الرياض توصل “مهندس إرسال السودانيين للقتال باليمن” إلى الحكم
الخرطوم – صنعاء – المساء برس| قالت مصادر سياسية يمنية رفيعة إن التحالف السعودي الإماراتي عمل على التدخل في تشكيل المشهد السياسي في السودان لما بعد إسقاط الرئيس السابق عمر البشير بما يمكنها من استمرار تدفق المقاتلين السودانيين ومليشيات الجنجويد للقتال مع التحالف في اليمن ضد القوات اليمنية ومقاتلوا أنصار الله وحلفائهم.
وقالت المصادر إن الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان هو أبرز الشخصيات العسكرية التي كانت تنسق لإرسال القوات السودانية إلى اليمن للمشاركة في الحرب السعودية.
وأضافت المصادر إن “قيادة السلطة الحالية في السودان لا تحظى بدعم وتأييد السعودية والإمارات فقط بل إن لإسرائيل وجهاز الموساد دور في إيصال البرهان إلى الحكم حتى من قبل أن يسقط البشير بعدة أشهر”.
وأشارت المصادر إلى ما نشرته مجلة “ميدل أيست” البريطانية الشهر الماضي والتي قالت إن “رئيس الموساد الإسرائيلي التقى بنظيره السوداني في ألمانيا جزء من خطة سرية قامت بها السعودية ومصر والإمارات للإطاحة بالبشير”.
وفي تقرير آخر صدر يناير الماضي “أعرب البشير عن اسفه لأنه تقدم بطلب للحصول على المشورة من أطراف إقليمية بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل من أجل ضمان الاستقرار في السودان ولكنه رأى أن الوضع قد خرج عن السيطرة”، ما يعني أن البشير كان قد فاته أوان التطبيع مع إسرائيل بعد أن بدأت الرياض وأبوظبي والقاهرة بتنسيق وإعداد البديل للبشير بعد إسقاطه بتنسيق وإشراف إسرائيلي، وهو ما يعني أن المجلس العسكري الانتقالي السوداني الذي أعقب البشير في الحكم هو صناعة سعودية إماراتية إسرائيلية.
وإضافة إلى ما قالته المصادر السياسية لـ”المساء برس” تناقلت وسائل إعلام سودانية عن محللين سودانيين إن “الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان نسق إرسال قوات سودانية إلى اليمن للمشاركة في الحرب السعودية على البلد الفقير”.
كما نقلت تقارير عن “ويلو بيرجيد” مؤلف كتاب “الانتفاضات المدنية في السودان الحديث” والمحاضر في التاريخ بجامعة نيوكاسله، قوله إن “ملف اليمن شهد قيام البرهان بالعمل عن كثب مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان وإرسالها إلى اليمن للقتال مع التحالف”، وأشار بيرجيد إلى أن ما فعله البرهان مع الدعم السريع خدمة للتحالف السعودي هو ما أوصله إلى السلطة الآن في السودان.
وكان من اللافت إعلان السعودية رسمياً تأييدها للخطوات التي يعلنها المجلس العسكري السوداني، وهو الإعلان الذي أتى بعد إعادة تعيين البرهان رئيساً للمجلس العسكري بدلاً من عوض بن عوف.
ومع استمرار مطالبة المحتجين السودانيين بإزاحة كل رموز النظام السوداني السابق وتسليم السلطة لأشخاص مدنيين لتشكيل حكومة مدنية، يرى محللون سودانيون إن أي سلطة سيتم تشكيلها حتى وإن كانت مدنية فإنها ستبقى سلطة تنفيذية تخضع لأوامر وتوجيهات وقرارات السلطة العسكرية التي لا زالت تحركها أيادي خارجية.