الجنرال العجوز.. النهاية العارية

عمار علي أحمد – وما يسطرون – المساء برس|
لم يجد الجنرال العجوز علي محسن -المسؤل الاول عن القرار العسكري في اليمن- وسيلة لتبرير اخفاقاته وفشله في ادارة المعركة العسكرية مع المليشيات الانقلابية سوى حشد كتائبه الاعلامية التي ينفق عليها من المال العام وما يتسلمه من اسياده في المملكة لإلقاء مسؤلية الفشل والاخفاق في تحرير تعز وادارة المعركة العسكرية على كتائب ابو العباس والناصريين.

فقد نشرت صحيفة اخبار اليوم التي يمولها الجنرال العجوز تقريرا في عددها رقم (4623) الصادر يوم الأحد بتاريخ 16/6/2019م اتهمت فيه كتائب ابوالعباس بالعمالة لدولة الامارات وتنفيذ اجندتها في تعز واتهم التقرير في سياقه الناصريين – الحزب الناصري – حد قوله باعاقة تحرير تعز وانه بدا ظهيرا منسجما مع جماعة ابوالعباس في اقلاق ومحاولة اجهاض المشروع الوطني في تعز ، واضاف كاذبا بأن أمين عام الحزب حد قوله ظهر في التلفزيون اليمني بعيد انقلاب الحوثي واجتياح مليشياته للعاصمة صنعاء مبديا الانشراح والتشفي تجاه ما قامت به الجماعة الانقلابية التي بارك انقلابها.

ولم تتوقف الصحيفة ( بوق ) الجنرال العجوز عند هذا الحد ، بل نشرته في اليوم التالي وعلى لسان محررها السياسي مقالا بالغ الانحطاط ضد التنظيم الناصري وقياداته لكنه وللمفارقة تنطبق تمام على اوصاف مالكها الجنرال الموغل في الدماء والأموال.

يعتقد الجنرال العجوز انه ومن استاجرهم من كتاب الانحطاط قادرين بافترائهم واكاذيبهم على تزييف الحقائق وتزوير الوقائع لتضليل الرأي العام والنتصل من مسؤلية الفشل والاخفاق.

يعرف اليمنيون في الداخل والخارج ان محسن هو المسؤل الاول عن القرار العسكري وانه المسؤل عن ترشيح واختيار القيادات العسكرية واستصدار قرارات تعيينهم وقد اسند المسؤلية في معظم المواقع العسكرية لقادة لا يمتلكون القدرة والكفاءة ، مؤهلهم الوحيد انهم مقربين منه ومطواعين لأوامره وإرادته وشركاء له في فساده فأفسد المؤسستين العسكرية والامنية.

ضخم عديدها الذي تجاوز النصف مليون في الجيش لا وجود ولا أثر لهم في جبهات القتال ولا يتواجدون الا في الكشوفات وعند استلام المرتبات ذلك ما اكده وزير دفاعه في حديثه بمأرب قبل شهرين تقريبا بقوله ان 70%من المرقمين في الجيش بالمنازل.

منح الجنرال العجوز رتب عسكرية لمدنيين ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين الحليفة له واسند اليهم مع قادة عسكريين ينتمون لذات الجماعة قيادة الالوية العسكرية وقيادة التشكيلات العسكرية في الالوية ولم يبذل اي مجهود ولا القيادات التي اسند اليها المسؤلية خلال ما يزيد عن اربع سنوات لبناء جيش منضبط وبعقيدة قتالية وطنية وهذا هو اهم أسباب الفشل والاخفاق في تعز وغيرها من الجبهات.

وهنا نقول للجنرال وكتبته المستأجرين وأبواقه البائسة كيف لجيش لا يقود تشكيلاته من ادنى وحتى اعلى تشكيل عسكريين محترفين ولا تعرف تشكيلاته ومنتسبيه الحد الادنى من الانضباط وليس له عقيدة قتالية واحده بل عقائد متعددة ان يصنع انتصار ؟! وكيف سيكون الحال و70%من منتسبي هذا الجيش في البيوت باقرار وزير الدفاع.

واذا سلمنا جدلا بان جماعة ابوالعباس والناصري وقائد اللواء ٣٥ هم الذين اعاقوا تحرير تعز حد قول صحيفة الحاضري
فمن الذي اعاق النصر في جبهة نهم المتوقفة منذ سنوات وفي جبهة صرواح وفي جبهة الضالع التي عادت اليها المليشيات الانقلابيه وتول الوية العمالقة والمقاومة الجنوبية وقف تقدمها وتطهير المناطق التي عادت اليها.

واذا يصم التقرير ابو العباس بالارهابي الذي ادرج اسمه على قوائم وزارة الخزانة الامريكية ، ومع ان ادراج ابوالعباس في تلك القائمه كان بناء على معلومات قدمها الجنرال.

فان محسن هو راعي الجماعات الارهابية في اليمن، هل يعتقد الحاضري ان اليمنيين لا يتذكرون جهود محسن الحثيثة والجماعة الحليفه له في حشد شباب اليمن للقتال في افغانستان وتمويلهم بجمع الاموال؟ وهل تعتقدون ان اليمنيين لايتذكرون صناديق التبرع للمجاهدين في كل المساجد ؟هل يعتقد الحاضري ان اليمنيين لا يتذكرون اعترافات قائد جيش عدن ابين الاسلامي بارتباطه بولي نعمته علي محسن.

افلاس كتاب الجنرال والجماعة الحليفة له يتجلى بما ورد في التقرير من افتراء وكذب مكشوف في محاولة بائسة لتشوية مواقف التنظيم وامينه العام من انقلاب الحوثي واجتياح مليشياته للعاصمة ويكفي هنا ان نذكر ببعض مواقف التنظيم وامينه العام التي ماتزال في ذاكرة اليمنيين فقد كان التنظيم هو المكون السياسي الوحيد الذي رفض التوقيع على اتفاق السلم الشراكة يوم اجتياح المليشيات للعاصمة في ٢١ سبتمبر٢٠١٤ م لرفض الحوثيين التوقيع على الملحق الامنى المتظمن التزاماتهم بالانسحاب من المدن واخلاء مؤسسات الدولة، واول من وصف اجتياح المليشيات للعاصمة بانه انقلاب
وهوالمكون الذي دعى لمقاومة الانقلاب بالوسائل السلمية بعد ان وضعت المليشيات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء تحت الاقامة الجبرية ودعى للتظاهر ونزلت قيادة التنظيم لتقود المظاهرات في الشارع ، كما كان التنظيم هو المكون السياسي الوحيد الذي تمسك بالشرعية التوافقية والدستورية وشرعية رئيس الجمهورية المنتخب من الشعب رئيسا توافقيا ورفض القبول بمجلس رئاسة في الوقت الذي تخلى فيه محسن والجماعة الحليفة له عن الرئيس وعن الشرعية الدستورية والتوافقية رغم ما يمتلكونه من سلاح ومسلحين ووحدات عسكرية مجهزة بالسلاح والعتاد فاستسلم الجنرال وترك معسكره وقواته وولى هاربا وتحت صفة ” حرم السفير السعودي ” فيما مرشد الجماعة الحليفه للجنرال قال على طاولة حوار فندق موفمبيك نحن-يقصد هو وجماعته – في حالة تماهي مع الحوثيين وكان اكثر الحاضرين حماسا للقبول بالانقلاب والموافقة على مجلس الرئاسة حسب الاعلان الدستوري للانقلابيين.

ان المتابع لتطورات الأحداث الأخيرة يمكن له أن يفهم لماذا بات الجنرال العجوز وجماعته يبحثون عن شماعات لتعليق فشلهم.

فتصاعد الهجمات الحوثية على مطارات ومواقع مدنية في دولة التحالف وخاصة السعودية ولد ردود أفعال غاضبة لدى الرأي العام في السعودية من الفشل في الحسم العسكري في اليمن ، وارتفعت بشكل محلوظ اصوات السعوديين بالتساؤل وبغضب عن اسباب ذلك.

هذه الاصوات اجمعت في غالبيتها بان الفساد الذي يعتري الشرعية وخاصة في الجانب العسكري هو السبب في ذلك وليس قوة الحوثيين ، والجميع يعلم بأن الجنرال العجوز وجماعته هم المتحكمين في هذا الجانب.

بتتبع سريع لما كتب ابرز الكتاب والمحللين في السعودية في الأيام الأخيرة ، يدرك حجم التغيير في النظرة للأمور في اليمن ، وان المزاج السعودية بات قريبا من نظيره الاماراتي الذي يرى في الجنرال وجماعته سببا في الاخفاق العسكري.

هذه القناعة التي بدأت تتشكل ترعب الجنرال العجوز وجماعته من انقلاب الموقف السعودية تجاههم ، لذا نرى هذه الهستيريا الاعلامية لأبواقهم في البحث عن شماعات لفشلهم المخزي وسياساتهم القذرة في تحويل الحرب الى استثمار مربح لهم.

قناعة وصلت الى حتى الى اقرب المقربين من الجنرال العجوز ، دفعت بالكاتب والمحلل المعروف عادل الأحمدي بانه من اشد المقربين له الى ان ينفجر بالهجوم عليه من على شاشة سهيل ، ويصفه بالفاسد وسارق الأموال والذخائر.

كنت استمع لكلمات الأحمدي مذهولا وغير مصدق لها ، رسمت لي بشاعة الخاتمة التي يعيشه هذا الجنرال العجوز المتخم من الأكل من شجرة الفساد وهو يقف اليوم عاريا يبحث عن ما يواري به عورته.

المصدر: مقال منشور للكاتب في موقع “الرصيف برس”

قد يعجبك ايضا