتج قنابل من طراز “بافواي” و”بريمستون”، وصواريخ “كروز شادو”، وتقوم “بي إيه إي سيستمز” بتجميع الطائرات التي تسقط هذه القنابل على اليمن، في حظائر بقرية تابعة لمقاطعة لانكشاير.
ونقلت “الغارديان” عن “جون ديفيريل”، وهو ملحق سابق في وزارة الدفاع البريطانية، وملحق دفاعي موفد للسعودية واليمن، قوله إن السعوديين لم يكونوا ليتمكنوا من شن هذه الحرب دون بريطانيا، وهو ما أكده مسؤول في شركة “بي إيه إي سيستمز”، للقناة الرابعة البريطانية؛ حين قال: “من دوننا لن تتمكن طائرة نفاثة من الطيران في السماء خلال 7 إلى 14 يوما”.
| دعم الحرب البرية |
وكشفت الصحيفة أيضا أنه عندما قررت السعودية، العام الماضي، نشر قوات برية بأعداد كبيرة عبر الحدود، انضم البريطانيون إلى المهمة، وفي مايو/أيار 2018، تم إرسال عدد غير معروف من القوات البريطانية إلى اليمن لمساعدة القوات البرية السعودية.
منذ ذلك الحين، تقول “الغارديان”، نشرت صحفا عدة تقارير عن إصابة أفراد من قوات بريطانية خاصة في معارك بالأسلحة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون باليمن.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بموجب القانون البريطاني، من غير القانوني ترخيص تصدير الأسلحة إذا كان يمكن استخدامها عمدا أو بتهور ضد المدنيين، أو انتهاك القانون الإنساني الدولي.
وتؤكد “الغارديان” أن هناك أدلة دامغة على أن السعوديين ينتهكون بشكل صارخ هذه القواعد، ومع ذلك عندما يتم طرح أسئلة في البرلمان حول دور بريطانيا في الفظائع التي تحدث في اليمن، فإن وزراء حزب المحافظين يقتصرون عادة على ثلاثة ردود حساسة:
أولا: يزعمون أن بريطانيا تدير “واحدة من أقوى أنظمة تصدير الأسلحة في العالم”، ولا يمكن إلغاء العقود المبرمة ببساطة.
ثانياً: يقولون إن بريطانيا تسلح السعودية، لكنها لا تختار الأهداف في اليمن، وبالتالي فإن لندن لا تتحمل تبعات ما تفعله السعودية في اليمن.
ثالثًا: يقولون إن التحالف الذي تقوده السعودية يحقق بالفعل في انتهاكاته المزعومة للقانون الإنساني الدولي.
وترى الصحيفة أن هذه الإجابات قد تجاوزتها حقيقة الحرب الدموية في اليمن.
وقالت الصحيفة إنه منذ عام 2016، ألغت العديد من الدول أو أوقفت مبيعات الأسلحة إلى السعودية – بما في ذلك النمسا وبلجيكا وألمانيا وفنلندا وهولندا والنرويج والسويد وسويسرا- لكن بريطانيا والولايات المتحدة، اللتين تشكل طائراتهما العمود الفقري للأسطول السعودي القتالي، لا تزال صامدة ومستمرة في التعاون مع الرياض.
| تحرك قضائي بريطاني |
وحسب “الغارديان”، فإن هذا الوضع (دعم بريطانيا المستمر للسعودية في حربها باليمن) يمكن أن يتغير؛ حيث يبحث ثلاثة من كبار القضاة في لندن الآن حول ما إذا كان ترخيص الحكومة بمليارات الجنيهات من الأسلحة للقوات الجوية الملكية السعودية قانونيا أم لا؟.
وقالت إن حكما قضائيا من محكمة الاستئناف البريطانية متوقع صدوره هذا الأسبوع قد يجبر الحكومة هناك على تعليق التراخيص التي تبقي القنابل وقطع الغيار تتدفق إلى السعودية، وهي خطوة يمكن أن توقف نصف أسطول الرياض في غضون أسابيع.
واعتبرت أن القضاء البريطاني قد يقرر الآن الحد من قدرة بريطانيا على إدامة الحرب الجوية المدمرة في اليمن.
وروت الصحيفة أن النائب البريطاني المحافظ “أندرو ميتشل” زار مدرسة في صنعاء تم بناؤها بتمويل بريطاني، لكن التحالف الذي تقوده السعودية قصفها وقتل أطفالا كثر، وهناك سمع الأطفال يرددون هتافات: “الموت للسعوديين، الموت للأمريكيين..”، وقيل له إنه تم حذف المقطع الثالث للهتاف، من أجل زيارته، وكان المقطع “الموت للبريطانيين”.
وقالت إنه في 27 مارس/آذار 2015، أي بعد يوم واحد من سقوط القنابل الأولى على اليمن، أخبر وزير الخارجية البريطاني، آنذاك، “فيليب هاموند”، المراسلين الصحفيين أن بريطانيا “ستدعم السعوديين بكل طريقة عملية دون الانخراط في القتال”، لكن ما حدث بعدها كان مخالفا لذلك؛ حيث تم تسريع العمل في خطوط إنتاج القنابل بالشركات البريطانية لمواكبة سير القصف السعودي الشرس.
وأكدت “الغارديان” أن الصادرات العسكرية البريطانية إلى الرياض، تضاعفت حوالي 35 ضعفا في عام واحد، من 83 مليون جنيه إسترليني في عام 2014 إلى 2.9 مليار جنيه إسترليني في عام 2015.
وكشفت الصحيفة أن المتعاقدين البريطانيين يقومون بنحو 95% من المهام الضرورية لخوض العمليات الجوية السعودية في اليمن، وهو ما أكده أيضا مسؤول بريطاني سابق عمل في السعودية خلال الحرب على اليمن.
المصدر: نقلاً عن ترجمة خاصة بصحيفة “الخليج الجديد” لتقرير “الجارديان” – محمد الجوهري