قبائل وأبناء المهرة يكسرون شوكة السعودية.. والدور القادم على أدواتها
المهرة – المساء برس| اتجهت السعودية مؤخراً إلى التضييق على أبناء محافظة المهرة جنوب شرق البلاد، خاصة بعد هزيمتها مؤخراً في مواجهة القبائل التي أرغمت الرياض على سحب قواتها من منفذ صرفيت البري ودفعتها للإفراج عن الوزير بالشرعية الشيخ محمد بن كده.
| المهرة تكسر شوكة الرياض |
مؤخراً تمكنت المهرة بقبائلها ومشائخها وأبنائها من كسر شوكة السعودية وقواتها وأدواتها المحلية في الداخل، جاء ذلك بعد أن خاض أبناء المهرة حراكاً قبلياً وشعبياً سياسياً وصل بعض الأحيان إلى الحراك العسكري لمناهضة التواجد العسكري السعودي والإماراتي في محافظتهم.
خلال الأيام الماضية تصاعدت وتيرة الصراع بين أبناء المهرة والسعودية بعد أن أوقفت الأخيرة الوزير في حكومة “الشرعية” الشيخ محمد عبدالله بن كده والذي وضعته تحت الإقامة الجبرية ثم تراجعت عن ذلك وأجبرت على الإفراج عنه الجمعة الماضية، وذلك بعد مواجهتها ضغوطاً قبلية وشعبية من أبناء المهرة ضدها.
شهدت أحداث التصعيد تدشين اللجنة التنظيمية لاعتصام المهرة الذي بُدأ منذ يناير العام الماضي، بتنفيذ وقفات احتجاجية بحضور رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى” عبد الله بن عفرار”، ووكيل المحافظة السابق، الشيخ علي الحريزي، والتي طالبت السلطات السعودية بالإفراج فوراً عن الشيخ “بن كده”، تزامن ذلك مع هجوم لاذع شنه “بن عفرار” على السعودية والذي اعتبر احتجاز بن كده “غير مقبول لدى أبناء المهرة” وأنها “خطوة تزيد الأوضاع تأزيما ولا تخدم أحدا”.
| الحريزي يطلق تهديداً مثمراً |
بدوره أثمر التهديد الذي أطلقه الشيخ علي سالم الحريزي الذي طالب باسم لجنة الاعتصام برحيل كافة القوات السعودية وتسليم المحافظة لأبنائها ما لم فإن الاعتصامات الرافضة للتواجد العسكري السعودي في المهرة ستستمر في تنفيذ الاعتصامات من جهة وتوسيعها لتشمل كل مديريات المحافظة من جهة ثانية.
مراقبون يرون أن تهديدات الحريزي أثمرت في إخافة السلطات السعودية التي رضخت للضغوط الشعبية والسياسية لأبناء ومشائخ المهرة، فرغم كون الاعتصامات كانت سلمية إلا أن الرياض أخذت مساعي الحريزي القبلية لرفع التصعيد ضد السعودية وتحويل الحراك السلمي لقبائل المهرة إلى كفاح مسلح، أخذته الرياض على محمل الجد، فما كان منها إلا المسارعة في سحب قواتها المستحدثة في منفذ صرفيت الحدودي مع عُمان وأطلقت سراح الشيخ “بن كده”، الأمر الذي يعدّه المراقبون أنه إنجاز سياسي لأبناء المهرة تمكنوا عبره من كسر شوكة الرياض أمام العلن.
| حرب سعودية جديدة ضد أبناء المهرة |
بعد هزيمة الرياض أمام صلابة أبناء المهرة وتهديداتهم، اتجهت السعودية عبر قواتها المتواجدة بالمهرة والسلطة المحلية الموالية لها والتي يرأسها المحافظ راجح باكريت للضغط على أبناء المهرة والتضييق عليهم وفرض حصار خانق على تحركاتهم ومعاملاتهم وتجارتهم، هذا ما كشفه تقرير أخير نشرته قناة “المسيرة” التابعة لجماعة أنصار الله على موقعها الإلكتروني.
وينقل التقرير الذي تحدث عن استمرار مواجهة أبناء المهرة لمخططات السعودية، عن مصادر محلية بالمحافظة، كشفها عن “ممارسات القوات السعودية ضد المواطنين في المهرة، وتضييق الخناق عليهم في كل المعاملات الرسمية سواءً فيما يتعلق بإصدار البطائق الشخصية وكل معاملات الأحوال الشخصية، الأمر الذي أعاق حرية تنقلهم وسفرهم، أو فيما يتعلق بالقوات اليمنية التي تم تسريحها لتحل محلها عناصر أمنية موالية للسعودية”.
كما نقل التقرير عن المصادر أن “الرياض بدأت بالعمل على “تغيير ديمغرافية المهرة بأساليب ووسائل قائمة على المذهبية وذلك بعد أن حاولت خلق مليشيات سلفية من خارج المدينة وقامت بتمكينها من مساجد ومراكز داخل المهرة”، مشيرة إلى أن “الرياض تسعى إلى ابتلاع أكبر قدر ممكن من مساحة محافظة المهرة على غرار قرية الخراخر التي ضمتها إلى مدينة خرخير السعودية وهجرت أهلها وعددهم أكثر من خمسة آلاف مواطن”.
ويرى مراقبون إن أبناء المهرة وكما تمكنوا من كسر شوكة الرياض وإفشال مخططاتها، لن يعجزوا عن مواجهة أدوات الرياض المحلية التي بدأت بمحاربتهم من الداخل من خلال التضييق عليهم بشتى الوسائل، ومن المحتمل أن تقود ممارسات “باكريت” إلى إشعال عود الكبريت الذي سيشعل ناراً لن تنطفئ إلا وقد طرد أبناء المهرة كل أدوات الرياض المحلية.