“تقرير” بعد 3 سنوات من العمل صنعاء تقترب من إنتاج منظومة الدفاع الجوي

صنعاء – تقرير خاص – المساء برس| أعلنت وزارة الدفاع اليمنية التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء عن اقترابها من الانتهاء من إعادة جاهزية وصناعة منظومة دفاعات جوية مختلفة، وهو تطور يمكن أن يمثل تحولاً نوعياً في مسار الحرب ويفرض معادلة عسكرية جديدة بين صنعاء والرياض وحلفائها.
وقال وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي خلال اجتماع عسكري بصنعاء أمس السبت، أن القوات اليمنية “طورت وصنعت الصواريخ والطائرات المسيرة المسلحة والهجومية وتمكنت من صناعة القذائف والعديد من الأسلحة الأخرى، وأضاف “ونحن الآن في المراحل الأخيرة من إعادة جاهزية وتطوير وتصنيع الدفاعات الجوية المختلفة”.
وفي رسالة يبدو أن صنعاء أرادت توجيهها إلى الرياض وأبوظبي ومن يدعمهما، أكد العاطفي أثناء مخاطبته القيادات العسكرية بالقول “سنذهل المتكبرين والمتغطرسين والمعتدين على الشعب اليمني بالمفاجآت التي لن يتوقعوها على الإطلاق”، وأضاف أيضاً “القوات المسلحة واللجان الشعبية أصبحت اليوم تمتلك زمام المبادرة في توجيه الضربات الموجعة والمزلزلة”.
كما كشف العاطفي عن أن “قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة قامت بالتخطيط وإعادة الترتيب للقوات المسلحة على مختلف مسارح العمليات وفي مختلف المناطق العسكرية وجبهات المواجهة”، مضيفاً إن القيادة العليا للجيش بدأت في تنفيذ المرحلة الأولى على أرض الواقع فيما يخص إعادة تخطيط وترتيب القوات المسلحة وأن القوات تحولت من الدفاع إلى الهجوم.
وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية المستقبلية للقوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء في المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف، قال العاطفي “سنحرر كل شبر من الوطن وسندافع عن الجمهورية اليمنية وسيادتها ووحدتها ومقدراتها حتى تحقيق النصر الكامل لشعبنا ووطننا والأجيال القادمة”.

| مصير منظومتي الدفاع الجوي المعلن عنهما في 2017 و2018 |

وسبق أن أعلنت وحدة الدفاع الجوي بوزارة الدفاع في مايو 2017 عن منظومة دفاع جوي جديدة تم تجربتها بنجاح على طائرة حربية تابعة للتحالف من طراز “إف 15″، لكن تلك المنظومة لم تتمكن من تحييد سلاح الجو الحربي التابع للتحالف، على الرغم من أن تلك المنظومة التي لم تكشف صنعاء عن تفاصيلها ومواصفاتها تمتلك حاسية استشعار عالية في تعاملها مع الطائرات الحربية في الجو.

ومطلع العام 2018 أعلنت وزارة الدفاع عن إدخال صواريخ دفاع جوي لأول مرة منذ بداية الحرب على اليمن إلى أرض المعركة، معلنة استهدافها طائرتين حربيتين للتحالف تم إسقاط الأولى وهي من نوع “تورنيدو” في محافظة صعدة، وإصابة الثانية من نوع “إف 15″.
واكتفت السعودية حينها بالاعتراف جزئياً بالهجوم على طائراتها حيث اكتفت بالقول إن طائرة حربية تابعة لها تعرضت لخلل فني أدى إلى سقوطها أثناء تنفيذها مهمة عسكرية داخل الأراضي اليمنية وأن الطيار تمكن من إنقاذ نفسه، في حين لم تشر إلى الطائرة الثانية التي بث الإعلام الحربي التابع لوزارة دفاع صنعاء مشاهد لإصابة صواريخ الدفاع الجوي لها.

غير أن عدم استمرار هذه المنظومات في العمل وتغطية مجالات جوية واسعة تمكنها من تحييد طيران التحالف، أدى إلى إعادة وحدة التصنيع العسكري لإنتاج منظومة دفاع جوي جديدة تحمل خصائص وتقنيات أكثر تطوراً وتعمل بفعالية أكبر، وهو ما تعمل عليه وحدة التصنيع العسكري بوزارة الدفاع منذ نحو عامين وحتى اللحظة للخروج بمنظومة دفاع جوي جديدة مصنعة محلياً بشكل كامل، حسب ما صرح به مصدر عسكري لـ”المساء برس” رفض كشف هويته، مشيراً إلى أن “المنظومة التي تم إعلانها في 2017 وصواريخ الدفاع الجوي التي تم إعلانها مطلع 2018 دفعتا طيران العدو إلى تخفيف استخدامه للطيران الحربي التقليدي والتعويض عن ذلك باستخدام طائرات بدون طيار مقاتلة”.

شاهد لحظة إصابة طائرة f 15 تابعة لقوات التحالف في سماء صنعاء 07 01 2018

ومنذ التدخل العسكري للرياض وأبوظبي وواشنطن وبريطانيا في اليمن تعرضت منظومات الدفاع الجوي للتدمير وتمكن التحالف من إخراجها عن الخدمة خلال الأسبوع الأول من الحرب على اليمن.
وسبق أن أعلنت الدفاع اليمنية استعادة قوات الدفاع الجوي قدراتها العسكرية تدريجياً، وقالت إنها “أصبحت أقوى وأقدر على المواجهة والتصدي لسلاح الجو المعادي”.

| ويكيلكس كشفت عن تدمير الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي اليمني بتوجيهات أمريكية مباشرة بعهد صالح وهادي أكمل ما تبقى |

كشفت وثائق ويكيليكس أن الولايات المتحدة الأمريكية مارست ضغوطاً على نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح لتدمير وتفكيك صواريخ الدفاع الجوي تحت ذريعة أنها تهدد العمليات الجوية الأمريكية بطائرات الدرون ضد أهداف تتبع تنظيم القاعدة داخل اليمن، وتكشف الوثائق أن خبراء أمريكيون قاموا بالإشراف على تعطيل منظومات الدفاع الجوي مقابل دفع تعويضات لنظام صالح، وحسب الوثائق فقد جرت بالفعل عملية تدمير الصواريخ بين عامي 2004 و2007، لكن صالح لم يسمح بتدمير كل صواريخ الدفاع الجوي وحاول إخفاء بعضها في الوقت الذي كانت فيه وزارة الدفاع تنكر علناً امتلاكها المزيد من الصواريخ وبالمقابل كان يشترط صالح على واشنطن منحه منظومة دفاع جوي جديدة مقابل تسليمه الصواريخ المتبقية التي تريد تدميرها.

لكن مصادر عسكرية يمنية رفيعة بعضها تحالف مع الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي والتحالف السعودي الإماراتي أكدت أن عملية تفكيك السلاح اليمني خصوصاً منظومة الدفاع الجوي استمرت وبشكل أكبر خلال الفترة الانتقالية خلال الأعوام 2012 و 2013 و2014، وهو ما أعادت وزارة الدفاع عهد الرئيس الراحل صالح الصماد تأكيد حدوثه حيث أصدرت بياناً عسكرياً عن وحدة الدفاع الجوي قالت فيه إن “وحدة الدفاع الجوي رغم تعرضها للتدمير ومحاولة إخراجها عن الخدمة من قبل رموز العمالة والخيانة بالنظامين السابقين قد استعادت قدراتها تدريجياً”.

| المنظومتان اللتان تم الإعلان عنهما سابقاً تمكنتا من إجبار التحالف على تقليص طلعاته الجوية |

وسعت قوات صنعاء منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف إلى تفعيل منظومات الدفاع الجوي التي كانت موجودة من قبل والتي لم يتمكن التحالف من معرفة مواقعها وتبين لاحقاً أنها كانت شبه معطلة وتم تفكيكها وإخراجها عن العمل في السنوات الأخيرة لحكم علي عبدالله صالح واستمرت خلال الفترة الانتقالية أي منذ صعود الرئيس هادي للحكم، لكن الهجمات الجوية على مواقع العدد الأكبر من هذه المنظومات ولأكثر من مرة أدى إلى عرقلة تفعيل الدفاع الجوي ولم تتمكن القوات اليمنية من تحييد طيران التحالف الحربي.
وهذه المرة يرى مراقبون إن تصريحات اللواء العاطفي لا يمكن أن تأتي من فراغ، وبما أنه قال إن القوات أوشكت على الانتهاء من إعادة تشغيل وتصنيع منظومات مختلفة للدفاع الجوي، فإن على التحالف السعودي الإماراتي أن يأخذ تصريحاته على محمل الجد.
وأضاف المراقبون في حديث لـ”المساء برس” بالقول “نعتقد أن التحالف قد أدرك مبكراً أن الإعلانين السابقين لصنعاء في 2017 و2018 بشأن منظومة الدفاع الجوي لم يكونا مجرد تصريحات فقد تمكنت القوات من إسقاط طائرات حربية واعترف التحالف ببعضها ونعتقد أن التحالف مقتنع بأن صنعاء تمكنت من تطوير منظومة دفاع جوي ولهذا شهدنا تقليصاً من التحالف للعمليات الجوية المنفذة بطائرات حربية والاتجاه نحو الطائرات المسيرة الدرون المقاتلة التي تشتريها الرياض وأبوظبي من الولايات المتحدة الأمريكية والصين”.

قد يعجبك ايضا