المشاط يبعث برسالة توضيحية لزعماء الدول المجتمعين بقمة مكة المكرمة
صنعاء – المساء برس| بعثت الرئاسة اليمنية في صنعاء برسالة تضمنت خطاباً مختصراً من رئيس المجلس السياسي الأعلى، أعلى سلطة في صنعاء، مهدي المشاط، إلى زعماء وقادة الدول العربية والإسلامية المشاركين في قمة مكة المكرمة التي دعا إليها الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز.
وتمنى المشاط الذي تحدث في الرسالة باسمه وباسم “حكومة وشعب الجمهورية اليمنية” أن تحقق القمتان اللتان تعقدان في مكة المكرمة “بعضاً من آمال وتطلعات شعوبنا في الرفعة والعزة والكرامة والاستقرار وأن تتجاوز النمط التقليدي والرتيب للقمم السابقة، وأن تكون عند مستوى المتغيرات والتحديات غير المسبوقة من حولنا”.
وذكّر المشاط زعماء الدول العربية والإسلامية المتواجدين بمكة المكرمة إن انعقاد هاتين القمتين يأتي بالتزامن مع دخول العام الخامس من الحرب على اليمن التي تشنها السعودية والإمارات، وأن “العدوان لا يزال يحصد أرواح مئات الآلاف من الضحايا المدنيين … إلى جانب ما خلفه الحصار الجائر والشامل من ضحايا في ظل انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية وإغلاق مطار صنعاء أمام سفر الحالات المرضية المستعصية”، مشيراً إلى ما وصلت إليه اليمن من وضع إنساني هو الأسوأ عالمياً.
وقال المشاط، مخاطباً زعماء الدول، إن ما يتجرعه الشعب اليمني من مآسي ومجازر يحدث على مرأى ومسمع من الدول العربية والإسلامية، معتبراً ذلك وصمة عار على هذه الدول و”مكافأة وتشجيعاً للجلاد للاستمرار في جرائمه وعدوانه وتشفياً بالضحية” لافتاً أن ذلك يعد من زعماء هذه الدول “تخلياً عن قيم وتعاليم الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية”.
| النقطة الرئيسية والأهم في رسالة المشاط لزعماء دول قمة مكة المكرمة |
بدا واضحاً من أن رسالة رئيس المجلس السياسي الأعلى لزعماء الدول المجتمعين في قمة مكة المكرمة كان هدفها إبلاغهم توضيحاً هاماً بخصوص الأسلحة اليمنية وبخصوص الهجمات التي نفذتها قوات صنعاء على السعودية وسابقاً على الإمارات.
وقال المشاط في رسالته “أمام العدوان الوحشي والمجازر … كان لا بد من اللجوء إلى ابتكار وتطوير كل أساليب وطرق الرد والدفاع عن النفس”، وأكد المشاط بأن الحاجة هي ما دفعتهم لتصنيع سلاح الجو للطيران المسير وتصنيع وتطوير القدرات الصاروخية، حيث قال: “من واقع الحاجة جاء تصنيع سلاح الجو للطيران المسير ولجوء القوة الصاروخية إلى تصنيع وتطوير القدرات الصاروخية كسلاح ردع في ظل معركة مفتوحة من قبل دول تحالف العدوان ضد الشعب اليمني وكحق مشروع تكفله جميع الشرائع السماوية والقوانين الدولية”.
| صنعاء تخاطب قمة مكة: مستعدون لوقف الطيران المسير والصواريخ الباليستية |
وخاطبت الرئاسة اليمنية بصنعاء زعماء الدول المجتمعين بأن اليمن وأمام حالة القلق والتباكي وتهويل التحالف من خطورة هذه الصواريخ والطيران المسير، فإنها – أي صنعاء – سبق وأن قدمت “في وقت مبكر من العدوان مبادرة تضمنت استعدادنا للقيام بوقف الضربات الصاروخية وعمليات الطيران المسير مقابل وقف تحالف العدوان طلعات طيرانه الحربي على بلادنا لكنه لم يبدِ تجاوباً مع هذه المبادرة كما هو الحال مع باقي المبادرات”.
وعن اتفاق استوكهولم قالت الرسالة إن التحالف عمل بكل الوسائل على إفشال الاتفاق وعدم تنفيذه من طرفه وعرقلة الجهود والمساعي الحميدة لتنفيذه “من خلال استمرار التصعيد وارتكاب الجرائم البشعة في حق شعبنا”، مؤكدة حرص طرف صنعاء على تنفيذ الاتفاق وهو ما بدأته بالفعل وأشادت به الأمم المتحدة وشهد به المبعوث الأممي إلى اليمن أمام مجلس الأمن.
| لسنا ذراعاً إيرانياً ولن ننجر لتبعية أي طرف إقليمي |
كما ركز المشاط في رسالته الرئاسية الموجهة للقمة العربية الطارئة بمكة المكرمة على التأكيد لزعماء الدول بأن سلطة صنعاء وجماعة أنصار الله ليسوا ذراعاً لإيران وأنه من المستحيل أن يقبلوا أن تكون اليمن تابعاً لأي طرف إقليمي، حيث ورد في الرسالة “أمام قمتكم هذه، فإننا نؤكد لكم حرصنا وشعبنا على السلام، ونُعيد مد أيدينا للسلام وحسن الجوار والاستعداد للتعاطي بإيجابية وانفتاح تام على أي جهد عربي أو إسلامي أو أممي في هذا السبيل، ونؤكد بأن اليمن سيظل مستقل القرار ومن المستحيل أن ينجر إلى تبعية أي طرف إقليمي أو دولي كما يروج له تحالف العدوان الذي يعمل جاهداً وعبر كل السياسات والفعاليات لتحويل أنظار دول العالم عن ما يقوم به من عدوان بربري ويقترفه وبشكل يومي من جرائم حرب وإبادة جماعية”.
وأكدت رسالة المشاط أن اليمن وحتى إذا سعى “الأعداء لتزييف وتشويه حقائق لا جدال حولها ولا شك فيها” فإنه “سيظل قوة رديفة وفاعلة في مناصرة القضايا العربية ومواجهة التهديدات والأخطار المحدقة بها وعامل وصمام أمان واستقرار للمنطقة”.
وأشار المشاط في رسالته إلى أن الشعب اليمني يتطلع أن تخرج القمة الطارئة “بقرارات ومواقف ترتقي إلى مستوى الأخطار والتحديات المحدقة بأمتنا وحجم المُعاناة لدى بعض شعوبها وعلى رأسها الشعب اليمني.. وأن تُجدد هذه القمة وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الحرة المستقلة ودعم صمود الفلسطينيين في وجه المؤامرات والصفقات المشبوهة التي يُراد تمريرها بمساعدة بعض الدول الغربية والعربية للأسف الشديد”.