تقدم صنعاء داخل السعودية يفجر الصراع وقائد قوات التحالف يهاجم هادي ونائبه
الرياض – المساء برس| ما كان خفياً داخل أروقة قيادة التحالف السعودي الإماراتي بشأن العلاقة بين “الشرعية” والتحالف ودور الضباط والقادة السعوديين بالنسبة إلى دور ضباط ومسؤولي “الشرعية”، بات علنياً وواضحاً ومعترفاً به من قبل إعلام وأصوات ناشطي وصحفيي “الشرعية والتحالف”.
هذا ما كشفه خبر لموقع إخباري يمني موالي للتحالف والشرعية وردود فعل ناشطي وصحفيي الشرعية على ما ورد في الخبر من معلومات.
حيث نقل موقع “اليمن نت” عن مصادر دبلوماسية يمنية وسعودية قولها إن “الأمير السعودي فهد بن تركي يحاول التهرب من فشله ومسؤوليته كقائد للقوات المشتركة في اليمن”، وقالت المصادر إن فهد بن تركي اتهم الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر بأنهما سبب الإخفاق العسكري في حرب اليمن.
الموقع نقل عن المصادر الدبلوماسية إنها استمعت إلى فهد بن تركي وهو يتحدث في اجتماع عُقد الأسبوع الماضي، وضم قيادة قوات التحالف عن الرياض مع قيادة الشرعية بوجود موظفين من خارجيتي السعودية و”الشرعية” وبحضور الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع والمسؤول عن ملف اليمن، مشيرة إن الاجتماع كُرس لمناقشة “سبب إطالة الحرب وعدم مقدرة القوات السعودية واليمنية الموجودة على الحدود حماية الحدود السعودية واستمرار تصاعد قوة الحوثيين وتوسعها”.
| قائد قوات التحالف يتهم هادي ونائبه بالإخفاق العسكري والسبب في فشل الحرب |
ونقل الموقع عن دبلوماسيين يمنيين اثنين قولهما إن “الأمير فهد بن تركي اتهم عبدربه منصور هادي وعلي محسن الأحمر بعرقلة قيادته للتحالف”، وإن قائداً عسكرياً يمنياً قال إن الأمير بن تركي يمتلك صلاحيات كاملة بموجب قرار من هادي لإدارة الحرب ضد الحوثيين”، في إشارة إلى أن فهد بن تركي هو المتحكم بالشرعية وقواتها ومسلحيها بكل صغيرة وكبيرة وهو المسؤول عن أي فشل.
كما قال المصدران الدبلوماسين إن القيادي العسكري اليمني اتهم مجموعة من الضباط السعوديين واليمنيين بالفساد في السلاح والذخيرة وسرقة الدعم المقدم للجبهات، مشيرين إلى أن الجدل ثار داخل الاجتماع بعد رد القائد العسكري اليمني، مشيرة إلى أن ذلك الجدال لم يتضمن رداً من قائد قوات التحالف أو الأمير خالد بن سلمان على اتهامات القائد العسكري اليمني.
كما تصاعد الجدال داخل الاجتماع عند مناقشة “فشل الدبلوماسيتين السعودية واليمنية في احتواء السخط العالمي تجاه الحرب وتأخر الحسم”، وحسب المصادر فإن المجتمعون اتفقوا على “تبني خطط مركز الملك سلمان للإغاثة بهدف إظهار صورة جيدة عن السعودية”.
وحسب الموقع فإن أحد الدبلوماسيين لفت إلى لقاء جمع بن تركي بالرئيس المنتهية ولايته في يناير الماضي بشأن المعارك “وسبب الجمود لجبهات القتال ورفض الأمير تركي دعم المقاومة والجيش في الجوف وصنعاء ومأرب بالأسلحة والذخيرة وغطاء الطيران، لكن الأمير تركي أكد لهادي أن الخطط العسكرية تمشي بشكل جيد وفق ما خططته قيادة القوات المشتركة وأن تلك الجبهات ستتحرك وسيتم دعمها في القريب العاجل”.
| الصراع يدفع أدوات الرياض من الشرعيين لكشف دور بن تركي المتحكم بكل صغيرة وكبيرة بما فيها أصغر التعيينات العسكرية بالشرعية |
وفي الوقت الذي نقل فيه الموقع حسب ما قال عن دبلوماسي سعودي حضر الاجتماع قوله إنه من المفترض أخذ الاتهامات الموجهة للرئيس هادي وعلي محسن الأحمر على محمل الجد وأن “على الجانب اليمني تقديم ملفات فساد أي قيادات سعودية ومحاسبتها إن كان هناك تقصير”، قال أحد الدبلوماسيين اليمنيين إن “الأمير فهد بن تركي يتدخل حتى في أوامر تعيين المناطق العسكرية وقيادة هيئة الأركان لذلك فالمعركة هي من يقودها وحتى التعيينات على يديه”، كما تساءل عن سبب توجيه الاتهام لهادي والأحمر “مع أن القيادة المشتركة هي من تدير هذه الحرب”، كما اتهم الدبلوماسي اليمني الأمير بن تركي بالفشل وأنه يلقي باللوم على اليمنيين.
الخلافات وتفجر الصراع بين السعوديين من جهة وأدواتهم بالشرعية من جهة ثانية أدى إلى أن يفضح كل منهم الآخر، إذ يقول مراقبون لـ”المساء برس” تعليقاً على ما نشره الموقع الإخباري الموالي للشرعية إن المعلومات التي خرجت وتضمنها الخبر صادرة من مكتب اللواء علي محسن الأحمر الذي أراد الرد على فهد بن تركي بطريقته ولو كان ذلك على حساب سمعة الشرعية وعلى حساب كشف حقيقة دور كل طرف ومن هو المتحكم الحقيقي، وهو ما يؤكد صحة ما تقوله جماعة أنصار الله وقيادة سلطة صنعاء من أن “الشرعية مجرد أدوات تنفذ ما يأتيها من أوامر من أروقة قصور الرياض، سواءً قبل الحرب وأثناء وجودها على رأس السلطة أو أثناء الحرب”.
وتأكيداً لما يراه المراقبون، يقول الموقع نقلاً عن الدبلوماسيين اليمنيين قولهما إن “المقاومة الشعبية في البيضاء كانت قد شكت العام الماضي من استخدام قائد عسكري سعودي للدعم في المحافظة وتقديمه لمقربين وشيوخ قبائل ولم يجد طريقه لجبهات القتال”، وأضاف أحدهما إن “الأمير فهد بن تركي قام بتعيين مجاهد الغليسي قائد أركان حرب المنطقة السادسة”.
كما أضاف الموقع أن الدبلوماسين اليمنيان أبديا خشيتهما من أن تكون الأنباء في الوسط الدبلوماسي بشأن حدوث مشاورات بين الحوثيين ومسؤولين عسكريين سعوديين أدى إلى توقف الحوثيين عن إطلاق الصواريخ الباليستية على السعودية والتي كان من ثمرتها أن أعادت الرياض تشغيل مطار نجران، بعد أن كان متوقفاً بسبب الحرب منذ 4 أعوام، مشيرين إلى حدوث اجتماعات بين السعوديين والحوثيين دون معرفة الشرعية في عامي 2016 و2017.
| صحفي موالي للشرعية يكشف دوراً أكبر لبن تركي ويصفه بالأرعن |
على إثر ما نُشر، علق أحد الصحفيين الموالين للشرعية على ماقاله بن تركي في الاجتماع بأنها “وقاحة تفوق كل الوقاحات”، ووصف الصحفي عامر الدميني في منشور على صفحته بالفيس بوك اتهامات بن تركي أنها “تأتي في الوقت الذي يتدخل فيه بكل صغيرة وكبيرة في الجيش بما في ذلك قرارات التعيين التي يصدرها لتعيين قادة المناطق والألوية”.
وقال الدميني في منشوره إن فهد بن تركي “يتقاسم ايرادات منفذ الوديعة مع من يعينهم من العساكر اليمنيين وأصبحت الحرب بالنسبة له مصدر من مصادر الثراء”، مضيفاً: “يتناسى هذا الأرعن الضربات التي وجهها طيرانه وقتل العشرات من الجنود اليمنيين والضباط في أكثر من مكان عندما يتقدموا”، مشيرا إلى أنه و “بجانب عنجهيتهم في إدارة الحرب أصبحوا مصدر ثراء فاحش من هذه الحرب ثم يرمون بعار الهزيمة الذي يلحقهم فوق غيرهم”.