أمام سلطة صنعاء.. أول موقع إخباري متخصص بالاقتصاد اليمني ينهار
صنعاء – المساء برس| يشكو الزميل الصحفي المتخصص بالشؤون الاقتصادية رشيد الحداد من انهيار موقع “الاقتصاد نيوز” وهو أول موقع إخباري يمني متخصص في الاقتصاد، بسبب عدم وجود تمويل مادي لمتابعة عمل الموقع وضخه للأخبار الاقتصادية الحصرية كما كان دوره منذ سنوات.
وكتب الصحفي الحداد رئيس تحرير الموقع، منشوراً في حسابه على “فيس بوك”، واصفاً أن الصحافة المتخصصة في اليمن تنقرض وأن الصحافة المستقلة تموت أمام مرأى ومسمع الجميع، مشيراً إلى أن المستفيدين فقط هم “الصحفيون الجدد الذين لا علاقة لهم بالصحافة” حسب وصفه.
ولم يعد موقع “الاقتصاد نيوز” متاحاً للمتابعين والقراء بسبب إغلاق الشركة المستضيفة لاسم الموقع على شبكة الإنترنت، لصفحة الموقع بعد عدم تمكن إدارته من تسديد رسوم الاشتراك السنوية.
وكان لموقع “الاقتصاد نيوز” دوراً بارزاً خلال الـ(8 سنوات) الماضية في مجال الصحافة المتخصصة في الجانب الاقتصادي، حيث كان هو الموقع الوحيد المتخصص بهذا الشأن، كما كان له دور بارز في كشف العديد من الملفات الاقتصادية الملغمة بقضايا فساد كبيرة جداً بلغت حد ملاحقة أجهزة الأمن السرية في عهد الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح لإدارة تحرير الموقع ورئيس التحرير، كما تعرض الموقع للاختراق لأربع مرات من قبل السلطات السعودية بسبب تسليط الضوء على تدخلاتها في الشأن اليمني، خاصة دور الرياض في إطفاء شعلة النفط في الجوف وإجهاض حلم الشعب اليمني حينها.
وتمكن “الاقتصاد نيوز” خلال فترة العمل منذ تأسيسه عام 2010 وانطلاقه مطلع العام 2011 وحتى توقفه قبل أيام، من تغطية الفراغ الذي ظلت تعانيه الصحافة الاقتصادية، حيث أسهم برفد الصحافة اليمنية بكافة الأخبار الاقتصادية في الداخل والخارج، وقد اعتمد على معايير الصحافة الاقتصادية المتخصصة، بما في ذلك المواكبة للأحداث وإعداد التقارير الاقتصادية والتحليل الاقتصادي.
كما عمل “الاقتصاد نيوز” على استقراء الواقع الاقتصادي اليمني بصورة حيادية وشاملة وإطلاع الرأي العام اليمني على مكامن الضعف والقوة في الاقتصاد الوطني، كما كان مفيداً جداً بالنسبة للمتخصصين بالشأن الاقتصادي حيث كان يقدم تقارير أسبوعية وشهرية عن حالة الاستقرار الاقتصادي الوطني وتحركات السوق.
كما تميز “الاقتصاد نيوز” بتخصيص نافذة لم يسبق لوسيلة إعلام محلية ابتكارها، وهي نافذة “شخصية العام الاقتصادية” والتي خصصت لأبرز الشخصيات الاقتصادية اليمنية وعلى رأسها الزعيم الشهيد إبراهيم الحمدي والذي خصصت له إدارة تحرير الموقع نافذة خاصة بـ”اقتصاديات الحمدي” سلطت الضوء على التطور الاقتصادي الذي شهدت اليمن خلاله قفزة نوعية في غضون فترة قصيرة جداً.
وينقل “المساء برس” منشور الزميل الحداد كما ورد:
“الصحافة المتخصصة في اليمن تنقرظ والصحافة المستقلة تموت امام مرأي ومسمع الجميع ، الرابحين فقط هم الصحفيين الجدد الذين لا علاقة لهم بالصحافة بل يتهبشون على الصحافة ويحضون باهتمام بالغ من مختلف الجهات بل اصبح المتهبشين قادة رأي عند المتسلقين ..
بعد عشر سنوات من تأسيس اول موقع اقتصادي متخصص في اليمن وكان اضافة نوعيه للصحافة حينها ، يعيش الموقع اليوم ، وضعاً مأساوي بل يواجة الإفلاس ، وتعيش هيئة تحريره وضع معيشي معقد وصعب … طبعاً من سيتدخل لانقاذه بصورة محترمة ومن دون شروط .. لا احد ..
فهناك من يريد من الصحفي ان يمد يده ليكسر هيبته ومكانته ، وهناك من يريد ان يتحول الصحفي إلى مبتز رخيص ، او ان يقترب من هذا وذاك وينافق هذا وذاك ويسبح بحمد هذا وذاك من أجل ان يعيش من أجل ان يبقى .. من اجل ان لايجوع اطفاله ..من أجل أن لايطرده صاحب البيت ومن أجل ان لا يوقف صاحب البقالة منحه المزيد من السلع والمنتجات حتى وان كان بالآجل ، وهناك من يعاقب الصحفي والصحفيين لأنه لايطيق الصحافة ، ولايعرف ماقدرها وماقيمتها وما أهميتها وما دورها لأنه قده مسؤول بقدرة قادر ويمتلك حساب في مواقع التواصل الاجتماعي وموظفيه معجبين فيه ، وهناك من يحاسب الصحفي على موقفة وعلى نقده حتى وان كان على حق وهو على باطل فهو يرى نفسه في موقف القوة حتى وان كان ضعيف ولايعرف شيئ ولايمتلك ربع قدرات ومهارات ومؤهلات وخبرات الصحفي .. وهناك من يريد الصحفي ان يصنع منه بطلاً بلا بطوله مقابل ان يمنحه الفتات لإطعام أطفاله..
الصحافة اليمنية تعيش اسواء مراحلها التأريخية ..الصحافة المحترمه تحتضر .. صبراً يارفاق اصبروا وصابروا ..فخيراً لكم ان تموتوا واقفين كالشجرة على ان تموتوا خاضعين اذلاء”.