تجنباً لثورة جنوبية ضدها الإمارات تعيد تشغيل ثلث مطار المكلا تحت إشرافها
حضرموت – تقرير: يحيى محمد – المساء برس|
قالت مصادر سياسية يمنية جنوب اليمن إن القوات الإماراتية باتت متخوفة من تزايد الغضب الشعبي في المحافظات الجنوبية اليمنية ضد تواجدها العسكري واحتلالها للمنشئات الاستراتيجية والهامة ومصادرة السلطات السيادية من المؤسسات اليمنية الشرعية.
وأشارت المصادر في حديث لـ”المساء برس” إن الاحتجاجات التي شهدتها المدن الجنوبية خلال الأشهر القليلة الماضية دفعت بالقوات الإماراتية إلى محاولة حقن الجنوبيين بحقن مهدئة لتخفيف الضغط عليها وتجنب حدوث ثورة جنوبية مسلحة ضد القوات العسكرية الإماراتية والسعودية المسيطرة على المحافظات الجنوبية والمليشيات المسلحة التي أنشأتها، مشيرة إلى أن القوات الإماراتية اختارت مطار الريان بمدينة المكلا في محافظة حضرموت ليكون هو الحقنة المهدئة للجنوبيين من خلال إعادة فتح جزء منه أمام المسافرين اليمنيين بعد أن ظل مغلقاً منذ 3 أعوام وحتى الآن وهي المدة التي سيطرت عليها القوات الإماراتية على مطار الريان وملحقاته ومرافقه وحولته إلى قاعدة عسكرية مغلقة تمنع دخول اليمنيين إليها بمن فيهم قيادات عسكرية رفيعة جداً في “الشرعية”.
وكانت وسائل إعلام موالية للتحالف ومحسوبة على حزب الإصلاح قد كشفت في تحقيقات سابقة وجود قوات بريطانية ضمن القوات العسكرية الأجنبية المسيطرة على مطار الريان والذي تحول إلى قاعدة عسكرية مغلقة للتحالف وقواته.
| اعتراف رسمي من الشرعية بإشراف الإمارات على مطار الريان |
في منشور رصده “المساء برس” للناشط الجنوبي المدعوم من الإمارات “محمد المرشدي اليافعي” في صفحته على فيس بوك، قال اليافعي إن المطار سيتم إعادة تشغيله في ما وصفه بـ”الذكرى الثالثة لتحرير مدينة المكلا من سيطرة تنظيم داعش والقاعدة 24 أبريل”.
ونقل اليافعي عن مدير المطار أنيس باصويطين قوله “أن إجراءات استقبال المسافرين ومغادرتهم تمت وفق أحدث الأنظمة العالمية وبإشراف خبراء من مطارات دولة الإمارات”، وهو ما يعني أن الإمارات ستشرف عسكرياً على الجزء المعاد تشغيله من مطار الريان وتجنباً للإحراج واستفزاز الشارع الجنوبي اصطلحت الإمارات على تسمية إشرافها العسكري والإداري على المطار بـ”إشراف خبراء من مطارات الإمارات”.
| مطار الريان: الثلث لليمنيين وباقي المساحة قاعدة عسكرية مغلقة للتحالف |
وقالت مصادر مسؤولة محلية في محافظة حضرموت ومطلعة على ما جرى تنفيذه في مطار الريان إن القوات الإماراتية قررت السماح لليمنيين باستخدام ثلث مساحة مطار الريان ومنشئاته ومقراته بينما أبقت على باقي المساحة البالغة (الثلثين) خاضعة للسيطرة العسكرية الإماراتية والقوات البريطانية المتواجدة فيها والتي تم تحويلها إلى قاعدة عسكرية مغلقة وتم إنشاء مبانٍ فيها وسجون سرية وسكن إضافي للأفراد العسكريين التابعين للتحالف والفرقة البريطانية العسكرية التي وصلت القاعدة بعد أسابيع قليلة من سيطرة القوات الإماراتية على المطار منتصف العام 2016.