لماذا التصعيد الآن؟ وتحذير جديد للمدنيين وشركات الطيران بالسعودية
صنعاء – المساء برس| حذرت قوات الجيش اليمني من جديد جميع المواطنين والشركات العاملة في الأراضي السعودية وكافة شركات الطيران الابتعاد عن المواقع العسكرية والمطارات السعودية.
ودعا المتحدث باسم قوات الجيش اليمني في العاصمة اليمنية صنعاء العميد يحيى سريع “شركات الطيران والمدنيين للابتعاد عن المطارات والمواقع العسكرية كونها أصبحت أهدافاً مشروعة”.
وقال سريع في تصريح رسمي لوكالة الأنباء الرسمية إن الاستهداف الذي وقع فجر اليوم الجمعة على مطار أبها وهو الهجوم الثاني خلال أقل من 48 ساعة، واستخدمت فيه القوات اليمنية طائرات من دون طيار يمنية الصنع تابعة لسلاح الجو المسير، قال سريع إنها استهدفت رادارات الملاحة الجوية في المطار وأدت الهجمات إلى خروج المطار عن الخدمة وتعطيل الملاحة فيه.
ونفى المتحدث باسم وزارة الدفاع في صنعاء ما نشرته وسائل إعلام سعودية من اعتراض خمس طائرات مسيرة وإفشال الهجوم، وقال سريع “غير صحيح ما يدعيه النظام السعودي من اعتراض الطائرات المسيرة فقد وصلت وأصابت أهدافها بدقة عالية بفضل الله وكرمه”.
وأكد متحدث قوات صنعاء للنظام السعودي إن عمليات الجيش اليمني “مستمرة باتجاه المطارات والمواقع العسكرية بصورة متصاعدة طالما استمر العدوان والحصار على بلدنا وأنها أصبحت غير آمنة”.
| التصعيد العسكري اليمني ورفع القدرة الإنتاجية من الطائرات المسيرة |
وصعدت القوات اليمنية وجماعة أنصار الله من هجماتها على الأراضي السعودية المستهدفة للمنشآت العسكرية والمنشئات الحيوية الهامة داخل السعودية بما فيها منشآت نفطية.
ومنذ مطلع العام الجاري تمكنت وحدة التصنيع الحربي بوزارة الدفاع التابعة لسلطة صنعاء الموالية لأنصار الله من تطوير القدرة الإنتاجية للأسلحة اليمنية المستخدمة في مواجهة التحالف العسكري السعودي الإماراتي والمدعوم بشكل مباشر من الجيشين الأمريكي والبريطاني.
وتنتج القوات العسكرية اليمنية مختلف أنواع الذخائر الخاصة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة بالإضافة إلى إنتاج صواريخ باليستية قصيرة المدى ومتوسطة المدى وتمكنت من إنتاج صواريخ يمكنها قطع مسافة أكثر من 1500 كم، كما تمكنت من إنتاج صواريخ تعد نسخة متطابقة من صواريخ توشكا الروسية بالإضافة إلى إنتاج صواريخ باليستية ذكية قادرة على توجيه مسارها نحو نقطة محددة في الهدف المقصود.
ومؤخراً تمكنت القوات اليمنية من رفع القدرة الإنتاجية لطائرات الدرون، حيث استحدثت سلطات صنعاء بوزارة الدفاع وحدة عسكرية جديدة هي وحدة سلاح الجو المسير والتي تعمل على تصنيع وتشغيل الطائرات المسيرة اليمنية وقد سبق وأنتجت صنعاء 5 أنواع من الطائرات المسيرة العام 2017 غير أن هذه الطائرات كانت مخصصة للرصد الجوي والمراقبة والأعمال التجسسية، ومع تطوير العمل على زيادة كفاءة الطائرات المسيرة تمكنت قوات صنعاء من إنتاج طائرات مسيرة قادرة على التخفي عن الرادارات العسكرية وأنظمة الدفاع الجوي.
وقبل شهرين تقريباً أعلنت القوات اليمنية رفع سقف برنامجها التسليحي عبر الصناعة المحلية خاصة في مجال إنتاج الطائرات المسيرة، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع في مؤتمر صحفي أن التصنيع الحربي بات بإمكانه إنتاج طائرة مسيرة مقاتلة واحدة كل 24 ساعة ما يعني قدرة الجيش اليمني من إنتاج 360 طائرة مسيرة مقاتلة خلال العام الواحد.
| لماذا وسعت القوات اليمنية من دائرة أهدافها ضد السعودية |
ومنذ رفع سلطات صنعاء سقف برنامجها التسليحي والإنتاجي لطائرات الدرون المتطورة والقادرة على إصابة أهدافها بدقة كبيرة جداً تضاهي طائرات الدرون التي تنتجها الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وفق محللين عسكريين عرب، ومنذ ذلك الحين باشرت صنعاء تنفيذها تصعيداً عسكرياً ضد كل من السعودية والإمارات بهجمات ضد أهداف عسكرية وحيوية داخل أراضي الدولتين بالإضافة إلى هجمات أخرى تستهدف نقاط تواجد القوات السعودية أو الإماراتية داخل الأراضي اليمنية، ويهدف التصعيد اليمني ضد التحالف السعودي الإماراتي إلى تحقيق ضغط عسكري يدفع الرياض وتحالفها إلى الرضوخ للحل السلمي ووقف الحرب ورفع الحصار الكلي عن المطارات والموانئ والمنافذ البرية اليمنية.
| الاستراتيجية العسكرية لقوات صنعاء ضد التحالف من الآن وصاعداً |
ولأول مرة تستهدف القوات اليمنية منشآت مدنية داخل السعودية منذ بدء الحرب على اليمن، ولكن من دون التسبب بإحداث خسائر بشرية في صفوف المدنيين على عكس ما فعله التحالف السعودي في اليمن، فبعد أكثر من 4 أعوام من الحرب التي قادتها الرياض وأبوظبي على الأراضي اليمنية ودمرت فيها معظم المنشئات المدنية كالمطارات والموانئ ومنشئات الاتصالات واستهدفت معظم غاراتها الجوية المدنيين في اليمن، بدأت القوات اليمنية بتوسيع أهدافها التي تضربها داخل السعودية والإمارات وتحديد قائمة من 300 هدف ما بين عسكري وحيوي، ويقصد بالأهداف الحيوية المنشئات الاقتصادية الهامة التي يؤدي توقفها عن العمل إلى توقف ضخ السعودية وتمويلها لحربها باليمن بالإضافة إلى منشئات حيوية أخرى كالمطارات المدنية والموانئ التجارية الرئيسية والتي يأتي استهدافها كما هو متوقع في إطار الرد اليمني على فرض التحالف السعودي حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على اليمن ومنع تشغيل المطارات اليمنية وعلى رأسها مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات المدنية والتجارية والتسبب بمقتل نحو أكثر من 300 ألف مريض عجزوا عن السفر خارج اليمن لتلقي العلاج في الخارج، بالإضافة إلى أن قصف الأهداف الحيوية كالموانئ كما هو متوقع في الفترة المقبلة سيكون رداً على استمرار التحالف فرضه حصاراً على الموانئ اليمنية وعلى رأسها ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي تدخل عبره 70% من واردات اليمن التجارية بما فيها المشتقات النفطية، بالإضافة إلى أنه الميناء الوحيد الذي تدخل عبره المساعدات الإغاثية الدولية بنسبة 100%.
إلى جانب الـ(300) هدف عسكري وحيوي المعلنة عن أنها ستستهدف من قبل القوات اليمنية، اتخذت الأخيرة استراتيجية عسكرية برية داخل أراضي جيزان ونجران وعسير جنوب السعودية، ومؤخراً أعلنت وزارة الدفاع سيطرتها على 20 منطقة عسكرية هامة دفعة واحدة داخل أراضي السعودية، بالتزامن مع ذلك ظهر وبشكل مفاجئ وزير الدفاع في حكومة صنعاء الموالية لأنصار الله اللواء محمد ناصر العاطفي وهو يتجول في مناطق داخل السعودية على مشارف مدينة نجران ويشير بيده في مقطع فيديو نشره الإعلام الحربي للوزارة إلى أعمدة الإنارة الخاصة بمطار نجران الإقليمي.
| توقيت تصعيد قوات صنعاء ضد التحالف |
ووفقاً لتصريح حصل عليه “المساء برس” من مصدر رفيع ومقرب من صانعي القرار في صنعاء فإن اختيار توقيت التصعيد العسكري ضد السعودية والإمارات يأتي بالتزامن مع فشل جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى اليمن بعد رفض التحالف السعودي الإماراتي تنفيذ ما عليه من التزامات إزاء اتفاقية استوكهولم بشأن إعادة الانتشار في الحديدة، المدينة الساحلية غرب اليمن، خاصة بعد أن قام طرف صنعاء بتنفيذ ما سبق وأعلنه قبل أشهر من استعداده تنفيذ الجزء الأول من اتفاق الحديدة حتى وإن كان هذا التنفيذ من طرف واحد، أي انسحاب قوات صنعاء دون انسحاب مسلحي التحالف السعودي، وهو ما حدث بالفعل بعد أن وافقت الأمم المتحدة عبر مبعوثها الأممي مارتن غريفيث على مقترح طرف صنعاء بتنفيذ الانسحاب من طرف واحد كإثبات لحسن النية لوقف الحرب والاتجاه للحل السياسي، غير أن انسحاب صنعاء لم يقابله أي انسحاب من قبل الطرف الآخر، بل على العكس من ذلك أوعزت الرياض لسلطة “الشرعية” الحكومة اليمنية المنفية والمقيمة في الرياض بطلب إيقاف عمل المبعوث الأممي وتغييره، وهو ما رفضته كلاً من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.