قصيدة فلسطينية “قمة نافخي الكير”.. صرنا نعادل مظلوماً بمن ظلما
د. أحمد حسن المقدسي* – المساء برس|
“قمــة نافخي الكير”
يا نورس َ البحر ِ هل ضاقــتْ عليك َ سـَــما
أم ْ إن َّ جرحـَك َ مِثلــي بَعْـد ُ ما التـَأما ؟
أمـّــا أنــا فـَــسُموم الـــغـَدْر ِ تــَخـْنـُقـُني
ونِصْـــف ُ شــعبي ْ عليل ٌ يرتدي الخِـيَمـا
يا نورس َ البحر ِ قــد تـاهـــت بـَواصـِلـُنا
صِـرنا نـُعادِل ُ مـَظلوما ً بـمن ْ ظـَـلـَـما
في قـِــمَّة ٍ للعـُـهْر يأتي القــوم ُ ثانـية ً
كـَنافِـخ ِ الكِـيْر ِ غير َ الحـَـرْق ِ ما غـَنِمـا
فـَـتافِه ٌ ســـوف يُـزْجـِـينا نصـائــِحـَه
وجـاهِل ٌ – بامـتياز ٍ – ينــشر ُ الحِـكـَــما
وتاجــر ٌ ســـيُغـطـّي قــُــبح َ سـَــوأتِـه ِ
بخـُـطبة ٍ تــُــشـعل ُ النـيران َ والحـِــمَمَـا
أمـَّـا العميــل ُ فحـَدِّث ْ عــنه ُ لا حـَــرَج ٌ
فـسوف َ يـُصبح ُ نِـسرا ً يـَـذرَع ُ القـِـمـَمَا
لـــو الرجــولة ُ للأقـــوال ِ مـَرْجــِـعُـها
كان الأتـان ُ لأ ُسـْــد ِ الغاب ِ قــد حـَكـَما
*******
مـــاذا ســأكتب ُ والأيـــــام ُ قاحـِـــلة ٌ
وأمـَّـــتي تحتـسي في كأســِها السـَّقـَما
عشرون َ مـُؤتمـرا ً حـَطــَّـت ْ بخيمتنا
ومــا يـزال ُ عِــداء ُ الأمـس ِ مـُحْـتد ِِما
عشرون مؤتمرا ً والناس ُ فـي ألـَــم ٍ
نـِصْف ُ الرَّعـِيَّـة ِ ضـاو ٍ يـَكـْـظِـم ُ الألـَـما
عشرون مؤتمرا ً فاضـَـت ْ فضائِلـُها
مـِليون ُ حـُـرّ ٍ أ ُبيدوا فــي بـِحار ِ دِمـَــا
عشرون مؤتمرا ً كانـت حـَصيلتـُها
جـَماجما ً، لــو جمعناها أصـبحت ْ هـَــرَما
مــــاذا يـُـقدِّم ُ خِــصيان ٌ بـرابـِرة ٌ ؟
وكـُـلـُّهم لـِـحذاء ِ الغــَـرْب ِ قــــد لـَثــَـما
والكـُل ُّ عاهـَـد َ إسـرائيل َ مـِن زمـن ٍ
وأصــــبحوا عــــند َ حاخامـِها خــَــدَما
وكلما زادهـَم صـُــهيون ُ خـَـــوْزقـَة ً
ترى الزعـيم َ على الخـازوق ِ مـُبْـتـَسـِما
قـَتـْل ُ الشعوب ِ مع الإذلال ِ حـِرفـتـُهُم
حــتى الجـَنين ُ لـَــدَينا صـــار مـُتـّهـَــما
*********
هـذا الزمـان ُ زمـان ٌ صار مـُنـْقـَلـِبا ً
بــات العمــيل ُ لــدينا ثــائرا ً شــَـهـِـما
عـواهـِر ُ الحـي ِّ تـشدو في مَرابِعِـنا
تـَـبيعـُنا الــوهـم َ والإسـْــفاف َ والعـَــدَمَا
يأتي الزعيم ُ لحفل ِ الرقص ِ حِكـْمَـتـُه
لـَـئَن ْ سـَلِمْـت ُ فإن َّ الكــون َ قد سـَــلِما
خـَلف َ الزعــيم ِ إمـام ٌ بـــاع َ لـِحـْيـَتـَه
وشاعر ُ القصر ِ غيـْر َ الـــزور ِ ما نـَظـَـما
وفــــي النـهاية ِ يأتينا مـُـسـَيْـلـَمـَة ٌ
لـِيطـْـلـُب َ الصـَّـفـْح َ من أسيادهم نـَــدَما
تلك َ الرؤوس ُ من الأفكار ِ فـارغــة ٌ
كـُـــل ٌّ يـَـشيل ُ علـــى أكتــافه ِ قــَــــدَمَا
فهل تــَبَـقـَّى لديكم ما يـُباع ُ تـُرى ؟
مـِن ْ بعــدما بـِعْــتـُم الأوطـان َ والذ ِّمـَمـَا
بارَت ْ بـِضاعتـُكـم فالناس ُ تعــرفكم
حتى الرضيع ُ غـدا مِـنْ كـِـذ ْبِكم سـَــئِـما
تـَوارَثوا الشعب َ جـِيْلا ً بعد َ سـابـِقِه ِ
كأنما رحـْــم ُ هـــذه الأرض ِ قـد عـَقـِـما
هذي الشعوب ُ سـَتـَصحو بعد َ سـَكـْرتِها
كـُـــل ٌّ يُحطـِّــم ُ في مـِحرابـِه ِ الصـَّــنـَمـا
*********
يا أمــة ً تحتسي الأوهـام َ صـاغِـرة ً
مـِــن ْ مـُجرم ٍ أصــبح الجـَــلاد والحـَـكـَما
مـِن َ المحيط ِ إلى رُكـْـن ِ الخـليج أرى
نـَـيْرون َ عـــاد َ وفـــي أعـماقـِنا جـَـــثـَمَا
والقدس ٌ صارت لدى العربان ِ جارية ً
يُقايـضون َ بــــــها التيـــجان َ والعـَـــلـَما
ومـَــــن ْ يبيع ُ فلســطينا ً ومـَــسجدها
مـِـن َ المـُحال ِ يـَصون ُ البيت َ والحـَــرَما
يا شـَعـْب َ يَعـرُب هذا اليوم َ فـُرْصتـُكم
تحـــرَّكوا وامـلؤوا أفواهـَـهـَم جـِـــــزَمَا
********
يا نورس َ البحر ِ خـَــبِّر ْ عن أحِـبَّـتِنا
ألـَـم ْ يزل ْ ثـَغـْر ٌ برغم ِ الموت ِ مـُبْتـَسِما ؟
شـَــراذِم ُ الأرض ِ بالفِـــسفور ِ تـَحرقنا
ونحــن ُ نـُـشْـبِـِعـُهم – واعارَنا – قـِـــمَـمَا
إني احتـَـسَيت ُ كؤوس َ القـَهر ِ طافحة ً
وقـِــئـْت ُ فوق َ عروش ٍ أبـْـدَت ِ الصَّـمَمَا
تـَـدافـَعـوا يا قطيعا ً مـِـــن أبالـِــــسَـة ٍ
وامـشوا كـسِرْب ِ خـطايا ينــشرُ السأما
فـــإن َّ قـِمتـَكم جـُـــثمان ُ عاهـِــــــرة ٍ
وكـُـل ُّ مـَـن سـار َ في تـَشـْييعِها أثـِــمَا
*********
سـَـتـَضـْرُطون َ بـــيانا ً فــــيه ِ ذِلـَّـتــُـكـُم
ينـْعـى المروءة َ والأخــلاق َ والــشَّـمَـمَا
هــذا البيان ُ بـِبوْلـي ســـوف أنـقــَعـُـه ُ
لأنـــــه لا يســـاوي الحـِبـْر َ والـقـَـــلما
* الشاعر الفلسطيني الدكتور أحمد حسن المقدسي، وكتب هذه القصيدة رداً على القمة العربية في مارس 2009، لكن القصيدة كأنها تتحدث عن القمة الطارئة التي دعت لها السعودية وعقدت في مكة المكرمة.
المصدر من أرشيف صحيفة عرب تايمز الصادرة من الولايات المتحدة الأمريكية