تصعيد وتوجهات أمريكية بتوسيع مشاركتها المباشرة في الحرب على اليمن
صنعاء – المساء برس – تقرير: يحيى محمد| من المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة تصعيداً عسكرياً كبيراً في بعض الجبهات العسكرية وقد يكون من بينها التصعيد في الساحل الغربي وبمشاركة عسكرية أمريكية مباشرة وبشكل علني.
ووفقاً لمراقبين عسكريين يمنيين يتابعون السياسات الأمريكية التي يتخذها الرئيس دونالد ترامب بشأن الحرب على اليمن، فإن القرارات الأخيرة لترامب تنبئ بوجود نوايا لتوسيع مشاركة واشنطن عسكرياً في اليمن وإظهار هذه المشاركة المباشرة للعلن بعد أن ظلت خفية بدلاً من وقفها والالتزام بما قرره الكونجرس.
| بعد الـ”فيتو”.. ترامب يقرر سحب بلاده من المعاهدة الأممية لتجارة الأسلحة |
اليوم الجمعة أفادت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر سحب بلاده من معاهدة الأمم المتحدة لتجارة الأسلحة التقليدية.
ويأتي هذا القرار الذي يعتزم فيه ترامب سحب بلاده من معاهدة تجارة الأسلحة بعد أيام من استخدامه لحق النقض “الفيتو” ضد قرار الكونجرس الذي قضى بوقف مشاركة الولايات المتحدة في الحرب على اليمن وسحب قواتها بالكامل من هناك ووقف دعم التحالف العسكري السعودي الإماراتي بجميع أشكاله.
ويعتبر قرار ترامب بسحب بلاده من معاهدة تجارة الأسلحة التقليدية تأكيداً على قبول الإدارة الأمريكية بما ترتكبه دول التحالف السعودي الإماراتي بمشاركة مباشرة من قوات أمريكية وبريطانية من جرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين اليمنيين بما فيهم النساء والأطفال الأبرياء جراء قصف طيران التحالف للمنشئات والمساكن المدنية.
ويرى مراقبون إن الانسحاب من معاهدة تجارة الأسلحة الأممية سيفتح المجال للولايات المتحدة لبيع الأسلحة للتحالف السعودي الإماراتي حتى وإن استخدمت في قصف واستهداف المدنيين والأبرياء وارتكاب مجازر ضد الإنسانية، حيث يعتبر بيع تلك الأسلحة لجهات تستخدمها ضد الإنسانية في ظل التوقيع على المعاهدة هو مشاركة وإدانة للدولة التي قامت ببيع هذه الأسلحة، وبعد الانسحاب لن يكون بمقدور الجهات الدولية إدانة ومقاضاة الولات المتحدة بناءً على نتائج أي تحقيقات قد تتم في اليمن بشأن جرائم التحالف والتي ستدان فيها الولايات المتحدة كون الأسلحة المستخدمة والقذائف والصواريخ التي تسببت بمقتل المدنيين هي أمريكية الصنع.
| تمهيداً لمشاركة أمريكية مباشرة في اليمن |
وقال مراقبون عسكريون في صنعاء إن قرار ترامب يعد مؤشراً على أن هناك نوايا أمريكية بإشراك القوات العسكرية الأمريكية بشكل مباشر في الحرب على اليمن إلى جانب التحالف.
وأشار المراقبون في حديث لـ”المساء برس” مساء اليوم إن المشاركة الأمريكية في الحرب على اليمن سوف تتسع وتظهر للعلن أكثر وأكثر خلال الفترة المقبلة وهو ما تشير إليه قرارات وسياسات الرئيس الأمريكي ترامب ابتداءً من رفض قرار الكونجرس واستخدامه حق الفيتو لإلغائه واستمرار مشاركة واشنطن في الحرب على اليمن ومروراً بما تحدث به ترامب اليوم من اعتزامه إصدار قرار بالانسحاب من معاهدة تجارة الأسلحة التقليدية لتصبح تجارة واشنطن لأسلحتها مع دول التحالف وعلى رأسها السعودية والإمارات غير مقيدة، على الرغم من أنها كانت قائمة رغم أن واشنطن لا تزال عضواً في المعاهدة التي تمنعها بيع أسلحة تستخدم لقتل المدنيين، ويضيف المراقبون “لكن إعلان الانسحاب هو لمنع الحرج عن واشنطن ولتجاوز أي ضغوطات دولية قد تمارسها المنظمات الحقوقية والإنسانية تجاه الدور الأمريكي المباشر وغير المباشر في الحرب على اليمن والتي تبنى – أي الضغوط – بناءً على ما تعلنه أمريكا من التزامها أمام دول العالم بشأن تجارة الأسلحة”.
| قبل التصعيد.. التحالف يتقدم بطلب لبريطانيا لتبرير التصعيد |
حديث المراقبين العسكريين في صنعاء يؤكده ويرجحه ما كشفته صحيفة “الجارديان” البريطانية اليوم في تقرير بشأن استدعاء وزير الخارجية البريطاني لوزيري خارجية السعودية والإمارات والاجتماع بهما بحضور مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد ساترفيلد.
وكشفت الصحيفة إن الاجتماع الذي يفترض أن يعقد في العاصمة البريطانية لندن اليوم الجمعة، سيبذل فيه الوزير البريطاني جيريمي هنت جهوداً “لمحاولة احتواء عملية السلام في اليمن بعد أن تعرض لضغوط من السعودية والإمارات تطلب منه أن يعلن أن الحوثيين فشلوا في الالتزام باتفاق الحديدة”، الأمر الذي يشير إلى أن مساعي التصعيد العسكري في الحديدة من قبل التحالف تجري على قدم وساق وتحاول دول التحالف إيجاد مبرر يشرعن لها التصعيد واستخدام بريطانيا لهذا الغرض.
كما يتوقع المراقبون العسكريون إن الضغوط السعودية والإماراتية لدفع بريطانيا لإعلان أن قوات صنعاء هي من تعرقل اتفاق السويد قد يتمخض عنها إصدار موقف من المبعوث الأممي مارتن غريفيث مغاير لما وجده من سلطة صنعاء والقيادة السياسية هنا أثناء زياراته ولقاءاته التي أجراها مع القيادة خلال الفترة الماضية “ولا نستبعد أن يرضخ غريفيث بحكمه بريطاني الجنسية لضغوط تمارس عليه من بلاده لتبني موقف سلبي تجاه طرف صنعاء وانحيازاً لطرف الرياض إذا ما مورست عليه ضغوطاً قوية”.
| موقف صنعاء: جاهزون لأي تصعيد براً أو بحراً وباستراتيجية لا يتوقعها العدو |
على الرغم من التكتم الشديد على مدى الجاهزية العسكرية لقوات صنعاء تجاه أي تصعيد عسكري محتمل على الساحل الغربي والحديدة، إلا أن مصادر رفيعة في “أنصار الله” أكدت أن قيادة وزارة الدفاع ووحداتها المتخصصة والألوية العسكرية البرية والبحرية والجوية في المنطقة الغربية سبق أن أنهت جاهزيتها العسكرية التامة لمواجهة أي تصعيد من قبل انعقاد مفاوضات السويد في ديسمبر الماضي، لافتة أن من ضمن الجاهزية أن “هناك استراتيجية عسكرية تم وضعها لمواجهة أي تصعيد عسكري في الساحل الغربي حتى وإن شاركت قوات أمريكية أو بريطانية بشكل مباشر”.
حديث المصادر في “أنصار الله” يأتي تأكيداً لما سبق وأعلنه زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي في الحوار التلفزيوني الذي يجريه لأول مرة على قناة “المسيرة” التابعة للحركة، حيث قال الحوثي عند سؤال المذيع عن أي تصعيد في الحديدة واستعداد صنعاء له “الخوض في تفاصيل هذا الموضوع هي أسرار عسكرية لكن نؤكد أن هناك إنتاج لأسلحة مهمة ومناسبة وفعالة ووسائل فعالة ومؤثرة جاهزة للاستخدام عند الحاجة”، الأمر الذي يؤكد أن قوات صنعاء تمكنت من إنتاج أسلحة لا يعرفها العدو وستكون مفاجئة له، هذا بالإضافة إلى الاستراتيجية العسكرية الموضوعة غير المتوقعة للطرف الآخر، كما تجدر الإشارة إلى ما قاله أيضاً زعيم أنصار الله من أن لليمنيين الحق المشروع في الدفاع عن أرضهم وسواحلهم بأي الوسائل، الأمر الذي يضع التحالف بكونه الطرف المهاجم أمام مسؤولية ما قد يترتب من تبعات عسكرية أو أمنية على البحر الأحمر.