صنعاء تحقق تفوقاً استخبارياً فريداً.. دولة كبرى تتعاون وتدعمها استخبارياً
صنعاء – المساء برس| يبدو أن الدبلوماسية اليمنية التابعة لسلطة صنعاء تمكنت من تحقيق إنجاز فريد من نوعه في مجال التعاون الاستخباري بين صنعاء وإحدى الدول الكبرى التي تمتلك ترسانة عسكرية وتقنية رصد عالية جداً لا يمتلكها إلا عدد محدود جداً من الدول الكبرى بالعالم.
هذا ما يمكن استخلاصه من الصور الفضائية التي حصلت عليها قناة “الجزيرة” القطرية بشكل خاص، وتظهر حجم الأضرار بمحطة أرامكو النفطية السعودية رقم 8 بعد عملية استهدافها من قبل سلاح الجو المسير اليمني في 9 رمضان الجاري، وما كشفته القناة من أن جهة مجهولة قامت بالتقاط صور فضائية للمنطقة التي يمر بها أنبوب النفط السعودي قبل أكثر من أسبوع واحد من تنفيذ الهجوم مباشرة.
ووفق “الجزيرة” فإن عملية بحثها بين الصور الفضائية الملتقطة تبين ظهور مسار صوري لعملية استطلاع واسعة للأقمار الصناعية نفذتها جهة لا تزال مجهولة بين منطقتي الدوادمي وينبع على امتداد خط النفط المستهدف، مشيرة إن عملية الاستطلاع المجهولة تمت بين 3 – 13 مايو وهي الفترة التي تسبق مباشرة موعد تنفيذ قوات صنعاء للعملية العسكرية الجوية.
ويدفع ما كشفته “الجزيرة” إلى التساؤل عن مصدر صور الأقمار الصناعية التي التقطت على مدى 10 أيام متتالية قبل تنفيذ العملية وعن الجهة التي يمكنها استخدام أقمار صناعية تجسسية تستخدم للأغراض العسكرية لالتقاط صور فضائية للمنطقة التي يقع في إطارها الهدف الذي قصفته الطائرات المسيرة اليمنية.
ولا يستبعد مراقبون أن تكون الدبلوماسية اليمنية قد تمكنت من إحراز تقدم فريد مكن قواتها من الحصول على دعم استخباري عسكري من إحدى الدول الكبرى التي يمكنها تقديم مثل هذه المعلومات العسكرية، فإلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، تملك كلاً من روسيا والصين وكوريا الشمالية وعدد من الدول الأوروبية المتقدمة اقتصادياً وعسكرياً أقمار صناعية تستخدم للأغراض العسكرية وهي وحدها من يمكنها التقاط صور فضائية على منشئات اقتصادية أو عسكرية خارج حدودها الجغرافية كون وظيفة هذه الأقمار هي رصد الأهداف التابعة لأي جهة معادية.
| ما كشفته صور الأقمار الصناعية من تطور التقنية العسكرية اليمنية |
سبع طائرات مسيرة أطلقتا صوب السعودية، اثنتان منهما انفجرتا في محطتين لضخ النفط الخام واعترف بهما الجانب السعودي، ويرى مراقبون إن ما حدث مؤخراً، على الرغم من أن هناك عمليات سابقة مشابهة تمت ضد الأهداف الاقتصادية السعودية، لكن العملية الأخيرة تكشف تطوراً نوعياً أضفى بعداً جديداً في الحرب بين السعودية والإمارات من جهة والقوات اليمنية وأنصار الله من جهة ثانية.
وبالنظر إلى ما تكشفه صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها “الجزيرة”، فإن العملية تتميز باستخدام قوات صنعاء طائرات مسيرة قادرة على تنفيذ ضربات بدقة عالية جداً في تحديد الأهداف وضربها دون غيرها، وهو ما يدعو إلى التساؤل عن مدى تعرض البنية التحتية الاقتصادية للسعودية لمخاطر الاستهداف، خاصة وأن الطائرات المسيرة اليمنية وبحسب مركز “ستراتفور” بإمكانها ضرب أهداف على بعد 1500 كيلو متراً ما يعني أن المجال الجغرافي لكل من السعودية والإمارات بات تحت الضربات اليمنية وباستخدام أسلحة لا يمكن لمنظومات الرادارات كشفها أو حتى إسقاطها إن اكتشفت.
وتظهر صور “الجزيرة” التي التقطت بعد يوم واحد من عملية استهداف إحدى المحطتين المستهدفتين التابعتين لضخ نفط أرامكو وهي المحطة رقم (8) وتبعد مسافة 79 كيلو متراً من محافظة عفيف، تظهر كسراً في الأنبوب بلغ عرضه 4 أمتار أدى إلى تسرب كثيف للنفط الخام امتد على مساحة “ألف” كيلو متر مربع.
واللافت في هذا الهجوم هو أنه استهدف الأنبوب في نطاق مساحة 11 متراً مربعاً فقط وهو نطاق ضيق جداً مقارنة بالمساحة الإجمالية للمحطة المقدرة بـ(115) ألف متر مربع، الأمر الذي يشير حسب الجزيرة إلى أن الهجوم لم يكن استهدافاً عشوائياً أو أن إصابة الأنبوب كانت مجرد صدفة، بل إنها كانت دقيقة بما يكفي لتمييز الأنبوب واستهدافه دون المنشئات الإدارية والسكنية المحيطة به.
إقرأ أيضاً
https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2019/05/19/%d8%b5%d9%86%d8%b9%d8%a7%d8%a1-%d8%aa%d8%a8%d8%b9%d8%ab-%d8%a8%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d9%85%d9%87%d9%85%d8%a9-%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%8b-%d9%84%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%88/