سبب الانسحاب من موانئ الحديدة.. صنعاء تثبت لواشنطن عدم تبعيتها لإيران
صنعاء – المساء برس| لو أن الحوثيين يمثلون ذراعاً إيرانياً كما زعم وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو مؤخراً لكانوا استمروا في إبقاء قواتهم على موانئ الحديدة كتهديد قائم لضرب المصالح الأمريكية وقطعها العسكرية البحرية المنتشرة في حال أقدمت الأخيرة على ضرب إيران.
لكن سلطة صنعاء أرادت إرسال رسالة واضحة الدلالة لواشنطن وحلفائها أن القرار اليمني الصادر من سلطة صنعاء هو قرار مستقل كلياً عن السياسة الإيرانية وبعيد كل البعد عن طهران وتوجهاتها، وهذا ما تنبه إليه وأدركه مركز الدراسات الأمريكية “بروكينجز” في تحليل نُشر مؤخراً دعا فيه واشنطن إلى التحاور مباشرة مع جماعة أنصار الله لأن إيران لا تستطيع أبداً التحكم أو التأثير فيهم.
في هذا السياق أكد رئيس تحرير صحيفة “الوسط” اليمنية، جمال عامر، أن موقف حكومة هادي المرتبك من الانسحاب من موانئ الحديدة الثلاثة، بما فيه التعبير عن رفضه لهذا الإجراء، ما لم تكن مشاركة فيه، هو الثابت في الأمر.
وقلل عامر في حديث خاص لـ”عربي21″ إن موقف الشرعية لا يمثل أي أهمية تذكر “ما لم يكن مسنودا من أبوظبي والرياض، المنشغلتين بما يجري من تصعيد في بحر الخليج”.
وأشار الصحفي اليمني إلى أن هناك سوابق كثيرة فيما له علاقة برفضها لكثير من المسارات، إلا أنها سرعان ما ترغم على القبول بها. في إشارة منه إلى حكومة “الشرعية”.
وذكر أن قرار سلطة صنعاء بعث برسائل مهمة إلى “الشعب اليمني وأبناء مدينة الحديدة بأن التعنت ليس من الداخل، وأن هذه التنازلات هي لمصلحة البلد ورمي التبعات على التحالف الذي تقوده الرياض وحلفاؤه في الداخل”، لافتاً إلى أن “ذلك لا يعني إسقاط ورقة تآمريه كان يراد لها أن تمر عبر مجلس الأمن، بل تم إحراقها نهائياً”.
| التوتر الإيراني الأمريكي واستغلال صنعاء للوضع لإثبات أنها صاحبة السيادة على قراراتها |
وبين الصحفي “عامر” أن التنازل الحوثي جاء بحثا عن إنجاح مشاورات السويد للوصول إلى حل سياسي، عقب تصعيد إيراني أمريكي يهدد بحرب غير مسبوقة في الخليج، بعد أن نشر كل منهما أسلحته الفتاكة.
وأضاف أن ذلك تزامن مع اتهامات أمريكية ساقها وزير الخارجية الأمريكي، عن استخدام طهران لما تسميه أذرعتها، وألمح إلى جماعة “أنصار الله” بتهديد أمن الملاحة الدولية، وضرب مصالحها، ليأتي الرد الحوثي على تلك الاتهامات “باتجاه التهدئة في أهم منطقة حيوية تعد أحد منطلقات تهديد الملاحة الدولية، وهو ما يثبت سيادة سلطة صنعاء، أي الحوثية، على قرارها واستقلاله عمن يحاول ربطه بإيران”.
| موقف الأمم المتحدة مبني على تفاهمات اللاعبين الكبار |
وحول موقف الأمم المتحدة المتهمة بالانحياز للجماعة الحوثية، أجاب الكاتب والصحفي اليمني بأن المنظمة الدولية عبر مبعوثها تعلم بنود الاتفاق، فهي من قامت بصياغته كنتاج لتوافق الأطراف، وحينما يشرف على تنفيذ الانسحاب الحوثي رئيس بعثتها في الحديدة فهو تأكيد على أنه تم وفق الخطة. موردا أيضا ترحيب الحكومة البريطانية بخطوة الحوث، عبر وزير خارجيتها، معتبرة ذلك بـ”المشجع” .
وأردف بالقول إن أي توجه للأمم المتحدة هو نتاج لتفاهمات الدول الكبرى مع ما تمتلكه من مساحات للعب لابتزاز الطرف القادر على الدفع. وفق تعبيره