مسؤولين بالبنتاغون: المخابرات توصلت إلى أن الطائرات المسيرة يمنية وليست إيرانية
واشنطن – المساء برس| كشف تقرير أمريكي حديث عن أن الهجمات بالسلاح الجوي المسير من قبل قوات صنعاء واستهدفت مواقع وأهداف عسكرية للتحالف السعودي الإماراتي تمت باستخدام طائرات بدون طيار ذات كفاءة ودقة عالية تم إنتاجها داخل اليمن وليس لإيران أي علاقة بها.
وقال التقرير الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الخميس الماضي إن الهجمات بالسلاح الجوي اليمني على أهداف التحالف هي أكثر بكثير مما تعترف به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الخليجيين، مشيراً إلى أن هذا التطور العسكري والتكنولوجي للقوات اليمنية ترفع من مستوى المخاطر التي تهدد حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.
كما يكشف التقرير أن الصاروخ الذي أطلقته قوات صنعاء على مطار أبوظبي الدولي سقط بالفعل على أرض المطار وأن الدفاعات الجوية الإماراتية لم تتمكن من اعتراضه، وأن الضربة الصاروخية أدت إلى تدمير شاحنة تتبع المطار وتسببت بتأخير رحلات المطار، لافتاً إلى أن الهجوم كان قوياً جداً ومفاجئاً للإماراتيين الذين لم يكونوا يتوقعون أن يجرؤ اليمنيون على قصف مطار أبوظبي إلا أن ذلك حدث بالفعل وأدى إلى أن تنكر الحكومة الإماراتية هذا الهجوم بفعل قلقها الشديد وطلبت من واشنطن عدم الاعتراف بالهجوم وإنكاره.
كما لفت إلى أنه وفي الشهر ذاته “يوليو 2018” استهدفت قوات صنعاء مصافي شركة أرامكو النفطية السعودية بطائرة بدون طيار وتعرضت المصافي لأضرار محدودة، وبمثل ردة فعل الإماراتيين بإنكار الحادثة فعل ذلك السعوديون الذين نفوا ما أعلنته وزارة الدفاع بصنعاء حينها بشأن الهجوم على المصفاة.
| مسؤول في البنتاغون: اليمنيون تمكنوا من صنع طائرات بدون طيار بدون أي مساعدة خارجية |
تقرير “وول ستريت جورنال” الذي أعده الصحفيان “ديون نيسباوم ووارن ستروبل” وتوصلا من خلاله إلى أن “الحوثيين دخلوا عصر حروب الطائرات بدون طيار”، والتي يراها – أي الطائرات – مراقبون دوليون أن لديها القدرة على تغيير طبيعة النزاعات العالمية، أكد أيضاً أن الهجوم الذي استهدفت فيه قوات صنعاء منصة القيادة العسكرية في قاعدة العند بوجود قيادات قوات “الشرعية” الموالية للرياض وأبوظبي وأدى لمقتل وإصابة قيادات بارزة، يرى التقرير أن طبيعة الهجوم باستخدام الطائرة يكشف عن “الطريقة السهلة التي يمكن من خلالها تزويد الطائرات المسيرة بالسلاح والذخيرة المتفجرة خصوصاً وأن التكنولوجيا باتت متوفرة لدى اليمن ومن السهل الحصول عليها في أي مكان”.
رغم ذلك حاول معدا التقرير الاستفسار من مسؤولين أمريكيين في إدارة ترامب وخصوصاً من الاستخبارات والبنتاغون وكذا من مسؤولين سعوديين الذين زعموا حسب العادة أن “إيران هي من تزود الحوثيين بالطائرات المسيرة”، لكن معدا التقرير توصلا إلى أن “الحوثيين أظهروا براعة في استخدام الطائرات دون طيار”، خاصة بعد أن أفادهما مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية ببعض المعلومات.
حيث نقل التقرير عن المسؤول الدفاعي الأول قوله إن تطور استخدام الطائرات بدون طيار من قبل القوات اليمنية ضد التحالف “أدى إلى نقاش في واشنطن حول الدعم الذي يحصل عليه الحوثيون”، وأضاف المسؤول الدفاعي “زاد الدعم العسكري الإيراني للحوثيين من قوة ومدى أنظمتهم، ما أدى إلى تهديد واسع للقوات السعودية والإماراتية”.
| المخابرات الأمريكية توصلت إلى حقيقة مفادها “الطائرات المسيرة صنعت وطورت في اليمن دون أي تدخل إيراني” |
أما المسؤول الآخر في البنتاغون فقد أفاد للصحيفة أن “المخابرات الأمريكية توصلت إلى أن برنامج طائرات الدرون التي يستخدمها الحوثيون لقتال أعدائهم هو محلي”، وأن “الحوثيون لم يحتاجو لأي مساعدة خارجية للاستمرار في برنامجهم التسليحي المحلي بخصوص الطائرات المسيرة”.
كما أشار التقرير إلى أن أحجام الطائرات المسيرة اليمنية تتراوح ما بين الطائرات الدرون التي يستخدمها الجيش الأمريكي للعمليات القتالية إلى الطائرات ذات الأحجام الصغيرة التي باتت متاحة في المتاجر في أي دولة على هيئة ألعاب، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الطائرات المسيرة التجارية والمستخدمة كألعاب أو لأغراض التصوير تعد من ضمن السلع الممنوعة دخولها إلى اليمن ضمن قائمة طويلة من السلع المستوردة التي منع التحالف دخولها اليمن.
كما يضيف التقرير نقلاً عن مسؤول أمريكي قوله إن “السعوديين والإماراتيين يستثمرون مبالغ ضخمة في تكنولوجيا مكافحة الطائرات بدون طيار إلا أن سهولة بناء وصناعة هذه الطائرات من قبل اليمنيين تبقى هي التحدي الأكبر لجهود الرياض وأبوظبي”.