اعترافات لحلفاء الشرعية بعد أحداث “الاقروض” تكشف حقيقة حصار تعز
تعز – المساء برس| أدت التطورات العسكرية الأخيرة التي جرت في جبهة الأقروض بين القوات العسكرية اليمنية التابعة لحكومة الإنقاذ بصنعاء وبين قوات اللواء 35 مدرع التابعة لـ”الشرعية” والتي يقودها اللواء عدنان الحمادي المحسوب على الإمارات في تعز، إلى تبادل الاتهامات بين فصيلي الإصلاح والإمارات في تعز بشأن من يفرض الحصار على أبناء تعز.
وعلى الرغم من اتهامات التحالف والشرعية للحوثيين بمحاصرة تعز إلا أن الأحداث الأخيرة أدت إلى انكشاف وتأكيد صحة ردود “أنصار الله” وحكومة صنعاء على تلك الاتهامات وهو ما سيتبين من خلال هذا التقرير.
| قطع طريق الاقروض من قبل اللواء 35 مدرع |
بعد المعارك التي شهدتها جبهة الاقروض والتي أدت إلى سقوط مواقع عديدة وتقدم كبير لقوات صنعاء وسيطرتها على المواقع والمناطق التي كانت خاضعة لسيطرة قوات اللواء 35 مدرع الموالية للإمارات، قامت قوات الحمادي بزرع كمية من الألغام الأرضية لإعاقة أي تقدم لقوات صنعاء على طريق الاقروض وقامت بقطع الطريق الوحيد والمتبقي للمواطنين والذي يربط مناطق سيطرة التحالف بمناطق سيطرة حكومة صنعاء في تعز وأدى ذلك إلى منع المسافرين وشحنات التجارة وتوقف الحركة نهائياً وهو ما أدى إلى تزايد السخط الشعبي ضد اللواء 35 مدرع.
وتأكيداً لصحة هذه المعلومات نشر “الموقع بوست” موقع إخباري محسوب على الإصلاح معلومات من مصادر محلية تؤكد تلك المعلومات.
| إعلام الإمارات يروج لتهريب السلاح عبر الاقروض ويتهم الإصلاح |
أمام الغضب الشعبي بسبب إغلاق حلفاء الإمارات لطريق الأقروض، دفعت أبوظبي بوسائل الإعلام “مواقع إخبارية يمنية تمولها الإمارات للعمل لصالحها ومهاجمة الإصلاح” نحو نشر مواد صحفية لتركيز الحديث عن وجود عمليات تهريب للسلاح إلى قوات صنعاء تتم وتمر عبر طريق الأقروض، كما شمل الترويج اتهام الإصلاح بأنه هو من يقوم بعمليات التهريب عبر عناصره السرية في الاقروض وإيصالها إلى قوات صنعاء، وشمل الترويج التركيز أيضاً على ضرورة إيقاف عمليات التهريب عبر الأقروض والتي من ضمنها إغلاق الطريق، وهو ما اعتبر تبريراً استباقياً لقطع الطريق في حال أثار الموضوع تصاعداً للغضب الشعبي المحلي ضد اللواء 35 مدرع.
| ناشطون موالون للإمارات يفضحون خصومهم “من الذي يحاصر تعز منذ 4 أعوام؟” |
أحد الناشطين اليساريين المحسوبين على التنظيم الناصري المدعوم من الإمارات في تعز وكان يعمل مراسلاً صحفياً، كتب منشوراً على صفحته بالفيس بوك، واعترف فيه بأن من يغلق منافذ تعز ويحاصرها ويمنع فتح الطريق الرئيسية أمام المسافرين والمواطنين منذ أربعة أعوام في شرق وجنوب شرق مدينة تعز والتي تعتبر الطريق الأقرب والرئيسية الرابطة بين مناطق سيطرة قوات صنعاء ومناطق سيطرة التحالف والشرعية.
وكتب جميل الصامت مقالاً مطولاً ورد فيه “المتباكون على طريق الاقروض هم انفسهم من يعيقون فتح معبر انساني آمن في شرق او جنوب شرق او شمال مدينة تعز، فهذه يريدونها مغلقة مع انها الاسهل والاكثر نفعا للناس فلماذا لايريدون فتحها؟!”.
وقال الصامت، واصفاً أصوات الإصلاحيين المنددين بإغلاق طريق الأقروض، إن “حالات التباكي على المنافذ ليس إلا من قبيل التوظيف السياسي التي تظهر بين الفينة والأخرى”، وبعد الحديث عن عمليات تهريب تتم عبر السواحل المفتوحة وتمر عبر تعز وتصل إلى قوات صنعاء حسب زعمه، بدأ الصامت بالحديث عن الاقروض وقال “حالة مماثلة طرأت مؤخرا على جماعة المافيا في تعز اخذت تتمسح باغلاق طريق الاقروض وصل الامر الى تشكيل لجنة من محور تعز للتحقيق مع ملغمي الطريق واغلاق المنفذ..؟!”، وهو ما يعد اعترافاً من الصحفي أن الطريق تم تلغيمها من قبل قوات الحمادي، حيث أعاد الصامت انتقاد تشكيل اللجنة للتحقيق في تلغيم الطريق “وليس في شحنات الأسلحة المهربة والتي تم إيقاف شحنتين منها من قبل اللواء 35 قبل أن يتم إغلاق الطريق” حسب وصفه، وهو ما يقودنا في نهاية المطاف إلى أن مدينة تعز محاصرة من قبل حلفاء الشرعية والتحالف والمليشيات المسلحة الموالية لكل فصيل.
| الإصلاح يتهم خصومه الموالين للإمارات بإغلاق آخر منفذ لتعز أمام المواطنين |
وسائل الإعلام التابعة للدائرة الإعلامية للإصلاح وجدت في ما قامت به قوات عدنان الحمادي الخصم اللدود للإصلاح من إغلاق طريق الاقروض آخر منافذ تعز، وجد إعلام الإصلاح في ذلك فرصة لمهاجمة ثاني خصمين رئيسيين للحزب في تعز بعد جماعة أبو العباس.
وفيما ذهبت بعض وسائل الإعلام في الإصلاح إلى اتهام قوات اللواء 35 مدرع بتلغيم الطريق وقطعها نهائياً أمام المواطنين والعمل على محاصرة مواطني تعز وازدياد معاناتهم، رأت بعض المواقع الإصلاحية أن توجه الاتهام لقوات الحمادي مع إقران ذلك بوجود تنسيق بين حلفاء الإمارات وبين “الانقلابيين الحوثيين” حسب وصفها، وعبرت تلك المواقع عن سقوط معظم المواقع العسكرية بجبهة الاقروض في يد قوات صنعاء بأنها عمليات انسحاب تمت من قبل قوات الحمادي لصالح تمكين الحوثيين من المواقع.
اتهام وسائل إعلام الإصلاح أتى للرد على اتهام إعلام حلفاء الإمارات من أن المواقع التي سقطت من يد قوات اللواء 35 بقيادة الحمادي وسيطر عليها الحوثيون كان سببه “وجود خلايا سرية للإصلاح في الاقروض قامت بتهريب السلاح للحوثيين عبر طريق الاقروض لتعزيز قدراتهم العسكرية وتمكينهم من ضرب قوات اللواء 35 والسيطرة على الاقروض” حسب ما ورد في بعض المواقع الإخبارية الممولة من الإمارات.
وبدورها قالت وسائل إعلام الإصلاح إن رفض اللواء عدنان الحمادي لتسليم جبهة الاقروض لقيادة محور تعز “الموالية والمحسوبة على الإصلاح” هو ما أدى إلى إسقاط الجبهة في يد الحوثيين، متحججة بأن قوات الحمادي وأي مليشيات موالية للإمارات هي تعمل في الأساس ضد “قوات الجيش الوطني والشرعية” وأن مواقع الاقروض التي سقطت بيد الحوثيين هي دليل على التنسيق بين الطرفين متخذة من قطع طريق الاقروض دليلاً على حقيقة هذا التنسيق من وجهة نظرها.
| صنعاء تتقدم في تعز وفصيلي التحالف الرئيسيين يتبادلان الاتهامات بالخيانة ويفضحان بعضهما البعض بشأن حصار المدينة |
وبنهاية المطاف تبقى أحداث الاقروض وقطع الطريق الوحيد المتبقي لأبناء تعز هي واحدة من أكبر الشواهد التي دفعت فصائل التحالف المختلفة الانتماء والولاءات لكشف بعضها البعض واعترافات ناشطيها وقياداتها ووسائل إعلامها بأن حصار مدينة تعز مفروض من قبل الموالين للشرعية والتحالف، ففي الوقت الذي تبقى فيه المنافذ الجنوبية الشرقية والشرقية والشمالية مغلقة من قبل المليشيات المسلحة التابعة للإصلاح، بات منفذ طريق الاقروض وهو المنفذ الوحيد المتبقي أمام أبناء تعز الرابط بين الحوبان شمالاً ووسط المدينة جنوباً مغلقاً من قبل قوات الفصيل الآخر التابع للتحالف، فصيل الإمارات الممثل بقوات اللواء 35 مدرع بقيادة الحمادي وحليفه القيادي أبو العباس.
ويبدو أننا الآن أمام مشهد واضح في تعز متمثل في أن قوات صنعاء وفي كل عملية عسكرية تحرز فيها تقدماً عسكرياً وتسيطر على مواقع وجبهات استراتيجية وهامة كانت بيد الطرف الآخر، تبدأ مواقف وتباينات فصائل الطرف الآخر بالظهور لتتبادل الاتهامات فيما بينها بالتحالف مع الحوثيين وتسليم المواقع لهم دون قتال ويتهم كل طرف الآخر بأنه يعمل مع الحوثي سرياً لإضعاف الشرعية وإبقاء تعز على حالها.
| لأبناء تعز: اعرفوا عدوكم الحقيقي ومن هو الذي يحاصركم |
في ختام التقرير أردنا تسليط الضوء على ما كتبه واحد من أبرز الناشطين السياسيين من أبناء تعز والموالين لجماعة أنصار الله وحكومة صنعاء، حيث كتب منذر الأصبحي في صفحته على فيس بوك إن ما حدث في الاقروض يدفع أبناء تعز اليوم لمعرفة “عدوهم الحقيقي الذي يحاصرهم ويتاجر بمعاناتهم وأوجاعهم”، بعد أن تم إغلاق آخر منفذ، كاشفاً عن أن قوات عدنان الحمادي قامت أمس الخميس بإغلاق الطريق نهائياً بحواجز إسمنتية.
وقال الأصبحي ” أربعة سنوات وتحالف العدوان يفرض عبر أدواته ومرتزقته الحصار على سكان مدينة تعز ويفرض عليهم رفض أي أتفاق مع الجيش واللجان الشعبية لفتح أي منفذ أو طريق تسهل حركة المواطنيين من الحوبان الى وسط مدينة تعز والهدف الرئيسي استمرار المتاجرة الإنسانية بمعاناة السكان؟”