صنعاء تكسب تأييداً دولياً وناشطو التحالف “ماحدث تكتيك ذكي للحوثيين”
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
قالت الأمم المتحدة إن عملية إعادة الانتشار التي نفذتها قوات صنعاء من جانب واحد من الثلاثة الموانئ في محافظة الحديدة غرب اليمن والتي بدأت السبت الماضي تسير وفق الخطط الموضوعة والمتفق عليها.
وأكدت المنظمة الدولية في بيان رسمي الأحد، إن الموانئ تم تسليمها إلى قوات خفر السواحل التي كانت قائمة على الموانئ قبل خمس سنوات.
وعلى الرغم من مزاعم طرف “الشرعية” المدفوعة من التحالف السعودي الإماراتي والتي وصفت بشكل غير رسمي عملية إعادة الانتشار بـ”المسرحية”، إلا أن البعثة الأممية في الحديدة قالت إن “اليوم الأول من عملية إعادة انتشار قوات أنصار الله من الموانئ الثلاثة الحديدة والصليف ورأس عيسى مضى وفق الخطط الموضوعة”.
وأضافت “جرت مراقبة الموانئ الثلاثة في وقت واحد من قبل فرق الأمم المتحدة عند خروج القوات العسكرية من الموانئ وتولى خفر السواحل مسؤولية الأمن فيها”، مشيرة إلى أن الأيام التالية ستركز على إزالة المظاهر المسلحة والألغام، كما لفتت أن “البعثة ستقوم بإجراء تحقيق رسمي لعملية إعادة انتشار قوات صنعاء من الموانئ الثلاثة الثلاثاء القادم.
وفي سياق متصل أكد رئيس لجنة التنسيق الأممية لإعادة الانتشار مايكل لوليسغارد أنه “يتعين أن يُنظر إلى هذه الخطوة الأولية بوصفها الجزء الأول من المفهوم المتفق عليه للمرحلة الأولى من عمليات إعادة الانتشار الأوسع في الحديدة”، في إشارة منه إلى أن هناك جزءاً آخر من عملية إعادة الانتشار ضمن المرحلة الأولى وهو الجزء المتعلق بانسحاب قوات الطرف الآخر “طرف التحالف” من مطاحن البحر الأحمر.
ويأتي تأكيد رئيس لجنة التنسيق الأممية تعقيباً على تهكمات المسؤولين في حكومة “الشرعية” المنفية في الرياض والذين يبعثون برسائل غير مطمئنة لجدية تعاطي طرف التحالف لتنفيذ ما عليه من التزامات الانسحاب، وهي الرسائل التي لم تصدر بشكل رسمي بل على هيئة منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي على إثرها أدت إلى شن السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون هجوماً على “الشرعية” واصفاً إياها بـ”اليمنيون المتهكمون والذين لا يعجبهم كل ما يفعله الطرف الآخر حتى لو كان إيجابياً ويريدون أن تبقى اليمن في حالة حرب دائمة”.
| تكتيك ذكي ودهاء من الحوثيين |
المستجدات الأخيرة التي طرأت على ملف اتفاق السويد بشأن الحديدة، دفعت بناشطين سياسيين وإعلاميين موالين للتحالف و”الشرعية” إلى الشهادة بحنكة ودهاء خصومهم “الحوثيين”.
وقال الناشط السياسي ياسين التميمي في مقابلة مع قناة “الجزيرة” القطرية مساء الأحد، إن “ما حدث في الحديدة من انسحاب من الموانئ هي خطة ذكية ودهاء وتكتيك ذكي يحسب للحوثيين”، مشيراً إلى أنهم كانوا قد أعلنوا استعدادهم تنفيذ عملية إعادة الانتشار من جانب واحد طالما وأن التحالف يرفض الانسحاب وتنفيذ الاتفاق.
ولفت التميمي إلى أن ما حدث مؤخراً هو أن “الحوثيين نفذوا ما كانوا يريدون تنفيذه وبدعم ومباركة أممية وهم الرابحون حتى اللحظة”.
| الكرة في ملعب التحالف |
يرى مراقبون وسياسيون يمنيون وغربيون إن خطوة قوات صنعاء الأخيرة مثلت ضربة سياسية للتحالف السعودي الإماراتي وأتباعه من اليمنيين، ذلك لأن صنعاء رمت الكرة بشأن تنفيذ اتفاق السويد والجدال بشأن “من هو الطرف المعرقل للتنفيذ؟” في وقت سابق من هذا العام حين أعلنت استعدادها تنفيذ عملية إعادة الانتشار في مرحلتها الأولى حتى وإن كان هذا الانسحاب من جانب واحد فقط وحتى وإن كان التحالف لا يزال يرفض القبول بخطة إعادة الانتشار التي وضعها فريق لجنة التنسيق التابع للأمم المتحدة برئاسة مايكل لوليسغارد، وقبل ذلك إعلانها الموافقة على آلية الانسحاب.
هذان الإعلانان لم يقابلهما أي إعلان مشابه سواءً “بالرفض أو القبول” من قبل طرف التحالف بشأن آلية الانسحاب أو الاستعداد لتنفيذها في أي لحظة، وظل التحالف يماطل ويتهرب من المبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي طلب من سلطات صنعاء التريث وعدم تنفيذ عملية الانسحاب الأحادية التي أعلنوها سابقاً حتى يتمكن من الحصول على تأكيد من التحالف بقبوله بآلية الانسحاب واستعداده التنفيذ وهو ما لم يحدث حتى اليوم الأحد الذي أعلنت فيه حكومة الشرعية استعدادها تنفيذ الانسحاب من قبلها إذا طلبت منها ذلك الأمم المتحدة وهو الإعلان الذي يأتي بعد أن أبلغت الأمم المتحدة سلطات صنعاء قبولها بتنفيذ عملية إعادة الانسحاب من جانب أحادي، وهو ما وضع التحالف والشرعية في موقف محرج أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
كما يرى المراقبون إن تنفيذ عملية إعادة الانسحاب وتأكيد الأمم المتحدة تنفيذها من قبل صنعاء وفق الخطة الموضوعة والمتفق عليها وبوجود لجان التنسيق الأممية، يراه المراقبون إنه تكتيك ذكي من سلطات صنعاء التي قامت برمي الكرة للمرة الثانية في ملعب التحالف أمام مرأى ومسمع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي سينتظر ما الذي ستفعله الرياض وأبوظبي واللتين بناءً على ما سيصدر منهما مستقبلاً ستثبتان للعالم أحد الأمرين “الأول أنهما الطرف المعرقل لعملية السلام في اليمن والثاني أنهما يريدان بالفعل إنهاء حربهما على اليمن واستسلمتا لحقيقة هزيمتهما عسكرياً وسياسياً في اليمن على مدى أكثر من 4 أعوام”، وفق المراقبين.