سياسيون بالشرعية يحذرون من الهدف الحقيقي وراء عقد برلمان سيئون
اسطنبول – المساء برس| انتقد سياسيون يمنيون موالون للشرعية المنفية خارج اليمن استمرار ارتهان الشرعية وأعضاء البرلمان الموالين لها للتحالف السعودي الإماراتي وهو ما تبين وتم التأكيد عليه من خلال ما صدر من بيان ختامي لجلسة برلمانيي الشرعية في سيئون.
وقال ياسين التميمي الصحفي والمحلل السياسي الموالي للشرعية والمقيم في اسطنبول بتركيا في مقال صحفي نشرته وسائل إعلام تابعة للإصلاح وأخرى قطرية، إن الشرعية ومن يدعمها – في إشارة منه إلى الرياض وأبوظبي – تستطيع الآن بعد عقد جلسة لأعضاء البرلمان الموالين لها في سيئون أن يطمئنوا الآن بأن موقع الرئاسة أصبح محمياً بآلية دستورية، حسب وصفه، وهو ما يشير إلى أن الهدف الحقيقي من عقد جلسة برلمان للأعضاء الموالين للتحالف هو ضمان إبقاء الشرعية الحالية أو أي سلطة قادمة تحت عباءة التحالف السعودي الإماراتي.
رغم ذلك يقول التميمي إن ما وصفها بـ”الآلية الدستورية” قاصداً انعقاد جلسة أعضاء البرلمان التابعين للشرعية، قال إن هذه الآلية ستبقى تعاني من الهشاشة وأن معاناة برلمان الشرعية من الهشاشة مقرون بالقدر الذي تعانيه سلطة الشرعية ومنظومتها من الهشاشة أيضاً.
وقال التميمي إن الشرعية والبرلمانيين الموالين لها لا يزالون يرتهنون إلى حد كبير لتأثير اللاعبين الإقليميين والدوليين، مؤكداً أن هؤلاء اللاعبين الإقليميين هم الذين عملوا على عقد برلمان للشرعيين في سيئون وقاموا بتجميع هؤلاء الأعضاء، وهم بأيديهم أن ينتزعوا هذا البرلمان الذي يعد ضمانة لبقاء دور التحالف قائماً في اليمن وأن بإمكانهم انتزاع هذه الضمانة في أي لحظة.
وفيما اعتبر التميمي أن انعقاد جلسة البرلمانيين الشرعية في سيئون “نوعاً من التماسك السياسي داخل معسكر الشرعية” إلا أنه أكد أن هذا الانعقاد حدث “بدعم سعودي واضح” وأن “تماسكاً كهذا يبقى ظاهرياً فقط”، لافتاً إلى استمرار الصراع بين أبرز مكونات الشرعية وهي المؤتمر الشعبي العام التابع للشرعية والحزب الاشتراكي وحزب الإصلاح.
وأشار التميمي إلى أن “حضور أعضاء البرلمان عن المحافظات الجنوبية للجلسة وعدم انعقاد المجلس في عدن يشير إلى أن السعودية كما الإمارات لديهما رغبة مشتركة في إبقاء الوضع القائم حالياً في المحافظات الجنوبية حاضراً في صلب العملية السياسية وترتيبات المرحلة المقبلة” بحيث تبقى الشرعية عاجزة عن العودة وتبقى المدن الجنوبية تحت سيطرة التحالف حقيقياً وظاهرياً تحت سيطرة المجلس الانتقالي الانفصالي بمعنى: لا شرعية تعود ولا انفصال يحدث ولا خروج للتحالف من الجنوب.
وألمح التميمي إلى إمكانية أن يتم توظيف البرلمان لصالح تمرير خطة سياسية لا تخدم الشعب اليمني، في إشارة إلى أن من المرجح أن يتم توظيف برلمان الشرعية لصالح شرعنة ما يريده التحالف السعودي الإماراتي في اليمن خلال المرحلة المقبلة.
وتطرق التميمي إلى أن الإمكانيات العسكرية التي وضعتها السعودية في سيئون لحماية وضمان انعقاد جلسة البرلمان بشكل آمن كان يمكن أن تضعها وترسلها السعودية إلى عدن باعتبارها عاصمة مؤقتة، مشيراً أن ذلك “يُرجح أن التحالف السعودي الإماراتي اختار إبقاء مؤسسات الشرعية تعمل ضمن بيئات وظروف سياسية وأمنية مختلفة ويحولها إلى جزر منعزلة وخطاب منفصل”.
وفي مقابلة تلفزيونية للتميمي على قناة “الجزيرة” القطرية مساء اليوم تعليقاً على بيان جلسة برلمان الشرعية الختامي، والذي أيد فيه ما وصفه بـ”الدور السعودي والإماراتي في اليمن وثمنه وأشاد به ودعا للتمسك به” حسب البيان، قال التميمي إن البيان كشف عن الأجندة الحقيقية للدورة البرلمانية للشرعية المنعقدة في سيئون، وقال إن البيان كشف أن انعقاد البرلمان كان هدفه الحقيقي منح تفويض للتحالف لمواصلة عبثه في الجغرافيا والسيادة اليمنية وانتهاكها.