شركاء التحالف يتقاتلون بضراوة والسعودية والإمارات ترقبان الوضع بصمت ورضاء
صلاح السقلدي*- وما يسطرون – المساء برس|
اشتدَّ الخلاف في محافظة تعز، بين الأجنحة المدعومة من التحالف “السعودية والإمارات”: حزب الإصلاح “إخوان اليمن” و الجماعات المسلحة السلفية بقيادة الشيخ أبو العباس، تطور الى مواجهات عسكرية دامية واسعة النطاق بالأيام القليلة الماضية استطاع الإخوان إذلال خصومهم و حشرهم في مكانٍ قصيٍّ ، في وقت لزمَ فيه التحالف الصمت بشكل يشيء بوضوح الى رغبته في هكذا صراع تستنزف فيه هذه الأجنحة بعضها ببعض، برغم انضوائها تحت مظلة التحالف وحاجته لها بالوقت الراهن إلّا أنه يتوجّس منها ريبة بعد أن اتسعت هِــوة فقدان الثقة بها على خلفية حدة الأزمة الخليجية المعقدة، خصوصاً إخوان اليمن، ويرى أي التحالف في تسمين هذه القوى بالسلاح والمال أكثر من المسموح به خطراً مستقبلي عليه وعلى أطماعه باليمن جنوبا وشمالاً التي يحققها بصمت ورويّة تحت غبار الخلافات ونقع الخصومات السياسية والفكرية والجهوية المتصاعدة.
فهذا التحالف ليس عاجزاً على وضع حداً لهذه المواجهات التي تتكرر بين الحين والآخر في تعز وفي غير تعز، بل لا يريد ذلك، فهذه الأجنحة تتلقى الدعم العسكري والمالي من الرياض وأبو ظبي, ويكون بالتالي مِــن السهولة بمكان الضغط عليها بوقف اقتتالها ليس بضغط عسكري بل بمجرد التلويح بقطع مدده عنها، ولكنه يجد في هذا التمزق وهذا التشظي ضالته التي ينشدها لتنصرف هذه القوى بخلافتها بعيداً وتنشغل بقتال بعضها حتى يتسنى له تحقيق كل ما ينشده بهذه الحرب من مآرب وأهداف باستثناء هدفه المعلن” هزيمة الحركة الحوثية وعودة السلطة المعترف بها المسماة بالشرعية الى سدة الحــكم في صنعاء”. فهذا الهدف لم يعد يحرص التحالف على تحقيقه – بعد أن تعثرت جهوده وتبعثرت أوراقه في مهب الفشل- قبل أن يحقق غرضين على الأقل وهما: تجهيز قوى عسكرية وسياسة وجماهيرية موثوق بولائها للرياض وابوظبي وبالذات في الشمال ليسدُّ بها الفراغ بالساحة الذي يتخوف هذا التحالف من أن يشغله حزب الإخوان في حال ان ضعفت الحركة الحوثية أو حتى بالجغرافيا التي لا تتواجد بها هذه الحركة، كون الجماعات السلفية والقاعدية التي تتخندق بخندق التحالف وبرغم إذعانها وولائها المطلق للحكم في المملكة والإمارات باعتبارهما أولياء أمرهم إلّا أنها لا تستطيع أن تمارس العمل الحزبي ليس فقط كونها ترى بالحزبية كلمة مرادفة للكفر و ترى بالديمقراطية ضلالة وبدعة بل لأنها تفتقر للخبرة السياسية وللدعم الشعبي – في الشمال بالذات-، كما أنها جماعات لا يستطيع التحالف أن يقدمها أمام المجتمع الدولي بديلاً سياسيا بالساحة فهي جماعات يطغى عليها الفكر المتشدد والتفكيري العنيف تجاه كل ما له علاقة بالأحزاب والديمقراطية، فضلاً عن هذه الجماعات هجين من الفكر السلفي الجهادي والقاعدي والوهابية المتوحش، ويكون بالتالي من المحرج للتحالف تقديمها بديلا عن الأحزاب باليمن في وقت تسعى الرياض الى محو تاريخها المشبع بدعم هذه الجماعات المتشددة.
ثانياً: حتى يرسّخ التحالف وجوده العسكري ويتمكن من تثبيت أقدامه على الأرض أكثر وأكثر، وخير دليل على انصراف التحالف عن هدفه المعلن “اسقاط صنعاء” بهذا الوقت هو أن الجهد العسكري الرئيس لهذا التحالف يتم حشده بعيداً عن صنعاء باتجاه المدن والمحافظات التي يرى فيها سنابل خضر، وبقر سمان، كمحافظة المهرة وحضرموت الساحليتين أقصى الشرق التي أضحتا متخمتا بالوجود العسكري السعودي برغم بعد هذه المحافظات وبالذات المهرة عن ساحة المعارك وخلوها بالمطلق من أي وجود للحركة الحوثية, وكذلك تفعل الإمارات بتوجهها أقصى الغرب في مدينة الحُديدة بالبحر الأحمر ، التي تجحظ عليها وعلى مينائها الحيوي العين الإماراتية بقوة.