التوجيه المعنوي بصنعاء يكشف لأول مرة الوثائق السرية لاغتيال الحمدي
صنعاء – المساء برس| كشف نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع بصنعاء عن معلومات وحقائق جديدة من ملف اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي في أكتوبر 1977.
وكشف العميد عبدالله بن عامر في حوار أجرته معه صحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم وزارة الدفاع عن وثائق جديدة “أكدت تورط السعودية في اغتيال الشهيد الحمدي”، وأكد أن هناك معلومات ووثائق وأدلة استجدت بعد فتح ملف الحمدي وكشف ملابسات اغتياله التي قال إنها “عرّت أتباع المملكة من اليمنيين الذين يعملون اليوم لصالحها”.
كما لفت بن عامر إلى أن هناك تخوف شديد من قبل السعودية من فتح ملف قضية اغتيال الحمدي في هذا التوقيت والذي سيضاعف من أزمة النظام السعودي دولياً بسبب دوره التخريبي في الكثير من الدول العربية، مشيراً إلى الاهتمام الإعلامي الخارجية بالقضية، في إشارة إلى التحقيق الذي أجرته قناة الجزيرة وسيبث مساء اليوم الأحد، وأضاف إن “مهمة النظام السعودي وأدواته الإعلامية لن تنجح فقضية تورطه باغتيال الحمدي واضحة”، في إشارة ثانية إلى الفيلم الوثائقي الذي أنتجته وزارة الإعلام السعودية عبر شركة إنتاج مصرية ومن ثم دفعت به لقناة اليمن التابعة للشرعية والتي تبث من الرياض وتم عرضه الجمعة الماضية استباقاً للتحقيق الذي ستبثه الجزيرة اليوم.
كما أكد بن عامر أن هناك جهات دولية متورطة في اغتيال الحمدي، حيث تضمن الحوار إجابة لعلامات استفهام حول “ما هي الجهات الدولية المتورطة وطبيعة مشاركة كل جهة؟”.
“المساء برس” اطلع على نص الحوار وينشره كما ورد:
الإهتمام الإعلامي الخارجي بقضية إغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي رغم مرور اكثر من أربعة عقود على القضية التي لا تزال حاضرة في وجدان اليمنيين دفعنا الى التفاعل مع هذا الاهتمام سيما ونحن في صحيفة 26سبتمبر كنا قد تناولنا هذه القضية في شهر أكتوبر من العام الماضي قبل أن تأخذ القضية إهتمام المزيد من الوسائل الإعلامية الداخلية والخارجية في ظل الحديث عن معلومات جديدة عن القضية.
كل ذلك دفعنا الى إجراء الحوار مع مؤلف كتاب أسرار ومعلومات إغتيال الزعيم الحمدي نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للشؤون الإعلامية العميد عبدالله بن عامر وقد خصصنا هذا الحوار للحديث عن قضية اغتيال الرئيس الحمدي ومحاولات النظام السعودي تزييف الحقيقة ونفي تورطه في الإنقلاب الدموي الذي شهدته صنعاء ظهر الثلاثاء 11من أكتوبر 1977م.
حوار: أمين أبو حيدر
بداية … ما تعليقكم على التحرك الإعلامي السعودي بشأن قضية الحمدي ومحاولة نفي أي دور للنظام السعودي في اغتياله؟
هناك معلومات وصلت النظام السعودي عن تحركات بصنعاء لجمع الوثائق والأدلة والشهادات عن جريمة اغتيال الحمدي لإخراجها بشكل رسمي وكذلك انتاج فيلم وثائقي وإصدار كتاب وان هذه المعلومات وصلت في وقت كانت فيه قضية اغتيال الصحفي خاشقجي في صدارة التناولات الإعلامية الأمر الذي أثار فزع النظام السعودي ما دفعه الى محاولة تبرئة نفسه من التورط بقضية اغتيال الرئيس الحمدي حتى لا تصبح هذه القضية القديمة الجديدة دليلاً آخر على إجرامية النظام السعودي ووحشيته.
وهل بالفعل هناك تحركات لجمع الأدلة؟
نعم … قضية الحمدي قضية كل اليمنيين جيلاً بعد جيل ومن الواجب على أي سلطة او جهة العمل على كشف ملابسات الجريمة فهي الجريمة الوحيدة على مستوى الجرائم السياسية التي لم يتم التحقيق فيها وسجلت ضد مجهول.
وكان هناك اجتهادات شخصية باركتها القيادة وتحولت الى عمل منظم وتوصلنا الى ادلة ووثائق وشهادات ومواد مرئية ومسموعة تكشف أسباب وأبعاد وتداعيات المؤامرة الإنقلابية الدموية على الرئيس الحمدي ومشروعه النهضوي وكل هذه المعلومات ظلت مخفية طوال العقود الماضية بحكم الهيمنة السعودية على اليمن وان معظم هذه المعلومات لم تكشف من قبل.
وماذا عن الجهات المتورطة؟
الجهات معروفة وقد اكدت الوثائق ذلك … البعض يركز على أسماء بعينها ويغفل الدور الأساسي للنظام السعودي وكذلك لأبرز الأدوات المحلية التي لولا عمالتها للخارج لما حدث ما حدث.
وبرأيكم لماذا يخشى النظام السعودي من فتح ملف قضية الحمدي؟
يحاول النظام السعودي تحسين صورته دولياً في وقت اهتزت هذه الصورة مع العدوان على بلادنا وارتكاب الجرائم إضافة الى الدور المشبوه لهذا النظام في الكثير من الدول العربية وهو دور تخريبي ولا ننسى تداعيات قضية خاشقجي ولهذا فإن فتح ملف الحمدي سيضاعف من أزمة هذا النظام دولياً والأهم من كل ذلك هو ان فتح ملف الحمدي وكشف ملابسات الاغتيال سيعري اتباع المملكة من اليمنيين الذين يعملون اليوم لصالحها وسيجعلهم في موقف محرج وسيؤكد زيف وكذب الشعارات التي ترفعها السعودية اليوم وهي بصدد الترويج الدعائي لعدوانها الاجرامي على بلادنا وبالتالي فإن قضية الحمدي الحاضرة في الوجدان الشعبي ستظل وصمة عار في تاريخ بني سعود وتدخلهم السافر في الشأن اليمني.
ولا ننسى أن هذه القضية تلجم أفواه المدافعين عن النظام السعودي وعلى رأسهم مجاميع الكهولة السياسية الذين افنوا حياتهم في خدمة الرياض على حساب وطنهم وكرامتهم.
برأيكم .. لماذا هذا التوقيت للحديث عن قضية الحمدي من قبل السعودية؟
يبدو أن فيلم الغداء الأخير لشبكة الجزيرة وراء ذلك فالنظام السعودي أراد إستباق جهد الجزيرة كون أي عمل وثائقي او تحقيق صحافي اعتيادي حول القضية سيصل الى حقيقة مفادها ان النظام السعودي وراء الانقلاب الدموي
لكن جميع جهود الماكينة الإعلامية السعودية ستفشل فالمشاهد اذكى من ان تنطلي عليه الدعاية الإعلامية السعودية وان كانت بأدوات يمنية او عبر وسائل يمنية ,وسيكون أي جهد سعودي مؤكداً لتورط المملكة في مؤامرة الإغتيال وقد لاحظنا كيف ان ما بث مؤخراً وبدلاً من ان يحقق هدفه في تزييف الحقيقة لفت انتباه الكثيرين الى ما سيبث في الجزيرة وهذا يجعل الجهد السعودي يصب في صالح فيلم الجزيرة فكلما حاولت السعودية نفي دورها في الجريمة كلما تأكد هذا الدور.
هناك من يقول أن محاولات السعودية قد تسهم على الأقل في التشكيك بما سيتم كشفه من وثائق ومعلومات؟
مهمة النظام السعودي وادواته الإعلامية في تزييف الحقيقة لن تكلل بالنجاح كون قضية اغتيال الحمدي واضحة والتورط السعودي فيها لا يحتاج لمزيد جهد وعناء لإثباته وإذا كان لأي يمني أن يشكك في أي معلومة تاريخية حول أي حدث بموجب أي مستجدات او اجتهادات إلا انه لا يمكن ابداً ان يشكك في وقوف النظام السعودي وراء الإنقلاب الدموي الذي شهدته صنعاء 11اكتوبر 1977م.
ما الجديد الذي سيتم كشفه ونقصد هنا المعلومات؟
الحمدي ذهب ضحية مؤامرة سعودية نفذتها أياد يمنية وباركتها وشاركت فيها جهات دولية ومثل هذه التفاصيل يعلمها الكثير من اليمنيين إلا انها اليوم باتت معززة بالوثائق والمعلومات والأدلة وهو ما يجعل الحديث عن التورط السعودي في الإنقلاب الدموي لم يعد مجرد كلام كما كان في السابق بل وثائق وشهادات سيتم الكشف عنها تباعاً فهناك تفاصيل ومعلومات غاية في الأهمية لم تكشف من قبل عن جريمة الاغتيال منها الأسباب وكذلك الجهات المشاركة إضافة الى التفاهمات السرية بين الرئيسين الحمدي وسالمين لإعلان الوحدة والتعامل مع ملف باب المندب والخطر الإسرائيلي المتمثل في التواجد العسكري جنوب البحر الأحمر وباب المندب وتهديد الجزر اليمنية وكذلك الساحل الغربي.
ماذا عن الشخصيات السعودية المتورطة في اغتيال الحمدي؟
هناك شخصيات سعودية بحكم منصبها ساهمت وشاركت مع اختلاف درجة او مستوى مشاركتها في الجريمةولا ننسى بالطبع الأدوات المحلية لكن دعوني هنا اتحدث عن المشاركة السعودية والبداية بالملحق العسكري السعودي صالح الهديان وهو من تولى الإشراف الفعلي من صنعاء وشارك بنفسه إضافة الى تجار ودبلوماسيين ناهيك عن الدور الذي لعبه علي بن مسلم الذي كان يتولى الملف اليمني في اللجنة الخاصة والديوان الملكي وقد زار صنعاء ضمن ترتيبات عملية الاغتيال ويتبع بن مسلم الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي كان مشرفاً على الملف اليمني بالكامل إضافة الى ولي العهد وقتها الأمير فهد بن عبدالعزيز وكذلك الملك خالد بن عبدالعزيز.
وهنا كشفنا عن أهم الشخصيات المحورية من الملحق العسكري بصنعاء الى مسؤول الملف اليمني واللجنة الخاصة الى الملك وولي العهد وهذه المعلومات ليست جديدة لكنها ظلت محل تداول محدود ولم تكن تطرح في وسائل إعلامية.
اليوم .. هناك أدوات يمنية تتولى مهمة الدفاع عن النظام السعودي؟
إنه ليس من المستغرب ان نشاهد البعض اليوم يتحدث عن جريمة اغتيال الحمدي نافياً الدور السعودي كون هذه الأدوات مهمتها معروفة وواضحة وليس محاولة تنظيف الوجه القبيح للنظام السعودي آخر تلك المهام والأعمال.
هناك قوى كان لها دور سلبي في التهيئة لجريمة الاغتيال إضافة الى دورها اثناء وبعد الجريمة وبالتالي فإن معظم مراكز النفوذ في تلك الفترة شاركت بشكل مباشر او غير مباشر في اجهاض مشروع الحمدي كون تلك المراكز لم تكن مرتبطة بالوطن بماضيه وحاضره ومستقبله بل مرتبطة بالنظام السعودي وبأمواله وهباته وأدت تبعيتها للخارج الى إعاقة كل محاولة جادة لتغيير الواقع اليمني وبناء الدولة.
هل محاولة الدفاع عن النظام السعودي من قبل البعض يستدعي الرد من قبل الجهات الوطنية؟
الحديث عن اغتيال الحمدي من قبل تلك الأدوات بهدف تجميل وجه النظام السعودي لأسباب دعائية وسياسية فرصة مناسبة لتسليط الضوء على الحقيقة المغيبة والمتمثلة في أسباب الاغتيال وكذلك تفاصيله والجهات المتورطة فيه الداخلية والخارجية إضافة الى التداعيات والنتائج حيث لا زلنا نعيش تبعات تلك الجريمة حتى اللحظة.
على اليمنيين الوقوف بصدق أمام تجربة الحمدي وكفاحه المرير ضد التدخلات الخارجية وأمام قضية الاغتيال التي تحولت من اغتيال مشروع ورئيس دولة الى اغتيال شعب بأكمله.
وهل هناك مشاريع إعلامية لتسليط الضوء على جريمة اغتيال الحمدي؟
ندرك مدى إرتباط المواطنين بالرئيس الحمدي ولهذا تمكنا من الإفراج على الكثير من المواد المرئية المخفية او التي تم الحفاظ عليها بعيداً عن أعين السلطة في السابق كون معظم المواد المرئية تعرضت للإتلاف ضمن محاولة طمس محاولة عهد الحمدي وكذلك هناك مئات الصور ستنشر عبر وسائط مختلفة إضافة الى أنشطة وخطابات وتحركات الحمدي وجميع هذه المواد تخضع للقراءة وستترجم الى أعمال مصورة عما قريب.
ولا أخفيكم كان لدينا مشروع فيلم وثائقي عن الاغتيال واليوم لدينا مشروع فيلم عن التدخل الإسرائيلي في اليمن وسنتطرق فيه الى مرحلة الحمدي والصراع الذي خاضه ضد الاطماع الصهيونية في البحر الأحمر وتحديداً في باب المندب والساحل الغربي والجزر اليمنية.
نتحدث عن كتابكم (اغتيال الزعيم الحمدي) ترى متى سيرى النور ؟
الكتاب جاهز وقيد الطباعة وسيكون في متناول الجميع خلال الفترة القادمة.
ما الجديد في الكتاب؟
الكتاب يتناول قضية اغتيال الحمدي من حيث الأسباب والدوافع والمقدمات وكذلك التفاصيل إضافة الى النتائج والتداعيات ودور الجهات الخارجية وتحديداً الدور السعودي وكذلك البريطاني والأمريكي والإسرائيلي.
وقد تمكنا بعون الله من الوصول الى شهادات قد تكون لأول مرة وكذلك شرح وتوضيح لوثائق مهمة تتطرق الى أسماء الجهات المتورطة.
ماذا عن تفاصيل الاغتيال فهناك روايات عدة ترى هل توصلتم الى الحقيقة؟
استطيع القول إن تعدد الروايات كان يخفي محاولات القتلة عدم الإفصاح عما حدث بالفعل قبل إطلاق الرصاص على الرئيس الحمدي كون ما حدث لا يمكن الحديث عنه بسهولة ولهذا نجد أن الروايات تكاد تتفق على نسبة معينة من الحقيقة لكنها ليست كل الحقيقة فمثلاً اذا ركزنا على الدور السعودي لحظة القتل سنجد أن الملحق العسكري السعودي صالح الهديان كان حاضراً بنفسه وتولى الإشراف وكان من يدير العملية من يأمر ومن ينهي ومن يوبخ ومن يعتدي قبل أن يعطي أوامره بقتل الحمدي وهناك تفاصيل صادمة بالنسبة لليمنيين إذا ما أخذنا بالإعتبار مكانة الحمدي وكيف حاول هذا الرئيس الدفاع عن اليمن واليمنيين حتى آخر لحظة في حياته.
هل تناول الكتاب العلاقة بين الحمدي وسالمين والتفاهمات السرية بينهما؟
نعم .. كان هناك تفاهمات بين الزعيمين تؤسس ليمن واحد وان هذه التفاهمات كانت أحد أسباب الاغتيال فالحمدي وسالمين من جهة والقتلة من جهة أخرى كانوا في سباق مع الزمن فالحمدي وسالمين يحاولان الاستعجال في اتخاذ الخطوات الوحدوية لوضع العالم وقتها امام واقع يمني جديد كان سيؤثر بالتأكيد على خارطة الصراعات في المنطقة والجهات المتورطة بالاغتيال سارعت في تنفيذ المؤامرة ولهذا نجد ان توقيت المؤامرة كان قبل 48ساعة فقط من اللحظة التاريخية المرسوم لها من قبل الزعيمين.
ماذا عن رؤية الزعيمين وقتها لليمن؟
الحمدي أنطلق في رؤيته النهضوية والوحدوية من الواقع الجيوسياسي لليمن وكذلك سالم ربيع علي وهذا الواقع ونقصد بها حقائق الجغرافيا والتاريخ هي الحقائق الذي يجب ان تنطلق منها أي سلطة سياسية وهي بصدد رسم إستراتيجية النهضة الشاملة فعلى سبيل المثال هل تساءلنا هل اليمن دولة بحرية ام برية ؟ … فإذا كانت برية فماذا يجب ان نتخذه على صعيد بناء القوة وتوزيع القوة البشرية والموارد والتنمية وكل ذلك .. واذا كانت بحرية فهناك ما يفرض علينا وضع أولويات كبناء قوة بحرية ودعم التجمعات السكانية في السواحل وتنمية الجزر والموانئ وفي الحقيقة ان اليمن دولة بحرية وهي الحقيقة التي لم يدركها الا القليل … فالغزاة يأتون الينا من البحر والخير والثروة والمستقبل في البحر وهذا لا يلغي حقائق الجغرافيا البرية بل يدعم ان اليمن بموقعه الجغرافي وتنوع تضاريسه وثرواته وعلى رأسها الثروة البشرية مؤهل لأن يكون دولة إقليمية لها نفوذ وحضور فكل العوامل تجعلنا كذلك وتدعم هذه الحقيقة ولهذا نجد ان المؤامرات على اليمن مستمرة للحيلولة دون تمكن أي قوة يمنية من التعامل مع الواقع اليمني على أساس حقائق التاريخ والجغرافيا.
تقصدون ان مؤامرة اغتيال الحمدي تأتي في سياق ما اشرتم اليه؟
اغتيال الحمدي وكذلك اغتيال الصماد .. اغتيال القادة ومحاولة اغتيال الشعب اليوم بهذا العدوان .. اليمن يواجه مؤامرات مستمرة منذ عقود وكل محاولات الخروج من الوصاية والهيمنة الخارجية تجابه بمؤامرات بلغت هذه المرة درجة العدوان الشامل وهذه المرحلة باعتقادي هي آخر محاولات الأعداء لوأد الولادة اليمنية … وهذه المحاولة رغم شدتها وقساوتها وتداعياتها ستكون الأخيرة وفي طريقها للفشل.
برأيكم ما هي عوامل الفشل؟
الوعي الشعبي بطبيعة المؤامرة وحقيقة المعركة ووجود قيادة لها رؤية ومشروع وقبل ذلك إرادة حقيقية وعزيمة صادقة فواقعنا اليوم يشير الى أننا نمضي في الطريق الصحيح.
هل بالفعل كان هناك دور للكيان الإسرائيلي في احداث تلك الفترة ونقصد هنا عهد الحمدي؟
نعم .. كان هناك دور ويمكن معرفته من خلال ما كان ينشر في تلك الفترة ولا انسى هنا تصريحات للرئيس الحمدي تحدث فيها عن عدوان إسرائيلي على اليمن بل وأكد ان اليمن قيادة وحكومة وشعباً مستعدون للدفاع عن اليمن ضد أي عدوان ….
البعض يتفاجئ عندما يطلع على هذا .. لان هناك من حاول إبقاء احداث تلك الفترة مخفية او مغيبة … الحمدي وقف بصلابة ومعه سالمين أمام التحركات الإسرائيلية في باب المندب والبحر الأحمر واحد أسباب عقد مؤتمر تعز الرباعي هو الخطر الإسرائيلي ومحاولة احتلال بعض الجزر اليمنية وكذلك شهدت تلك الفترة ما سمي بأزمة الصواريخ الإسرائيلية وهذا دفع الحمدي الى اتخاذ قرار بإغلاق البحر امام الملاحة الصهيونية وعلينا ان نتخيل مدى تأثير ذلك على الكيان الإسرائيلي وكيف أزعج هذا القرار اليمني العدو بالتزامن مع بناء قوة عسكرية بحرية وتحصينات دفاعية في منطقة باب المندب الأمر الذي دفع العدو الإسرائيلي الى تهديد اليمن وكانت الطائرات الإسرائيلية تحلق فوق أجواء الساحل الغربي وحينها قال الحمدي ان هدف هذه الطائرات قد يكون رصد اهداف لاستهدافها فيما بعد.
هل كل هذه المعلومات وردت في الكتاب؟
نعم واكثر من ذلك .. فعلى سبيل المثال تطرقنا الى تفاصيل مهمة جداً وتكشف لأول مرة عن الخطة العسكرية للرئيس الحمدي وكذلك الرئيس سالم ربيع علي لحماية باب المندب ومواجهة الخطر الإسرائيلي وبالرغم من شحة الإمكانيات في تلك الفترة للشطرين على السواء إلا ان الإرادة اليمنية بدأت في الإجراءات الميدانية الفعلية لذلك بعد ان تخاذل العرب في الإستجابة لدعوات الحمدي بأن تظل منطقة البحر الأحمر عربية وان تتخذ كافة الدول العربية المتمكنة إجراءات فعلية لمساندة اليمن باعتبار أن ما يقوم به اليمن يهدف الى حماية الأمن القومي العربي وليس حماية اليمن فقط.
ماذا عن الملفات الأخرى كالنفط والثروة والحدود؟
السعودية حاولت اغراء الحمدي بالمزيد من الأموال للتوقف عن المضي قدماً في مشروعه النهضوي ثم لجأت الى التهديد قبل أن تتولى عملية التنفيذ لمؤامرة الإنقلاب الدموي عبر الأدوات المحلية العميلة وكل هذا لم يحدث إلا بمباركة أمريكية ومشاركة بريطانية وكل هذا سيتم الكشف عنه أما عن الملفات المذكورة فبالتأكيد ان الحمدي دعم استخراج النفط واستدعى الشركات الأجنبية وتم التوصل في عهده الى وجود كميات تجارية في تهامة وكذلك في مارب والجوف وأما الحدود فقد حاولت السعودية انتزاع موافقة الحمدي لمد خط طريق ما بين نجران والشرورة الا ان الحمدي رفض بشدة فهذا الطريق كان سيحدد الحدود بشكل غير مباشر وهذه النقطة انتبه اليها الحمدي وبالتالي فقد كانت المطالب السعودية والإملاءات اكبر من أن يُستجاب لها رغم حرص الحمدي على عدم الإصطدام بالسعودية لإدراكه الواقع اليمني في تلك الفترة وان هذا الواقع بحاجة الى المزيد من العمل حتى يصبح أكثر قابلية للإندماج ضمن مشروع الإستقلال الحقيقي.